فلسطين المحتلة

بدأ الاحتلال مؤخراً بنشر قرارات وأوامر عسكرية جديدة تُسهّل عمليات الاستيطان على أراضي المواطنين الفلسطينيين، وتُثقل على جهود التصدّي له، والأمر العسكري الجديد يُمكّن المستوطنين من الانتشار كالسرطان في جسم الضفة الغربية المحتلة.
جاء ذلك في التقرير الأسبوعي الذي أصدره المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، مُشيراً إلى أنّ الأوامر العسكرية الجديدة تقضي بعدم نشر مشاريع البناء الاستيطاني بشكل مُسبق في الصحف العربيّة واللغة العربيّة كما كان معمولاً به حتى الآن في الأراضي المحتلة.
وإشعار السكان بنيّة البناء الاستيطاني، والإشعار المُسبق باللغة العربية وفي الصحافة العربية، كان يجب أن يُنشر في صحيفتين على الأقل، وفقاً للقانون الأردني ومُلزماً لما يُسمّى بـ "الإدارة المدنيّة"، وهو ما مكّن المُناهضين للاستيطان من مواجهته لأنّ الصحف العربيّة كانت ترفض نشر الإعلانات، وهو ما أعاق عمليّة البناء في أكثر من مكان.
أوضح التقرير كذلك أنّ نائب وزير جيش الاحتلال ايلي بن دهان، تلقّى المبادرة وسعى لاستصدار أمر جديد لا يلزم بالنشر في الصحف العربية، ويكتفي بالنشر باللغة العربية على موقع "الإدارة المدنيّة"، مُعتبراً أنّ هذه الخطوة انتزعت من يد الفلسطينيين أداة فاعلة في التعطيل والتشويش على التوسع الاستيطاني.
وفي ذات السياق تم الكشف أيضاً أنّ بيت المدعي العسكري الصهيوني السابق اللفتنانت كولونيل "احتياط" موريس هيرش في الضفة المحتلة، بُني بشكل غير قانوني على أرضٍ فلسطينية خاصة في مستوطنة “إفرات” قرب بيت لحم المحتلة، حيث تبيّن أنه قد اشترى المنزل عام 2012، بعد قرار المحكمة العليا وقبل فترة وجيزة من تعيينه رئيساً للنيابة العسكرية في الضفة الغربية.
وحسب مصادر المكتب الوطني فقد بدأ بناء البيت عام 1994، بدون تصاريح ودون أن يظهر في خارطة بناء مستوطنة “أفرات”. حيث خصصت سلطات الاحتلال للشركة التي بنت البيت ما أسمته بـ “أراضٍ حكومية” في مستوطنة “غوش عتصيون” جنوبي بيت لحم، ومن ضمنها أراضٍ فلسطينية خاصة، زعمت الشركة أنها اشترتها من مالكيها.
وفي تأكيد جديد أنّ ما يُسمى بمنظومة القضاء لدى الاحتلال، هي جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال أمهلت ما تسمى المحكمة العليا سكان تجمّع الخان الأحمر البدوي شرقي القدس المحتلة حتى يوم الخميس القادم لإيجاد مسكن بديل عن التجمع الحالي، وإلا سيتم نقلهم إلى الجبل "بوابة الشمس" في بلدة أبو ديس وطلبت من محامي التجمع في الوقت ذاته طرح سكن بديل حتى يحظى بموافقة "الدولة"، وفي حال رفضته سيصدر قراراً نهائياً بترحيل سكان التجمع إلى الجبل حتى آخر أسبوع من العام الدراسي .
وأكد المكتب الوطني أن جريمة تهجير سكان التجمع البدوي في الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة، تندرج في إطار مخططات استيطانية هدفها توسيع الاستيطان في المنطقة الشرقية للقدس المحتلة باتجاه البحر الميت، وهي استمرار لعمليات تكثيف الاستيطان، الرامية إلى القضاء على الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج) على طريق تهويدها.
وفي السياق ذاته اقترحت لجنة "زاندبيرغ" لشرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، التي شكّلها الاحتلال وعلى رأسها القاضية حايا زاندبيرغ، التي تم تعيينها مؤخراً قاضية بما تُسمّى بالمحكمة المركزية بالقدس، بتوصية ودعم من وزيرة القضاء الصهيونية، أييلت شاكيد، وسائل قانونية غير مسبوقة من أجل شرعنة آلاف الوحدات الاستيطانية التي أقيمت على أراض فلسطينية خاصة. 
حيث اعدت اللجنة عدداً من الحلول القضائية، لتبييض البؤر الاستيطانية وشرعنة البناء الاستيطاني دون ان تواجه مشاكل مع المحكمة العليا.
وطرحت إلغاء "دقة" عمل طاقم "الخط الأزرق" في "الإدارة المدنيّة"، المسؤول عن تحديد "أراضي الدولة" في الضفة الغربية المحتلة، والتأكد من أنّ البناء الاستيطاني لم يتجاوز هذا الخط، وفي حال تم استصلاح الأراضي من قبل الفلسطينيين في السابق، فستصبح ملكاً للاستيطان، بعض النظر عن هوية مستصلحها.
وجاء اقتراح اللجنة المذكورة من خلال مبدأ "تنظيم السوق" الوارد في قوانين الملكيّة لدى الاحتلال، والذي يتيح المصادقة على الصفقات التي أجريت بحسن نية وبشروط معينة، حتى لو كان فيها بعض الثغرات، وهذا يعني تبييض آلاف البنايات الاستيطانية في مختلف مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، الكبيرة منها والصغيرة، أو حتى البؤر الاستيطانية.
واقترحت اللجنة أيضاً بناء جسور أو حفر أنفاق في الأراضي الفلسطينية الخاصة المحيطة المستوطنات والبؤر الاستيطانية الموجودة على قمم التلال والجبال أو في الأغوار، ولا يمكن الربط بينها أو شق الطرق إليها بسبب إحاطتها بأراض ليست "أراضي دولة" وهو ما أسمته "الجزر المعلقة"، وتوسيع المستوطنات لتتخطى حدود الأرض المعرفة كـ "أرض دولة"، والامتناع عن هدم أي بيت في المستوطنات، حتى تلك المبنيّة بطريقة تخالف قانون الاحتلال، وهذا يعني تبييض (7) آلاف وحدة استيطانية بالضفة الغربية المحتلة والمتواجدة على أطراف المستوطنات أو في بؤر استيطانية مقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين.
وأطلقت شرطة الاحتلال فعاليات "مخيّم إسرائيلي" في مدارس يهوديّة، تتضمّن إطلاق النار صوب دمى تحمل صوراً لفلسطينيين يلبسون الكوفية. ويجري على أيدي عناصر شرطة الاحتلال تدريب تلاميذ المدارس اليهودية على إطلاق النار صوب الفلسطينيين، وذلك عبر أسلحة تطلق أصباغاً تجاه دمى تحمل أشكالاً فلسطينية، وهذا يعني بوضوح تدريب الطلاب على إطلاق النار باتجاه الفلسطينيين.
وأوضح التقرير أنّه ولمزيد من السيطرة على الفضاء الاستيطاني في القدس ومحيطها تعتزم سلطات الاحتلال بالتعاون مع بلدية الاحتلال في القدس وجيش الاحتلال، افتتاح معبر جديد شمال شرقي مدينة القدس قرب معسكر ومستوطنة " عناتوت " وتأهيل شبكة طرق عريضة تربط المستوطنات في عمق الضفة الغربية بالقدس المحتلة وشبكة الطرق التابعة للاحتلال، خاصة الشارع رقم واحد، هذه الشبكة الواسعة من الطرق العريضة تأتي لترسيخ ضم الكتلة الأكبر في وسط الضفة ضمن "خطة القدس الكبرى" والتي بموجبها يضم الاحتلال نحو (10) إلى (13) بالمائة من مساحة الضفة الغربية، عبر ضم الكتلة الاستيطانية "معاليه أدوميم" بمنطقتها الصناعية ونفوذها الذي يمتد حتى حدود البحر الميت.
وفي الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في فترة إعداد التقرير فقد كانت على النحو التالي:
القدس: واصلت سلطات الاحتلال انتهاك حرمة مقبرة "باب الرحمة" الملاصقة لجدار المسجد الأقصى الشرقي حيث اقتحمت قوات معززة من الاحتلال المقبرة، لحراسة وحماية طواقم العمال التابعة لما تسمى بـ"حماية الطبيعة"، وانتشرت في المقبرة وعلى مداخلها لمنع دخول المواطنين، طواقم "حماية الطبيعة" أحضرت سياجاً حديدياً في مسعى منها لوضعه في المنطقة التي تنوي مصادرتها ووضع يد الاحتلال عليها.
وتسعى سلطات الاحتلال، عبر مؤسسات متعددة تابعة لها، للسيطرة على طول الواجهة الشرقية للمقبرة ومصادرتها تمهيدا لبناء حديقة وهمية تطلق عليها تسمية "حديقة وطنية" هدفها تهويدي.
ووزعت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي (15) إخطاراً بالهدم واستدعاء لمواطنين من البلدة القديمة في القدس بحجة البناء دون ترخيص، فيما واصلت عائلة المواطن المقدسي إياد رمضان هدم موقف للسيارات في حي "وادي حلوة" ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بضغط من بلدية الاحتلال التي أخطرت-قبل ثلاثة شهور- بهدم المنشأة بحجة عدم الترخيص.
الخليل: أحرق مستوطنو مستوطنة “ماعون”، محاصيل القمح والشعير في مسافر يطا جنوب الخليل، حيث أضرموا النيران بالمحاصيل الزراعية التي تعود لعائلة الدبابسة، والتي تم حصدها وتجميعها من (20) دونماً في منطقة "خلة الضبع" تمهيداً لطحنها وتخزينها لمواشيهم. 
وهاجم عدد من المستوطنين المسلحين تحت حماية جنود الاحتلال، منزلاً تعود ملكيّته لعائلة الشاب مصعب جابر محاذي لمنزل عائلة الزعتري الذي استولى عليه المستوطنون قبل ما يزيد عن شهر، ووجهوا الشتائم العنصرية والمسيئة لعائلته وهددوهم بمزيد من العنف والاعتداءات اليومية ،كما أصيب عامل، جراء دهسه من قبل مستوطن قرب حاجز الظاهرية، جنوب الخليل.
واستولت قوات الاحتلال على جرّافة أثناء عملها في شق طريق زراعي غربي دورا، والمحاذية لمستوطنة “نحال نجهوت”، المقامة على أراضي المواطنين في مناطق الجنوب.
وهدمت قوات الاحتلال غرفة سكنية من الصفيح في خربة المركز جنوب الخليل، واستولت على خلايا الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها سكان الخربة، في توفير الطاقة الكهربائية تعود للمواطن محمود عيسى النجار، واستولت على الخلايا الشمسية التي تزود الكهف والخيام بالكهرباء، كما استولت على خزانات المياه.
كما هدمت سلطات الاحتلال "بركس" زراعي، واستولت على محتوياته في بلدة بيت أمر شمال الخليل حيث قامت قوات ما يُسمّى بـ "حرس الحدود" ترافقها "الإدارة المدنية والتنظيم والبناء"، بهدم بركس يُستخدم لبيع الأشتال الزراعية، ومستلزمات المزارعين في منطقة بيت زعتا شرق بيت أمر، والمحاذية لشارع القدس الخليل، والتي تعود ملكيته للمواطن رمزي نبيل عبد الرحمن البو عياش؛ وذلك بحجة عدم الترخيص، فيما أحرقت مجموعة من المستوطنين، العلم الفلسطيني ضمن ما يسمى احتفالات عيد "الشعلة" اليهودي، ورددوا هتافات عنصرية ضد الفلسطينيين، في مدينة الخليل بذكرى ما يزعمون بأنه "ثورة الشعب اليهودي بأرض إسرائيل ضد الرومان."
بيت لحم: أعلنت سلطات الاحتلال مصادرة ووضع اليد على (72) دونم من أراضي خربة عليا ومنطقة أم ركبة في بلدة الخضر جنوب محافظة بيت لحم لأغراض عسكرية. وتعود الأراضي لعائلتي صلاح وصبيح، حيث تزامن هذا الإجراء مع قيام موظفين ممّا يُسمى “الإدارة المدنية” بعملية مسح الأراضي في منطقة أم ركبة، بزعم إقامة دوار ضخم وشق طريق تجاه برك سليمان.
وأخطر الاحتلال بهدم سور استنادي يحيط بمنزل المواطن راتب عمران صلاح، في منطقة خربة عليا وأغلقت قوات الاحتلال الطريق الرئيسة الموصلة إلى قرية شوشحلة جنوب بلدة الخضر، بالصخور دون سبب يُذكر، وهذا الإجراء سيحرم المزارعين من الوصول إلى مئات الدونمات الزراعية في مناطق ظهر الزياح، وعين القسيس، والهدف، في إطار تفريغ القرية التي تم إحياؤها مجدداً، من خلال عودة المواطنين إليها، وكذلك الاستيلاء على مساحات شاسعة لأطماع استيطانية.
وأخطرت سلطات الاحتلال بوقف البناء في منزل بمنطقة عين جويزة شمال شرقي قرية الولجة غرب محافظة بيت لحم، يعود للمواطن عيسى الأطرش، وتقدر مساحته بـــ (120) متراً مربعاً، إضافة لهدم سور استنادي يحيط بأراض زراعية لأحد المواطنين بحجة عدم الترخيص، بهدف الاستيلاء على أراض وضمها لحدود ما تسمى بلدية القدس.
رام الله: أقدم مستوطنون، على خط شعارات عنصرية على جدران منازل المواطنين وإعطاب إطارات مركبات المواطنين في بلدة ترمسعيا شمال رام الله.
نابلس: جرفت آليات تابعة للمستوطنين من مستوطنة "يتسهار" المُحاذية لأراضي القرية، عشرات الدونمات الزراعية في أراضي عصيرة القبلية جنوب نابلس قرب إحدى البؤر الاستيطانية المحيطة بالقرية، وعمليات التجريف هذه في المنطقة الشرقية من البلدة في حوض رقم واحد من أجل توسيع بؤرة استيطانية ومزرعة تابعة لمستوطنة "يتسهار"، فيما تمكّن عدد من المواطنين، من إلقاء القبض على مستوطنين من "مستوطنة تفوح" وهما يحاولان الدخول إلى المسجد الرئيسي للقرية الواقع وسط قرية ياسوف جنوب نابلس.
سلفيت: شرعت جرافات تابعة للمستوطنين، بتجريف أراض غربي بلدة كفر الديك في سلفيت، لصالح توسعة مستوطنة "عليه زهاف". المناطق التي يجري فيها التجريف عبارة عن مناطق رعي ومناطق مُشجّرة بغراس الزيتون وأشجار حرجية أخرى.
واعتدى مستوطن على الصحفيّة عهود الخفش، ومزارع خلال عملية تجريف أراضي بلدة كفر الديك غرب سلفيت، وقالت الصحفية الخفش، أنه حضر مستوطن من حراس شركة بناء في مستوطنة "عيلي زهاف" المقامة فوق أراضي بلدتي كفر الديك ودير بلوط، إليها خلال قيامها بتصوير عمليات التجريف، وأقدم على ضربها ودفعها وحاول مصادرة كاميرتها، وتحطيم جوالها وضرب مزارعاً كان يرافقها، وطلب منهما الخروج من المنطقة.
الأغوار: دمّرت جرّافات الاحتلال للمرة الثانية خلال أسبوع أشجاراً وغراس زيتون وجرفت أراضي زراعية في قرية بردلة في الأغوار الشمالية، بحماية قوات كبيرة من جيش الاحتلال التي منعت أصحاب الأراضي من الاقتراب من منطقة التجريف والقلع. فيما شردت قوات الاحتلال (5) عائلات فلسطينية من خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية، بحجة التدريبات العسكرية.
يُذكر أنّ سلطات الاحتلال أخطرت العائلات المذكورة قبل عدة أيام، بالطرد من خيامهما في ثلاثة أيام متفرقة وهي في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، والأول والثامن من الشهر الحالي، من السادسة صباحاً حتى الثانية ظهراً.

 

وكالات - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد