فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يُشارك رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، زكريا الأغا، الخميس 18 كانون الثاني، في اجتماع الدول المُضيفة للاجئين الفلسطينيين مع المفوّض العام لـ "الأونروا" في العاصمة الأردنيّة عمّان، في أعقاب القرار الأمريكي بتعليق مبلغ (65) مليون دولار من المُساهمات المُقدّمة لـ "الأونروا."
واعتبر الأغا القرار الأمريكي أنه يأتي في إطار الإجراءات الأمريكية الهادفة لتصفية القضيّة الفلسطينية، وأضاف في تصريحه أنّ الولايات المتحدة تقوم بذلك دون أن تُراعي قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية، بما فيها القرارات المتعلقة بقضية اللاجئين الفلسطينيين وتفويض "الأونروا" من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقديم الرعاية والخدمات الأساسية لهم.
واستغرب الأغا رغبة الإدارة الأمريكية في إعادة تقييم الطريقة التي تعمل بها "الأونروا" وتمويلها، ما يعني أنّ هذه الإدارة تُمعن في تجاهل الشرعية الدولية وقراراتها بما فيها تلك المُتعلقة بإنشاء "الأونروا."
كما أشار إلى أنّ الولايات المتحدة هي المانح الأكبر لهذه الوكالة، وهي تُدرك جيداً أهميّتها كعامل استقرار في المنطقة، خاصة وأنّ خدماتها لا تقتصر على الضفة الغربية وقطاع غزة، بل تشمل كذلك الدول المجاورة في الأردن وسوريا ولبنان، والتي تتحمّل جميعاً أعباء كبيرة تجاه استضافة اللاجئين الفلسطينيين.
وأكّد الأغا أنّ مساهمة الولايات المتحدة لـ "الأونروا" لا تأتي في إطار الإحسان للفلسطينيين، بل هي مسؤولية دولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين الذين تم تشريدهم من ديارهم منذ سبعة عقود، وتقاعس المجتمع الدولي عن إنصافهم وتنفيذ القرار (194) لسنة 1948 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي ينصح على حقهم في العودة إلى ديارهم التي شُرّدوا منها.
أشار كذلك إلى أنّ التحدي الذي يُواجه عمليات "الأونروا" التي تُعاني أصلاً من قصور التمويل لموازنتها خلال السنوات الأخيرة، هو أنّ الولايات المتحدة كانت منذ عقود أكبر مانح للوكالة، إذ كانت تُغطي (30) بالمائة من تمويلها في الأعوام الأخيرة، ما يتطلب أن تُكثّف الأمم المتحدة جهودها لتوسيع قاعدة المانحين للتعويض عن الجريمة الأمريكية الجديدة بحق الشعب الفلسطيني، والتي تأتي في إطار الانحياز الأمريكي والرضوخ للإملاءات "الإسرائيلية" الهادفة لتصفية "الأونروا" وتحميل مسؤولياتها للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين لتصفية ملف اللاجئين الفلسطينيين.