فلسطين المحتلة
تنطلق مسيرات العودة الكُبرى في قطاع غزة للجمعة السادسة على التوالي، تحت عنوان "جمعة عمّال فلسطين" بالتزامن مع يوم العمّال، وتستمر حتى يوم ذكرى النكبة في منتصف أيار/مايو الجاري.
ودعت لجان المسيرات إلى أوسع مشاركة في فعاليات "جمعة عمّال فلسطين"، مؤكدةً على دور شريحة العمّال التي لها باع كبير في مسيرة البناء والنهضة والنضال الوطني.
ويبدأ أهالي القطاع بالتحرّك باتجاه خيام العودة قرب السياج الأمني العازل منذ ساعات الصباح، بمشاركة من كافة الشرائح والفئات في مشهد لم تشهده الساحة الفلسطينية منذ سنوات، للمشاركة في فعاليات المسيرات.
من جانبه أشار المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور أشرف القدرة، عبر موقعي "فيس بوك" و"تويتر"، صباح الجمعة 4 أيار/مايو، إلى أنّ المكتب الإعلامي للوزارة يُتابع الأحداث الميدانيّة لحظةً بلحظة.
وأضاف أنّ إيصال المعلومات المُحدّثة ستكون على رأس كل ساعة بدءً من الساعة الثالثة مساء الجمعة، بعد انطلاق الفعاليات، وعند وجود حدث استثنائي سيتم النشر في حينه دون الالتفات لما يُنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون الاستناد إلى معلومات رسميّة.
وأشار في البيان الذي صدر عنه "نهيب بكم التحلّي بالمسؤولية المهنيّة في عدم تداول أسماء الشهداء إلا بعد نشرها من قِبل وزارة الصحة رسمياً، لمنع البلبلة والإرباك"، مُثمّناً عمل الصحفيين وفق التكامل الوطني الذي يُعزز فعاليات مسيرة العودة الكبرى بالالتزام بنشر الإحصائيات الرسميّة المُحدثة على رأس كل ساعة.
وحسب وزارة الصحة، استشهد خلال مسيرات العودة في قطاع غزة منذ بدايتها (45) فلسطينياً وأصيب (6793)، وذلك عقب اعتداء قوات الاحتلال على المُتظاهرين السلميين العُزّل المُشاركين في المسيرات، بينهم صحفيين وأطفال ومُسنين ونساء وشبّان، وأدت الاعتداءات إلى إحداث بتر للأطراف في (24) حالة من بين الإصابات.
وفي هذا السياق، صرّحت اللجنة الشبابيّة لدعم الجرحى، بأنها ستُعلن عن صندوق وطني شعبي لدعم مُصابي مسيرات العودة، نظراً لفقدان الاهتمام الكافي بهؤلاء المصابين الذين تعرّضوا لأضرار بحاجة لعلاج يفوق قدرة المستشفيات في قطاع غزة، بالإضافة إلى دعم اجتماعي.
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أطلقت نداءً أشارت فيه إلى أنها تُواجه عجزاً دوائيّاً هو الأكبر منذ (11) عاماً، بعد نفاذ (50) بالمائة من الأدوية والمستهلكات الطبيّة الأساسيّة في المستشفيات والمراكز الصحيّة، لاسيّما المُتعلقة بالطوارئ، جراء ما خلّفه استهداف الاحتلال من إصابة نحو (7000) فلسطيني خلال مسيرات العودة الكبرى.
ومن الجدير بالذكر أنّ مسيرات العودة انطلقت في 30 آذار/مارس الماضي بالتزامن مع يوم الأرض الخالد، في محاولة لاستعادة الحراك الوطني الجماعي بما يشمل الكل الفلسطيني في كافة أماكن تواجد الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة والشتات، لمواجهة ما يتم طرحه في ما يُسمّى "صفقة القرن"، والتي تسعى لتصفية قضيّة اللاجئين والقدس المحتلة.
كما تأتي المسيرات في ظل واقع مرير يعيشه سكان قطاع غزة منذ أكثر من (11) عاماً وسط حصار خانق يُهدّد كافة مناحي الحياة، ما يُنذر بعدم صلاحيّة القطاع للحياة بعد عامين، وفقاً لتقديرات المنظمات الدوليّة، علماً بأنّ آثار الحصار تتفاقم بتسارع ما يعني الاقتراب من كارثة مُحقّقة.