لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
نشوى حمّاد
يزداد الحصار المعيشي والحياتي، على الشعب الفلسطيني في الشتات، وحقوقه البسيطة التي تشدّه من الوقوع في بئر الفقر المطلق والتشرّد، باتت في خطر التلاشي.
وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أعلنت عن إزدياد عجزها المادي، خاصة بعد توقف الولايات المتحدة الأمريكية عن المساهمة في المساعدات الماديّة للوكالة.
توقف الدعم الأمريكي انعكس بشكل خطير على خدمات "الأونروا"، وزاد من تراجع خدماتها الّتي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في الشتات.
في لبنان، أعرب اللاجئون داخل المخيّمات عن تخوفهم من توقف خدمات "الأونروا" أو تقليصها، نظرأ للتداعيات السلبية التي ستحدق بهم وبواقعهم الذي سيزداد مرارة.
الهدف الأساسي من الضغط على "الأونروا"، وتقيدها عن إمداد اللاجئين بالعون، هو إطباق الخناق المعيشي على الفلسطيني، لكي يصبح أسيراً للقمة العيش، وعاجز عن تشكيل قوّة تحرره من معتقل اللجوء، ما سيدفعه إلى الهروب لواقع آخر في بلاد الإغتراب، ويتم بذلك تفريغ المخيّمات من اللاجئين، والتي تعبتر التجمعات الأبرز في تجسيد القضية الفلسطينيّة وحق العودة، هذا ما أكدّه أبناء المخيّمات لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
ومن أخطر الأمور التي تحاك للاجئين، ثوب الجهل، الّذي يعمدون على إلباسه للجيل الجديد، اذ أعرب أحد اللاجئين عن تخوفه من زيادة التقليصات في خدمات "الأونروا" التعلميّة، مشيراً إلى أنّ الطلاب يعانون من اكتظاظ عددهم في الصف الواحد، مما يزيد من صعوبة فهم المعلومة، وأوضح قائلاً: " اذا تقلصت خدمة التعليم أكثر، ستكون مصيبة على الشعب الفلسطيني، مين بيقدر يعلم أبنه بمدارس لبنانية خاصة؟".
وأضاف آخر، هذه سياسة "لوي اليد" للاجئ الفلسطيني، والتي بدورها ستؤدي إلى رفع معدل الجريمة والسرقات والتجارة بالمخدرات، في التجمعات الفلسطينية، منوهاً أنّ اللوم هنا لن يقع على اللاجئ لأنو ضحية واقع، رسم بأيادي خارجية، دفعه لسلوك هذا الطريق بعد إقفال كل المخارج الأخرى أمامه.
وفي النهاية، أكّد اللاجئون، على تمسكهم التام واللانهائي بوكالة "الأونروا" لأنّها الشاهد الوحيد على حق العودة، ولانها المعيّل الوحيد لهم في حربهم ضد الاحتلال، مضيفين: إنّ تخلي "الأونروا" عنهم يعني إعلان الإعدام بحقهم.