النمسا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
إيمان الخطيب
لم تظن هتاف أن معاناتها لن تنتهي بمجرد وصولها الى النمسا، فبعد مرارة لجوئها الأول من فلسطين الى سوريا، وما تلا تلك المعاناة جراء الحرب في سوريا، بدأت تواجه العديد من التحديات، أبرزها انتظار قدوم أبنائها من تركيا على أحر من الجمر.
هتاف البالغة من العمر 54 عاماً، تخرجت من معهد رياضي في سوريا، وعملت ما يقارب عشرين عاماً مدرسة لمادة التربية الرياضية، بيد أن ظروف الحرب أجبرتها وعائلتها على الفرار من مدينة حلب والتوجه إلى تركيا، لينتهي بها المطاف في النمسا.
تقول هتاف إن "البلد جميل هنا، لكن هناك صعوبات كبيرة أواجها، كتعلم اللغة الألمانية لأنها لغة صعبة جداً بالنسبة إلي، خاصة مع تفاوت أعمار الطلاب بدورات اللغة، فالشباب يتعلمون اللغة بشكل أسرع من الكبار، إضافة إلى أن غالبية النساء يعانيين عدم وجود احتكاك بالنمساويين لتعلم اللغة".
تضيف هتاف "رغم عملي سابقاً مدرسة للرياضة إلا أنني حاولت البحث عن عمل أخر لا يحتاج إلى لغة قوية، كالعمل في مجال المطاعم والطبخ، لأني أحب ذلك، لكنني لم أتمكن، بسبب عائق اللغة، فكل شيء مرتبط فيها، وكل ما أتمناه الآن هو قدوم أولادي إلى النمسا، علهم يتمكنوا من تعلم اللغة ومساعدتي في اكتسابها.
مشاكل بيروقراطية
حال هتاف كالكثير من اللاجئات الفلسطينيات اللاتي يواجهن الصعوبات كتعلم اللغة، وتعديل الشهادات الجامعية، إضافة الى صعوبة الحصول على فرصة عمل، فنور اللاجئة الفلسطينية القادمة من سوريا أيضاً بدأت بمواجهة بعض المشكلات البيروقراطية أثناء تقديم أوراقها للانتساب لجامعة فيينا، حيث تم طلب الكثير من الأوراق كي يتم تسجيلها، فيما تم الطلب منها مراراً وتكراراً تقديم أوراق إضافية.
برنامج لإيجاد عمل
وبهدف مساعدة النساء المهاجرات واللاجئات أقامت منظمة الاندماج المهني برنامجاً لمساعدتهن بالحصول على عمل، حيث يقسم إلى جزأين، الأول برنامج تأهيل مهني من أجل مساعدة المرأة المهاجرة أو اللاجئة على العمل، ومدته تتراوح بين 5 إلى 10 أسابيع، حسب المهنة التي زاولتها المهاجرة أو اللاجئة، ويتضمن التسجيل وكتابة السيرة الذاتية، والوساطة للحصول على عمل، بحسب مسؤول المنظمة عبد العاطي كريمي.
وأضاف كريمي أن "مدة البرنامج الثاني 8 أسابيع، ومخصص لدعم تأسيس المرأة لعمل حر، فالحكومة الجديدة قدمت امتيازات كثيرة للمرأة، ولهذه الغاية نقدم الدعم لمشاريع النساء الحرة، من التأسيس إلى الترخيص المهني والتجاري والمحاسبة، ثم مرحلة ما بعد التأسيس".
يذكر أن النمسا استقبلت نحو 23 ألف طلب لجوء العام الماضي، مقابل 42 ألف طلب لجوء عام 2016، بينهم أيضاً حوالي 900 فلسطيني، فيما يقيم في البلاد نحو 16 ألف فلسطيني، بحسب أرقام غير رسمية.
شاهد الفيديو►