فلسطين المحتلة
واصلت سلطات الاحتلال انتهاكاتها بحق الآثار والمناطق الفلسطينية في القدس المحتلة، حيق قامت طواقم ما تُسمّى بـ "سلطة الطبيعة" التابعة للاحتلال تحت حراسة قوات الاحتلال، بعملية حفر في مقبرة باب الرحمة الإسلاميّة، المُلاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى.
وفي السياق، قام مسؤولون وافراد من القوّات الخاصة باقتحام المقبرة، خاصة المنطقة المعروفة باسم "مقبرة السلاونة"، وبدأوا برش الأشجار والأعشاب، ثم بدأت أعمال الحفر في محيط المقابر، وخلال ذلك قاموا لصنع ثغرات في عدة قبور لعائلات العباسي والأعور، بالإضافة إلى تكسير بعض الشواهد، مُستخدمين أدوات الحفر اليدوية والكهربائية.
كما أحضر العمال أعمدة حديدية واسمنت للمقبرة، فيما أبعدت قوات الاحتلال الطواقم الصحفيّة والمواطنين من المنطقة، ومنعت اقترابهم في مكان أعمال الحفر وأجبرتهم على التواجد في منطقة معينة.
ويأتي ذلك في إطار سعي سلطات الاحتلال مصادرة أجزاء من مقبرة باب الرحمة، لتنفيذ "مشاريع المسارات والحدائق التوراتيّة"، علماً بأنّها قامت بمصادرة أجزاء منها قبل عدة سنوات، وشقّت "شارع التربة"، بالإضافة إلى منع الدفن في أجزاء منها.
وبين الحين والآخر تقوم باقتحام المقبرة وتنفيذ عمليات قص وخلع أشجار ووضع أسلاك شائكة، بالإضافة إلى وضع علامات على القبور.
وحسب مخططات بلديّة الاحتلال، تُصنّف المقبرة بأنها "حديقة وطنيّة" بالنسبة للاحتلال، وبموجب مشروع تنظيمي في أواخر التسعينيّات من القرن الماضي، ألغي تصنيف الأرض "مقبرة إسلاميّة."
وحوّل الاحتلال المقبرة إلى أراضي مفتوحة وعامة، كما قدّمت بلدية الاحتلال مشروعاً لتنفيذه على أراضي المقبرة دون إبلاغ الأوقاف وأصحاب الأراضي من عائلتي الحسيني والأنصاري، بنزع التصرف أو مصادرة الأراضي والملكيّة والتصرف بالأرض بواسطة إجراءات قانونية.