لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
نشرت جريدة الديّار اللبنانية مقالاً، يوم الخميس 21 كانون الأول، بقلم الكاتب إسكندر شاهين، تحت عنوان "رسالة مشفرة إلى بضع عشرات من داعش"، زجّ فيه الكاتب بأسماء العشرات من شبّان مخيّم عين الحلوة، في دائرة الانتماء لمجموعات تكفيريّة مبايعة لتنظيم " داعش" الارهابي.
المقال أثار ردود فعل الكثير النشطاء والأهالي في مخيّم عين الحلوة، لاسيّما أنّ كاتب المقال يحاول ايصال رسالة مفادها بأنّ مخيّم عين الحلوة أصبح موئل لجوء للإرهابيين الفارّين من سورية، والذي زعم أن لهم في المخيّم " أخوة في الانتظار" يتوزّعون على أحياء كثيرة من المخيّم، ولم يكتفِ الكاتب بذلك، بل أورد أسماء العشرات من شبّان المخيّم مع أماكن توزّعهم، على أنهم أولئك الأخوة للعناصر الإرهابيّة، ليسكن في رأس قارئ المقال أنّ معظم أحياء المخيّم بؤر للإرهاب.
الكاتب لم يستند لمذكرات تحقيق من جهات أمنيّة لبنانية أو محليّة داخل المخيّم، تشير إلى ارتباط الأسماء التي أوردها بالعناصر الإرهابيّة، خصوصاً أنّ التحقق من ذلك لم يعد في غاية الصعوبة في ضوء التنسيق الأمني الرفيع بين القوى الأمنية الفلسطينية واللبنانية في ملف العناصر المطلوبة داخل المخيّم والذي قطع شوطاً هامّاً في تعزيز الأمن والاستقرار داخل المخيم بعد تسليم وإخراج الكثير من المطلوبين.
كما أنّ الكاتب، قد جهد على ما يبدو في توظيف بنات أفكاره بشكل بعيد كل البعد عن المهنيّة الصحفيّة، لإنتاج سيناروهات ركيكة، حول حركة عبور الارهابيين من سوريا الى لبنان، ومن ثمّ الى مخيّمات النازحين السوريين في الشمال، ومن بعدها الى مخيّم عين الحلوة، وكأنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية التي تشدد من إجراءاتها الأمنية في محيط المخيّم، وبنت مؤخّراً جداراً أمنيّاً عازلاَ، لا وجود لها، وتسمح بأن يكون المخيّم مقصداً آمناً للارهابيين!
وفي سياق ردود الفعل على المقال المذكور وعدم دقّة ما ورد فيه، أكدّ الناشط الشبابي في مخيّم عين الحلوة عاصف موسى لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين: بأنّ الكثير ممن وردت أسماؤهم لا علاقة لهم بالإرهاب، ومنهم من عمل سابقاً على تسليم نفسه للسلطات اللبنانية وأفرج عنه بعد إنهاء ملفه الأمني".
وأشار موسى أنّ مخيّم عين الحلوة يسكنه أكثر من 100 ألف نسمة، أوضاعهم مزرية، يعانون الحرمان من الحقوق المدنية والإنسانية". ووضع موسى المقال المذكور وفي سياق "دور بعض وسائل الإعلام الذي بات يتجاهل تسليط الضوء على معاناة والوضع المعيشي السيء لأهالي المخيّم ، ويحرص على تصوير المخيّم وكأنّه بؤرة أمنية مليئة بالإرهابيين".
ووضع الكثير من أبناء المخيّم الذين عبّروا عن استيائهم من المقال، ما ورد فيه برسم السلطات اللبنانية الأمنية للتحقق من "المعلومات المفبركة" الواردة فيه ، على حد قولهم، وبرسم الفصائل والتنظيمات الفلسطينية، لأخذ موقف واضح من توجيه تهمة الإرهاب لمخيّم عين الحلوة، خصوصاً في هذا التوقيت المشبوه. متمنين على وسائل الإعلام توخّي الدقة في نقل أو نشر مثل هذه المعلومات التي تسيء مادياً ومعنوياً لأهالي المخيّم، ولناشريها كذلك.