واشنطن-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء 6 كانون الأول، اعتراف الولايات المتحدة بالقدس المحتلة كعاصمة للكيان الصهيوني، موقّعاً مرسوم نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة.
ووصف ترامب هذا التحرك بأنه خطوة متأخرة جداً، من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم.
وقال ترامب من البيت الأبيض أنّه يرى هذا التحرك يصب في مصلحة الولايات المتحدة ومسعى حقيقي للسلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين، واعتبر أنّه حان الوقت للاعتراف بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل".
كما طالب ترامب وزارة الخارجية الأمريكية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة.
وقال خلال خطابه "أدرس تحديات العالم وتأثيراتها علينا، ولا يمكن أن نحل مشاكلنا بالقيام بنفس الافتراضات السابقة ونفس الأسلوب."
كما تناول قرار الكونغرس الأمريكي الذي صدر عام 1995 بأغلبية لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس أو الاعتراف بالمدينة المحتلة كعاصمة للكيان، لافتا إلى أنّ "الرؤساء السابقون أجّلوا القرار لأنهم اعتقدوا أنّ هذا سيعطل السلام."
وهاجم ترامب الرؤساء السابقين للولايات المتحدة بالقول "إنهم لم يكونوا شجعان واتخذوا قراراتهم بناءً على افتراضات لديهم"، متابعاً "بعد 20 سنة لم يصبح السلام قريباً بين الفلسطينيين والإسرائيليين."
من جانبه أكّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على أنّ القرار الأمريكي سيُهدد السلام بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، مُشيراً إلى أنّ القدس هي أحد ملفات مفاوضات الوضع النهائي، وهي مرتبطة بالحل النهائي بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين."
وشدّد في كلمته على أنّ "لا بديل عن حل الدولتين واعتبار القدس عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين"، منوّهاً إلى أنه سيبذل قصارى جهده لإقناع القادة "الإسرائيليين" والفلسطينيين للعودة للمفاوضات.
وفي تعليقه الأول على إعلان ترامب، قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو أنّ "القرار يوم تاريخي لإسرائيل."
وكان الكونغرس الأمريكي قد طلب منذ عام 1995 بنقل السفارة لكن قراره تضمّن بند يسمح للرؤساء بتأجيل النقل ستة أشهر، لحماسة "مصالح الأمن القومي"، وقام الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنوياً، مُعتبرين أنّ الظروف لم تنضج لذلك بعد، وهذا ما فعله ترامب في حزيران الماضي.
وشهدت الأيام الماضية تحذيرات وتصريحات فلسطينية وعربية وإسلامية، بالإضافة إلى عدة جهات دولية، قبل أيام من خطاب ترامب الذي كان قد قرر أن يتحدث فيه حول الاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان ونقل السفارة الأمريكية إليها.
كما تشهد فلسطين المحتلة ومخيّمات اللاجئين والشتات تحركات ومسيرات شعبيّة غاضبة على إعلان ترامب، وتم الإعلان عن أيام غضب شعبي وإضرابات عامّة في عدة مناطق، بالإضافة للتوجه إلى نقاط التماس للاشتباك مع قوات الاحتلال.