فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
وثّقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين (909) انتهاك وقع خلال عام 2017 بحق الصحفيين ووسائل الإعلام، منها (740) انتهاك واعتداء نفّذتها قوات الاحتلال، و(169) انتهاك على يد الأجهزة الأمنيّة في الضفة المحتلة وقطاع غزة.
وحسب التقرير الذي وصل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" نسخة عنه، وأعلنت عنه النقابة في مؤتمر صحفي عُقد بمقرّها في البيرة المحتلة، صباح الخميس 4 كانون الثاني، فإنّ الانتهاكات بحق الصحفيين شهدت تصاعد حاد كمّاً ونوعاً.
وأشار نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر أنّ هناك اجتماع طارئ للأمانة العامة للاتحاد العام للصحفيين العرب، يُعقد غداً في العاصمة المصرية القاهرة، ويُخصص لبحث الوضع في فلسطين.
"وفي ظل الارتفاع الحاد في الانتهاكات الدموية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الصحفيين الذين يتعاظم دورهم باستمرار، وفيما ينتظر الصحفي الفلسطيني تقديراً وتثميناً لدوره من الجهات الرسميّة، فإنه من المُعيب أن نشهد في الوقت ذاته ارتفاعاً في عدد الانتهاكات الفلسطينية"، يقول أبو بكر.
كما أشار التقرير إلى قيام إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بإغلاق (158) حساب لأشخاص أو جهات فلسطينية، وفقاً لإحصائية وردت في صحيفة "نيويورك تايمز."
من جانبه أشاد د. عمار الدويك مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق المواطن بدور الصحفيين وخاصة المصورين الميدانيين باعتبارهم اكثر عرضه لانتهاكات الاحتلال، منوّهاً الى الشراكة القائمة بين الهيئة والنقابة في متابعة الانتهاكات والتعامل معها.
وقال وكيل وزارة الإعلام محمود خليفة أنّ تصاعد الاعتداءات والانتهاكات بحق الصحفيين دليل على نجاح الصحافة الفلسطينية في تقديم رؤية ورواية فلسطينية صادقة وحقيقية باتت تؤرق الاحتلال.
وقدّم رئيس لجنة الحريات في النقابة محمد اللحام استعراضاَ لمجمل الانتهاكات الواردة في التقرير السنوي، وتفاصيل هذه الانتهاكات وفقاً لنوعها ووقت وقوعها وتوزعها على المحافظات المختلفة، حيث شهد النصف الثاني من العام ارتفاعاً حاداً في عدد الانتهاكات وخاصة خلال معركة البوابات في القدس المحتلة تموز الماضي، وخلال هبّة العاصمة التي بدأت مع إعلان ترامب في السادس من كانون الأول الماضي ولا زالت مستمرة.
ولفت إلى أنّ تطوراً قد حصل أيضاً على طبيعة الانتهاكات، حيث شملت اقتحام وإغلاق ثماني مقار لثلاث شركات تُقدّم خدمات إعلامية لستة عشر قناة فضائية فلسطينية وعربية وأجنبية، واقتحام وإغلاق محطتي بث إذاعي، وفرض أحكام بالسجن الفعلي لمدة سنتين على صحفيين بسبب عملهم المهني، وفرض غرامات وعقوبات مالية على (25) صحفي، فيما لا يزال (28) صحفياً رهن الاعتقال في سجون الاحتلال.
ووفقاً لما ورد في التقرير فإنّ إجمالي الانتهاكات والاعتداءات خلال عام 2017 والبالغة (909) تُشكّل زيادة بنسبة (37) بالمائة عن العام 2016، وقد ارتكبت قوات الاحتلال (740) انتهاكاً بما نسبته (81) بالمائة منها، فيما ارتكبت الجهات الفلسطينية (169) انتهاكاً بما نسبته (19) بالمائة من مجمل الانتهاكات.
ومقارنة مع العام الذي سبق فقد ارتفع عدد انتهاكات الاحتلال من (557) عام 2016 إلى (740) عام 2017 بواقع (183) انتهاك وما نسبته (33) بالمائة. فيما ارتفع عدد الانتهاكات الفلسطينية من (105) عام 2016 إلى (169) عام 2017 بواقع (64) انتهاك، وما نسبته (61) بالمائة.
وتعرّض الصحفيون العاملون في العاصمة القدس إلى أكبر عدد من الانتهاكات من قِبل الاحتلال، حيث سُجّل بحقهم (137) انتهاك بما نسبته (18) بالمائة من مجمل الانتهاكات، تلاها صحفيّو الخليل ثم رام الله.
وفي التوزيع الزماني فقد شهد النصف الثاني من العام النسبة الأكبر من الانتهاكات من قِبل قوات الاحتلال، حيث سُجّل خلال شهر كانون الأول المنصرم (147) انتهاك وما نسبته (20) بالمائة من مجمل الانتهاكات خلال العام، وبزيادة بنسبة (406) بالمائة عن الانتهاكات الحاصلة خلال نفس الشهر من عام 2016، وهو ما يؤشر إلى وجود قرار سياسي لدى سلطات الاحتلال بتعمّد استهداف الصحفيين، ويتزامن مع حملة التحريض المسعورة ضد الصحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل إعلام الاحتلال الرسمية يشارك فيها صحفيون صهاينة.
وشهدت الانتهاكات الداخلية أيضاً تطوراً واضحاً في نوعيّتها كان أبرزها إقرار وإنفاذ قانون الجرائم الإلكترونية، واستمرار حجب (29) موقع إلكتروني منذ شهر حزيران الماضي، واعتقال الصحفي فؤاد جراده في غزة لنحو شهرين واعتقال سبعة صحفيين في آن واحد في الضفة المحتلة وتقديم لوائح اتهام واستمرار محاكمة عدد منهم.