جنيف-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، لفتح تحقيق دولي عاجل في استهداف قوات الاحتلال للصحفي الفلسطيني ياسر مُرتجى (30) عاماً والصحفيين في الأحداث الجارية شرقي القطاع، في شكوى عاجلة وجّهها الأحد 8 نيسان/ابريل، إلى مُقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير.
وكانت قوات الاحتلال أطلقت النار على المُصوّر الصحفي ياسر مُرتجى وهو أب لطفل، أثناء تغطيته الصحفيّة لمسيرات العودة التي انطلقت قرب السياج الأمني العازل شرقي قطاع غزة، علماً بأنه كان يرتدي سترة الصحافة.
وقال الأورومتوسطي أنّ أربعة من خبراء الأمم المتحدة من ضمنهم مُقرر حرية التعبير، أصدروا بياناً عاجلاً على خلفيّة الأحداث في غزة، أكدوا فيه حظر القانون الدولي الصارم لاستخدام القوة من قِبل المسؤولين المُكلّفين بإنفاذ القانون.
وأضاف المرصد في شكواه أنّه وبالرغم من تأكيد مُنظمي الاحتجاجات على سلمية الفعاليات، إلا أنّ قنّاصة جيش الاحتلال قتلوا (17) متظاهراً عند الحدود لم يُشكّلوا تهديداً مباشراً للجنود، وأصابوا حوالي (1200) آخرين في يوم 30 آذار/مارس المُنصرم، في الجمعة الأولى لانطلاق مسيرات العودة.
وأوضح الأورومتوسطي أنه وبالرغم من لجون المُحتجين إلى إشعال الإطارات المطاطية الجمعة الماضية 6 نيسان/ابريل، للحد من رؤية قنّاصة جيش الاحتلال، إلا أنّ هذا لم يحمهم من نيران القنّاصة، حيث ارتقى (9) مدنيين بالرصاص بينهم الصحفي ياسر مُرتجى (30) عاماً، وأصيب نحو (1420) آخرين.
هذا ودعا المرصد إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة والضغط على حكومة الاحتلال للتوقف عن انتهاكاتها ضد الفلسطينيين في غزة ورفع الحصار فوراً، والسماح للفلسطينيين بالتعبير عن آرائهم دون تهديد أو قتل أو ترهيب.
كما عبّر المرصد الدولي عن أمله باتخاذ إجراءات فوريّة في هذا الصدد من خلال التواصل مع سلطات الاحتلال، وضمان عدم تعرّض المدنيين للأذى أثناء ممارستهم لحقّهم في الاحتجاج والتجمّع السلمي.
وحسب الأورومتوسطي، فإنّ خبراء الأمم المتحدة دعوا في بيانهم الأمين العام للأمم المتحدة لإجراء تحقيق في ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين، وأعرب الخبراء عن قلقهم العميق إزاء التقارير التي تفيد بأنّ وزير الجيش الصهيوني لن يُجري أي تحقيق في ممارسات الاحتلال على الجانب الشرقي من القطاع.
كما شدّد الخبراء على "عدم وجود دليل متاح يشير إلى أن حياة القوات الإسرائيلية المسلحة كانت معرضة بشكل كبير لأي تهديد"، وأضافوا أنّ "إسرائيل تجاهلت المطالب المتكررة من جانب المجتمع الدولي بإجراء تحقيقات موثوقة والمحاسبة بشأن الادعاءات الكبيرة عن عمليات قتل غير مشروعة من قبل القوات التابعة لها."
ولفت الخبراء في بيانهم إلى أنّ عدداً من الشهداء والجرحى أصيبوا في الأجزاء العلوية من أجسادهم بينما كانوا على مسافات بعيدة من قوات الاحتلال، مُعربين عن قلقهم إزاء التجاهل الواضح لأرواح المحتجين الفلسطينيين، مُشيرين إلى أنّ القتل العمد أو الإصابة الخطيرة للسكان المحميين يرقى إلى مستوى انتهاكات جسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة.
وأشار الخبراء إلى الرسالة التي نشرتها قوات الاحتلال على موقع "تويتر"، يوم السبت فيما يتعلق بالأحداث التي وقعت الجمعة الماضية، والتي قال فيها "لم يتم تنفيذ أي شيء خارج نطاق السيطرة؛ كل شيء كان دقيقاً ومحسوباً، ونعلم أين استقرت كل رصاصة خرجت."
وأوضح الأورومتوسطي أنّ خبراء الأمم المتحدة أكدوا في بيانهم على ضرورة أن يحترم الاحتلال حق الشعب الفلسطيني في الاحتجاج السلمي وحرية التعبير، مؤكدين أنّ "إسرائيل" كدولة احتلال مُلزمة بحماية واحترام حقوق الإنسان للفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة.
وكان المرصد الأورومتوسطي قد أرسل في وقتٍ سابق خطابات عاجلة لعدد من المسؤولين الدوليين دعاهم فيها إلى العمل على ضمان سلامة المحتجين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة، والتباحث مع الدول المعنيّة في سبل تجاوز الأزمة مع الحفاظ على حق الغزيين في الاحتجاج السلمي على حصار قاس وإغلاق محكم لمعظم المعابر التي تربط القطاع بالعالم الخارجي، سواء تلك المعابر التي يُديرها الاحتلال، أو معبر رفح الذي تغلقه السلطات المصرية بشكل شبه دائم طوال العام.