لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
شاركت حشود كبيرة من الفلسطينيين واللبنانيين، عقب صلاة اليوم الجمعة 15 كانون الأوّل، في الفعاليات التي أقيمت في العديد من المناطق اللبنانية والمخيّمات الفلسطينية فيها، فخرجوا رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً، ليؤكدوا في جمعة الغضب رفضهم القاطع للإعلان الأميركي القدس عاصمة للكيان الصهيوني، معلنين تمسكهم بمدينة القدس الموحّدة عاصمة للدولة الفلسطينية.
ففي مدينة بيروت، اعتصام حاشد نُفّذ أمام مبنى "الاسكوا"، بدعوة من المؤسسات الأهلية العاملة في الوسطين الفلسطيني واللبناني والمنظمات الشبابية، احتجاجاً على القرار الأميركي وتأكيداً على عروبة القدس العاصمة الأبدية لفلسطين، حيث شارك فيه حشد غفير من الفلسطينيين واللبنانيين، رافعين الأعلام الفلسطينية ورايات تؤكد تمسكهم بالقدس عاصمة لفلسطين، مرددين هتافات أدانت القرار الأميركي، ومن أبرز تلك الشعارات: "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين، باب الأقصى من حديد ما بيفتح إلا بشهيد، لا تفاوض لا حوار.. الحل السلمي ولّى ولّى.. حلأ دور العملية".
كما ألقيت الكلمات الداعمة للقدس، والمؤكدة على تمسّك الشعب الفلسطيني خصوصاً والعرب عموماً بالقدس عاصمة لفلسطين.
وانطلقت مسيرة جماهرية في مخيّم برج البراجنة ببيروت، بدعوة من اللقاء الموسع للفصائل والروابط واللجان والمؤسسات والاتحادات الشبابية في المخيم.
المسيرة التي انطلقت من أمام مسجد الفرقان، جابت زواريب المخيّم وصولاً إلى مقبرة الشهداء، وقد رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية، واللافتات المنددة بالقرار الأميركي، وسط الهتافات المطالبة بالمقاومة وإعلان الإنتفاضة.
وبالمناسبة، قال عضو القيادة السياسية لحركة حماس في لبنان، أبو العبد مشهور، إنّ "القرار الأمريكي الظالم لن يغير شيئاً من حالنا وواقعنا، ومن قوتنا وعزمنا، بل سيزيدنا إصراراً وتمسكاً بهذه الأرض المباركة، مهما تكالب الأعداء علينا، وبالعكس هذا القرار وحدنا، ولا يمكن أن يفرقنا هذا العدو بتسويات هنا أو هناك، ففلسطين توحدنا والقدس توحدنا، وسنحمل الراية والبندقية التي ستسقط كل المؤامرات، وسترغم الأمريكي على التراجع عن قراراته".
مشيراً إلى أنّ "ما تشهده غزة اليوم من قوة ووحدة، تشعرنا بالفخر والإعتزاز، لأنها قوة لشعبنا في وجه العدو الصهيوني الغاصب للأرض والمقدسات".
وفي مدينة صيدا جنوبي لبنان، نفّذت المنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية بعد صلاة الجمعة مسيرة جماهيرية جابت أرجاء المدينة، رفضاً لقرار ترامب بنقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
المسيرة التي انطلقت من ساحة النجمة، وانتهت بساحة الشهداء، تقدّمها حملة الأعلام الفلسطينية واللبنانية، واللافت في المسيرة حمل علم فلسطيني يقدر طوله بعشرين متر، كما ردّد المشاركون الشعارات المنددة بقرار ترامب نقل سفارة بلاده للقدس وإعلان القدس مدينة للكيان الصهيوني.
كلمة التكتلات الشبابية، ألقتها نادين سكافي، مندّدة بالقرار الأميركي، مشددة على أن القدس هي عاصمة فلسطين.
أمّا كلمة التكتلات الشبابية الفلسطينية، فقد ألقاها الطالب عماد الحاج، الذي أكد على أنّ "الشباب الفلسطيني في شتى المخيمات الفلسطينية في لبنان يرفض القرار الأميركي بشكل قاطع"، مضيفاً "أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين مهما غلت التضحيات، فهي أرض الأهل والأجداد".
وفي مخيّم برج الشمالي جنوبي لبنان، نظّمت الفصائل الفلسطينية في المخيّم وقفة احتجاجية، عُقب صلاة الجمعة، أمام عيادة "الأونروا" في المخيّم، رفضاً لقرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. حيث ألقيت الكلمات التي أكّدت على التمسك بفلسطين من البحر إلى النهر، والقدس العربية عاصمة لها.
ودعت الكلمات إلى "العصيان الوطني بوجه الاحتلال الصهيوني، وتكريس الوحدة الوطنية، وإلغاء اتفاقية أوسلو وكل اتفاقيات الذل مع العدو الصهيوني".
وفي مخيّم نهر البارد شمالي لبنان، لبّى أهالي المخيّم دعوة الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية والحراكات، ونفّذوا مظاهرة غاضبة انطلقت من أمام جامع القدس مرورآ على الشارع العام للمخيّم وصولآ إلى ساحة الشهيد أبو عمار. هذا وسار الأهالي بالمسيرة الغاضبة حاملين الأعلام الفلسطينية واليافطات المنددة بقرار ترامب، مرددين الهتافات والأناشيد الوطنية.
أبو ماهر غنومي مسؤول "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في الشمال، قال "نريد فلسطين كاملة وحقنا لن نتراجع عنه مهما كانت التضحيات ولن نتراجع عن أي شبر من فلسطين، والعودة إليها والنضال في سبيلها هو هدفنا ولن نقبل بوجود الكيان الصهيوني على أرضنا". موجهاً التحية لأهالي فلسطين المنتفضين في مواجهة الاحتلال داخل الوطن، داعياً إلى تصعيد المواجهات والارتقاء بها نحو الإنتفاضة.
وحول الموقف اللبناني قال غنومي: "إنّنا نحيي الموقف اللبناني لوقوفهم إلى جانبنا"، أما في موضوع عوكر، قال غنومي: "إنّ التظاهرة كما كل التحركات هي ضد ترامب وأعوانه وليست موجهة ضد القوى الأمنيه اللبنانية، وإن محاولة حرف المعركة عن هدفها هي محاولة مشبوهة".