الأردن - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أكّد وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أنّ الوضع النهائي للقدس المحتلة وحدودها أمر عائد للأطراف المعنيّة، مُشدداً على أنّ ترامب مُلتزم بالسلام في الشرق الأوسط، وأنّه يجب إيجاد حل طويل الأمد بخصوص "الأونروا."
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في الأردن جمعه بنظيره الأردني أيمن الصفدي، حيث تابع حول قضيّة "الأونروا" قائلاً "أطلقنا 60 مليون دولار للأونروا، لكن لسنا وحدنا من يُموّل المنظمة الأمميّة لغوث اللاجئين الفلسطينيين."
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الأردني، أنّ لا خيار للصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" في الشرق الأوسط، غير حل الدولتين، كما أكّد أنّ الولايات المتحدة كانت دائماً صديقاً حميماً للأردن، قائلاً "نواصل التعاون مع شركائنا الأمريكيين بخصوص القدس"، كما نوّه إلى أنه سيتم بحث تمويل الوكالة مع الدول الأخرى.
ويأتي ذلك عقب توقيع تيلرسون مع نظيره الصفدي، مُذكّرة تفاهم جديدة تُقدّم بموجبها الولايات المتحدة مساعدات للأردن بقيمة (6.375) مليار دولار، على أن يكون (1.275) مليار دولار سنوياً، ابتداءً من العام المالي 2018 وحتى العام المالي 2022، ويُعتبر ذلك بزيادة (75) بالمائة، وعلى مدار خمس سنوات بدلاً من ثلاث سنوات.
وتخلّل المؤتمر الصحفي، حديث تيلرسون حول العلاقات الحميمة والقوية مع الأردن، وأنّ الولايات المتحدة صديق جدير بالثقة، مع الإشارة إلى دور الأردن في عملية السلام، وحول توقيت عملية السلام قال "الإدارة تعمل عليه ولا أريد استباق الرئيس وفريقه، وهي خاضعة للعمل الآن، والأمر يعود للرئيس الأمريكي دونالد ترامب متى يريد تقديمها."
من جانبه، أشار الصفدي إلى أنهما تباحثا في الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" والشأن السوري، مُبيّناً أنّ هناك اختلافات بينهما حول الموقف من القدس، وأكّد أنّ القدس هي الطريق الوحيد للسلام، قائلاً "نسعى لإحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط."
وعن القضية الفلسطينية أكّد الصفدي أنّ الأردن ما يزال مؤمن بحل الدولتين ولا يستطيع إلا الاستمرار بهذه الجهود، مُبيّناً أنّ ملك الأردن كان واضحاً بأنّ بلاده ستقوم بجهودها كاملة، والسلام خيار استراتيجي.
ومن الجدير بالذكر أنّ تيلرسون وصل العاصمة الأردنية عمّان في زيارة للأردن تستغرق يومين، ضمن جوله له في المنطقة، زار فيها مصر والكويت، وتشمل لبنان يوم الخميس، وتركيا، وأشار في حديثه أنّ زيارة لبنان تأتي "لدعم العملية الديمقراطية في لبنان والجيش اللبناني."
وأشار مراقبون أنه لا يُمكن الفصل بين جولة تيلرسون الحالية، والقيام بخطوة تقديم المساعدات بمعدل أعلى من المعتاد لهذه الدول، في الوقت الذي يتم اقتطاع جزء من دعم وتمويل وكالة "الأونروا"، في إطار ترتيبات البيت الأبيض لعملية تصفية قضيّة اللاجئين وتسوية الصراع وفق رؤية الولايات المتحدة الأمريكية.
ويرى المراقبون أنّ تيلرسون تعمّد خلال جولته التصريح بشكل مُكثّف حول المساعدات والدعم المُقدّم لتلك الدول، بالتوازي مع تصريحاته حول العلاقات القويّة بها من جهة، وعملية السلام وإيجاد حل للصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني من جهةٍ أخرى، حيث بدت جولته كعملية شراء لمواقف الدول عبر تقديم الدعم لها، مُقابل موقف مُساند للولايات المتحدة في معركة حل الصراع المُقبلة وترتيبات ما بات يُسمّى "صفقة القرن."