نيويورك-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
طالب المندوب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن، بالقيام بمسؤولياته في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، في ظل الجرائم والسياسة القمعيّة التي يُنفذها الاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة.
جاء ذلك في ثلاث رسائل بعثها السفير منصور الجمعة 20 نيسان/ابريل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس مجلس الأمن، ورئيس الجمعية العامة، حول آخر المستجدات في الأراضي المحتلة، وانتهاكات الاحتلال المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ومسيرات العودة.
وقال منصور أنّه للأسبوع الرابع على التوالي يُواصل المدنيّون الفلسطينيون من النساء والرجال والأطفال لا سيما في غزة، مُمارسة حقوقهم الأساسية في الاحتجاجات السلميّة التي تجري في إطار "مسيرة العودة الكبرى" ضد الاحتلال المُستمر منذ عقود، وعلى الرغم من الطبيعة السلميّة لهذه الاحتجاجات، تواصل قوات الاحتلال استهداف المدنيين الفلسطينيين بشكلٍ مُتعمد ووحشي في تجاهل تام للقواعد والمعايير القانونية الدولية.
وأوضح أنّ قوات الاحتلال قتلت يوم الجمعة أربعة مدنيين فلسطينيين بينهم طفل وشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، أصابت أكثر من (730) شخصاً بجروح، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للمدنيين الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء مسيرة العودة الكبرى التي بدأت في 30 آذار/مارس الماضي، إلى (35) فلسطينياً، وعدد الجرحى والمصابين إلى نحو (4000).
كما أوضح منصور، في رسائله، أنّ "الأمر لا يقتصر فقط على قيام إسرائيل بقتل المدنيين، بل إنها تحرمهم من الوصول إلى الرعاية الصحية، حيث تم بتر ساقين لفلسطينيين جُرحا في الاحتجاجات الأخيرة بعد أن رفضت السلطة القائمة بالاحتلال السماح لهم بمغادرة قطاع غزة المحاصر لتلقي العلاج الطبي في الضفة الغربية."
وأشار إلى أنّ الاحتلال اعترف بأنه رفض منح تصاريح السفر لهم بشكل مُتعمّد ولمعاقبتهم على مشاركتهم في هذه المسيرات.
وقال منصور إنّ التصريحات المتتالية للمسؤولين لدى الاحتلال على مدى الأسابيع القليلة الماضية وتهنئة جيشهم على استهداف المدنيين، تُشكّل اعترافاً منهم وعلى أعلى المستويات أنّ هناك نيّة مُتعمّدة لقتل الفلسطينيين وارتكاب الجرائم البشعة.
وأضاف أنه في الوقت نفسه، وفي الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، تواصل السلطة القائمة بالاحتلال عدوانها على السكان المدنيين، فلقد نُظمت مظاهرات سلمية في الخليل ورام الله والبيرة ونابلس وأريحا للاحتجاج على قتل الاحتلال للفلسطينيين في غزة، وكما هي العادة، ردت قوات الاحتلال على هذه المظاهرات السلمية بالقوة الفتاكة وبوحشية متعمدة باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط وحتى الذخيرة الحية ضد المتظاهرين المدنيين.
وأكد منصور أنه "مع اقترابنا من ذكرى مرور 70 عاماً على النكبة واستمرار تجريد الشعب الفلسطيني وتطهيره العرقي من وطنه من قبل إسرائيل، شارك نحو أكثر من 20 ألف شخص في مدينة حيفا في مسيرة العودة الكبرى."
وأشار إلى النطاق الواسع الذي تتخذه هذه الاحتجاجات السلمية رغم استمرار قمع الاحتلال لها، وأنه لا بد من أن يستجيب المجتمع الدولي لهذه الاحتجاجات وألا يسمح للاحتلال بالإفلات من العقاب والمساءلة الذي اعتاد عليه على مدى العقود، وأنه يجب ردعه ومنعه من مواصلة ارتكابه للجرائم الجسيمة والممنهجة، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي لا يتباهى فيها، بل إنه أيضاً يحتفل.
وشدد السفير منصور، في رسائله، على دعم دولة فلسطين الكامل لنداء الأمين العام للأمم المتحدة، الذي رددته العديد من الدول والمنظمات في جميع أنحاء العالم، لإجراء تحقيق مستقل وشفاف في أعمال القتل التي تقوم بها قوات الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين الذين يشاركون في الاحتجاجات السلمية، و"ينبغي أن تلي هذه الدعوات اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة الجناة ومنع تكرار مثل هذه الجرائم و منع وقوع المزيد من الخسائر في أرواح الأبرياء."