لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
نشوى حمّاد
سبعون عاماً هو عمر اللجوء الفلسطيني في لبنان، ولا يزال اللاجئ الفلسطيني في المخيّمات والتجمعات، يسيطر عليه مفهوم الإغاثة، وانتظار المعونات من الآخر، ولا مكان لمفهوم التنمية الاقتصادية الداخليّة في عقليّة اللاجئين.
ومن هذا الواقع المؤسف، اختارت الشابة الفلسطينيّة، نزهة الروبي، أبنة تجمع المعشوق بمدينة صور جنوبيّ لبنان، أن تطلق مبادرتها، لتحريك العجلة الإقتصادية داخل المخيّمات عبّر تحفيز اللاجئين للشراء من المحال التجاريّة في مخيّماتهم.
كانت البداية من خلال صفحة أنشأتها الروبي على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، بإسم "اشترِ/ ي من المخيّم أو التجمع"، تضمّن محتواها صور للمحلات التجارية بتنوعها داخل المخيّمات والتجمعات، ترفقها بعبارة تُعرّف فيها عن المحل و إسمه ومكانه، وفي بعض الأحيان تعمد نزهة لتصوير فيديو بهدف إضافة المزيد من الحيويّة للإعلان.
هذه المبادرة لاقت ترحيباً كبيراً من أهالي المخيّمات، وصدى واسع، قالت روبي بفرح يبرق بين نظراتها، لافتةً إلى أنّ فكرة إنتظار الدعم الإغاثي من أيادي خارجيّة، باتت تحاصر الشعب الفلسطيني وتحد من فرصه بالتطور، مؤكدة أنّ الوقت قد حان للبدء بمبادرات تنموية أهليّة-محليّة.
بدورهم، أصحاب المحلات التي استهدفتها في هذه المبادرة، أكدّوا على إيجابية هذا العمل وانعكاسه على نسبة البيع، في حين أصبح الأهالي يقصدونهم من مختلف الأماكن حتى البعيدة عن محلاتهم، منوهين الى أنّ الإعانات عبر مواقع التواصل الإجتماعي في عصرنا السريع هذا، باتت تلاقي تأثيرا أكثر فعالية.
وأوضحت نزهة كذلك أحد الأهداف الرئيسيّة للمبادرة، وقالت: "في المخيّمات والتجمعات الفلسطينيّة يوجد كل أنواع المبيعات والعديد من المحلات التجاريّة، وأسعار بضائعها أرخص مقارنةً بالأسواق الخارجيّة" ، والهدف هو حثّ المواطنين اللبنانيين وغيرهم إلى التعرف على الأسواق الفلسطينية، مؤكدة أنّ الصورة النمطيّة للمخيّمات المرسومة في مخيلتهم ستتلاشى بعد رؤية الواقع عن قرب.
شاهد التقرير►