فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
دعت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة الاحتلال، إلى الضغط الشعبي السلمي والمُتصاعد على المستوى الرسمي الفلسطيني والعربي، في ظل التواطؤ الأمريكي مع نظام الاحتلال والاستعمار ضد القدس والحقوق الفلسطينية الثابتة.
وقالت اللجنة في بيانها الذي وصل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" نسخةً منه، أنّ "النظام الدولي لا يحترم الضعفاء، لذا لا مناص من بناء قوّتنا وقدرتنا لنجبر نظام الاستعمار الإسرائيلي وحلفائه في الولايات المتحدة وأوروبا على الانصياع لحقوق شعبنا والتسليم بحقوق شعبنا، كل شعبنا، في العودة وتقرير المصير والتحرر الوطني."
وتابعت اللجنة أنّ ذلك يتطلّب الوحدة الوطنية القائمة على التخلص من أوزار "اتفاقية أوسلو" ومسيرتها التي تسبب في ضياع ما تبقّى من الوطن أو الحقوق، وعلى المقاومة الشعبية الفعالة والمدروسة والمدعومة بتضامن دولي هائل، كالذي تبنيه حركة المقاطعة BDS.
وفي هذا السياق، دعت اللجنة إلى وقف التطبيع الفلسطيني سواء كان رسمي أو غير رسمي مع الاحتلال، بما يشمل أولاً وقف التنسيق الأمني "الفلسطيني-الإسرائيلي"، وحل ما تُسمّى "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي"، المنبثقة عن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، التزاماً بقرارات المجلس المركزي الفلسطيني الصادرة في آذار 2015.
كما دعت إلى قطع العلاقة الفلسطينية بالكامل مع الإدارة الأمريكية باعتبارها شريكاً كاملاً في جرائم الكيان بحق الشعب الفلسطيني ودعوة الدول الشقيقة والصديقة لقطع علاقاتها مع الولايات المتحدة أو خفضها إلى أدنى مستوى ممكن.
وطالبت بالإعلان عن أنّ سياسات وقرارات حكومة أقصى اليمين "الإسرائيلي" بشراكة كاملة مع الإدارة الأمريكية قد قضت نهائياً على "اتفاقية أوسلو" ممّا يفتح الباب أمام بناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقة "تقوم على حماية حقوق شعبنا، كل شعبنا في الوطن والشتات، وتحقيق طموحاته والالتزام بما يقرره بشكل ديمقراطي حر وإصلاح م.ت.ف. لتضم الكل الفلسطيني دون إقصاء ودون تفرد أو ديكتاتورية."
أكّدت كذلك في البيان على ضرورة مناهضة الشعوب العربية الشقيقة لتطبيع الأنظمة الاستبدادية (بالذات النظام السعودي والنظام الإماراتي، كونهما الأخطر) وذلك بالضغط الفعال من أجل وقف كل العلاقات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والسياحية والثقافية والرياضية مع دولة الاحتلال ومن يمثلها، "كون إسرائيل تهدد لا الشعب الفلسطيني وحده بل كل الشعوب العربية."
وشدّدت أيضاً على تصعيد المقاومة الشعبية الفلسطينية الواسعة والمسؤولة والقائمة على استراتيجيات تضمن النجاح، على غرار هبّة القدس ضد محاولات الاحتلال لفرض السيادة على الحرم الشريف في الصيف الفائت، ومن ضمنها الاحتجاجات العارمة المناهضة للقرار الأمريكي والاحتلال.
وطالبت بتكثيف حملات المقاطعة القائمة عربياً والمستمرة ضد الكيان وشركائه، وضد الشركات الدولية المتورطة في الجرائم "الإسرائيلية"، خاصة في القدس، مثل شركة (G4S) الأمنية، وألستوم (Alstom) للبنى التحية والقطارات، وهيوليت باكارد (HP) للتقنيات، و(Caterpillar) و(Hyundai Heavy Industries) وVolvo المتورطة في هدم المنازل وبناء المستعمرات.
طالبت كذلك بضرورة مناهضة النشاطات التطبيعية التي تنظمها أو ترعاها المؤسسات الأمريكية (مثل USAID) في مدينة القدس وخارجها.
وفي البيان، أكّدت اللجنة على أنّ النظام الرسمي العربي يتحمّل مسؤولية الخطوة الأمريكية الخطيرة التي تمثلت بقرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المحتلة، في محاولة لإضفاء الشرعية الباطلة على الاحتلال "الإسرائيلي" لمدينة القدس.
واعتبرت أنّ الإدارة الأمريكية بذلك تخالف القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي لا تعترف بالسيادة الإسرائيلية على القدس، وتدعم مباشرة الجرائم الإسرائيلية في القدس المحتلة، بما في ذلك المحاولات المحمومة لـ"تهويد" المدينة وتعجيل التطهير العرقي الممارس ضد الشعب الفلسطيني في القدس وفي كافة أنحاء فلسطين التاريخية.
"لم تأت خطوة ترامب هذه من فراغ، بل توّجت مرحلة انهيار رسمي عربي، بالذات فلسطيني، مع ما شهدته من انفلات تطبيعي واستمراراً فيما يسمى بالتنسيق الأمني الفلسطيني مع الاحتلال وأجهزة مخابراته في مخالفة صريحة لقرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا. وقد فتح هذا التطبيع الرسمي الفلسطيني الباب على مصراعيه لتكريس التطبيع الرسمي المصري والأردني والمغربي مع الاحتلال ولينتقل التناغم السرّي بين بعض الأنظمة الاستبدادية العربية، بالذات في السعودية والإمارات والبحرين، مع إسرائيل إلى تطبيع علنيّ وقح وتنسيق أمني وسياسي غير مسبوق يصاحبه صمت رسمي فلسطيني مدوٍ يثير كل الشبهات في أذهان شعبنا"، حسب بيان لجنة المقاطعة.
واعتبرت اللجنة أنّ انصياع كل هذه الأنظمة لإملاءات ترامب المتطرفة منذ قمة الرياض، وعدم فضح المستوى الرسمي الفلسطيني للدور الخياني للنظام السعودي من قبيل الضغط على الفلسطينيين لقبول المشاريع "الإسرائيلية" مثل استبدال القدس بأبو ديس كعاصمة لـ"الدولة" الفلسطينية، والإحجام بشكل غريب عن دعوة العالم لتبني عقوبات حقيقية ضد "إسرائيل" لمحاسبتها على جرائمها المقترفة بحق الشعب الفلسطيني، بل والإصرار على الحديث عن الالتزام أحادي الجانب بـ"مسيرة السلام" بينما تعمل الجرافات "الإسرائيلية" على نهب المزيد من الأراضي كل يوم، كل هذا أعطى ضوء أخضر للاحتلال بالتمادي في انتهاك كل حقوق الشعب وللإدارة الأمريكية للإقدام على ما لم تستطع الإدارات الأمريكية السابقة القيام به رغم انحيازها كلها لـ "إسرائيل".
وتابع البيان "لقد بات جليّاً أكثر من أي وقت مضى بأن بناء استراتيجية مقاومة وطنية شاملة مع حركة تضامن فعالة هو السبيل الأنجع للوصول إلى حقوقنا غير القابلة للتصرف، وأهمها العودة وتقرير المصير والتحرر الوطني، وهذا ما تشكله المقاومة الشعبية في فلسطين وحركة مقاطعة إسرائيل (BDS) الفلسطينية بامتدادها العالمي."