لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

زينب زيّون

نادرون هم من يدركون حجم الثقافة والفنّ الموجود في ذلك المستطيل الصغير الذي نُلصقه على الأظرفة البريدية قبل إرسالها، فالطابع البريدي يلصق على أجنحة الرسائل ليجوب العالم بمختلف لغاته وأجناسه، حاملاً اسم بلده الأم ومعالمه ومظاهره الحضارية، بالإضافة إلى عادات وتقاليد الشعوب فيه، كما توفر معلومات حول أحداث تاريخية وتطوّرات علمية، وتكشف الكثير عن الفنون والهندسة المعمارية ومنجزاتها.

هذه الطوابع تحيي ذكرى أبطالها وأعيادها القومية، وجمال البلاد والمناظر الطبيعية التي تصدر عنها، كما تحمل صور لوحات فنية أو موضوعات دينية، وتصدر الطوابع عن دولٍ لها اعتباريّتها وكيانها، وهو ماكان لفلسطين تاريخيّاً، لذلك دأب بعض أبنائها على جمع كل ما يدلل على وجود فلسطين التاريخي، إن كان طوابعٌ أو سواها.

أحمد ابراهيم الخطّاب، لاجئ فلسطيني في لبنان، يهوى جمع الطوابع مُذ كان صغيراً، إذ كانت تستهويه لجماليّتها ومدلولاتها الوطنيّة. يقول أحمد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "ظهر أوّل طابع يحمل اسم فلسطين، في عهد الانتداب البريطاني عام 1923، حيث كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني رسمياً، حيث أُصدرت أربعة نماذج من الطوابع الفلسطينية تحمل صوراً للصخرة المشرفة، وقلعة القدس، ومعبد راحيل وجامع طبريا، وكانت هذه الطوابع تحمل اسم فلسطين باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنجليزية، ومن ثمّ توالت عدّة إصدارات لطوابع مختلفة".

اللاجئ الفلسطيني أحمد الخطاب

"عام 1994، صدر أوّل طابع فلسطيني يحمل شعار السلطة الوطنية وهو النسر"، بحسب ما قال الخطّاب، وكانت قيمة الطابع بالمليم، وهي العملة التي كانت متداولة زمن الانتداب البريطاني، حيث صدرت لتذكر العالم بأنّه كان للفلسطينيين وطن وعملة تخصهم.

مرّ الطابع الفلسطيني بمراحل متعدّدة، وصدر في العديد من دول العالم. وانطلاقاً من هوايته واهتمامه بجمع الطوابع البريدية، راح الخطّاب يعمل على جمع تلك الطوابع، ليحصل على المجموعة الفلسطينية كاملة.

شارك الخطّاب بثلاث معارض أقيمت في لبنان، تحت عنوان "فلسطين في عين العالم"، حيث عمل على عرض مجموعة تُقدّر بألف وخمسمائة طابع بريدي، تتحدّث عن نضال الشعب الفلسطيني ومعاناته، بالإضافة إلى المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

"كلّ طابع يتكلم عن مرحلة من النضال، عن معركة أو مجزرة، عن شهداء فلسطين أو عائلاتهم"، جملة قالها الخطّاب مشيراً إلى الصور الموجودة على كلّ طابع فلسطيني.

وبالنسبة لأهميّة تلك الطوابع، قال الخطّاب: "تؤكّد الطوابع البريدية الفلسطينية على وجود كيان كان قائماً، اسمه فلسطين".

وكان هدف الخطّاب من اقتناء أكبر عدد ممكن من الطوابع، نقل الصورة للجيل الجديد، ليتعرّف على تاريخ فلسطين عبر هذه الطوابع، خصوصاً في ظلّ المرحلة  الصعبة التي نعيشها اليوم، من صراعات قائمة في المنطقة، وتدنّي الإهتمام بقضيّة  فلسطين من قبل البعض.

ويروي الخطاب، من خلال الطوابع البريدية، عروبة فلسطين عبر التاريخ متوقفاً أمام جميع محاولات تقسيمها، بدءاً من إقامة المستعمرات الصهيونية الأولى وانتهاءً بإقامة السلطة الوطنية الفلسطينية على جزء صغير من أرض فلسطين، بالإضافة إلى طوابع تظهر التضامن مع الشعب الفلسطيني، وأخرى تظهر القدس والعلم الفلسطيني وخريطة فلسطين، بالإضافة إلى تلك الطوابع التي تصوّر المعارك التي دارت على أرض فلسطين.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد