لبنان
تقرير: زينب زيّون
للعيد رونقه الخاص في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينين جنوبي لبنان، فبالرغم من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي حدّقت بالأهالي، إلا أنّهم استطاعوا التغلب عليها، مستمتعين بفرحة العيد، فعاشوه بكل تفاصيله. عجّ المخيّم بالأطفال، وانتشرت الألعاب والمراجيح على الشارع التحتاني للمخيم، كما الشارع الفوقاني، أمّا سوق الخضار الذي عانى بسبب تردي الأوضاع الأمنية، شللاً في الحركة الاقتصادية، أعاد الأطفال إليه الحياة من جديد.
بهجة العيد لم تُفارق عيون الأطفال
على الرغم من تردي الأوضاع الأمنية، والمعاناة التي أهلكت نفوس الأهالي في المخيّم، إلا أن بهجة عيد الفطر لم تفارق عيون الأطفال، الذين خرجوا من بيوتهم للّعب بالمراجيح، وشراء ما لاذ لهم من أطعمة وحلويات، وللتسكع في الشوارع والزواريب.
جال فريق "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في مخيّم عين الحلوة، راصداً أجواء عيد الفطر فيه، فعلى الشارع التحتاني ساحة صغيرة المساحة استثمرها عدد من أبناء المخيّم، واضعين فيها الألعاب والمراجيح للأطفال.
وعند سؤاله عن المشروع، قال أحد مؤسسيه ويُدعى ربيع خليفة، إنّ "أولاد المخيّم بحاجة إلى مساحات لعب للترفيه عن أنفسهم، خصوصاً بعد الضغوطات التي عايشوها بسبب تردي الأوضاع الأمنية داخل المخيم"، مضيفاً أنّه من هنا بدأت فكرة وضع المراجيح، مقابل ثمن زهيد، حتى يتسنى لجميع الأطفال اللعب فيها".
وتابع خليفة: "صحيح أن مساحة المكان صغيرة، إلا أنّها شهدت زخماً في أول أيام العيد"، مشيراً إلى أنّ بعض الأهالي يُفضلون الخروج من المخيّم بحثاً عن أماكن أكثر أمناً للعب أطفالهم، ولطالما يكون هذا المكان في مدينة صيدا المحاذية للمخيم، ولكن في المقابل يوجد عائلات تعاني أوضاعاً اقتصادية تجبرها على البقاء داخل المخيم، وهذه الفئة تقصد "ملاهي المخيم" لنشر بهجة العيد في قلوب أطفالها، بما تسمح به الظروف.
مخيّمنا جنة وكتير حلو
يستيقظ لؤي صباحاً، يرتدي ثياب العيد ويجول في مخيّم عين الحلوة مع أصدقائه بحثاً عن فرحة العيد التي لا يشعرون بها إلا في "الحرب"، بهذه الكلمات بدأ ابن العشر سنوات حديثه، مشيراً إلى أنّ الحرب هي لعبة تختلف تماماً عن الحروب والاشتباكات التي يشهدها المخيّم بين فترة وأخرى، ففي هذه اللعبة يحرص لؤي على أن لا يصيب أصدقاءه، ليكون تصويب الخرز إمّا على الأرض أو على لوحة يتم تعليقها على أحد جدران المخيّم.
وتابع لؤي وهو يرفع مسدسه الصغير إلى الأعلى: "تعالي اتصور معك، وما تخافي من السلاح"، خاتماً "مخيمنا جنة وحلو كتير".
باحات ضيقة.. هي المساحة الوحيدة للعب الأطفال
"من قلب المعاناة يولد الإبداع"، عبارة تنطبق على أطفال المخيمات الفلسطينية في لبنان، الذين يعانون من ضيق مساحات اللعب في المخيم وتلاصق المنازل ببعضها البعض، لكنهم لا يعجزون أمام هذا العائق، بل يجدون سبل لعبٍ بديلة، يرسمون مربعات صغيرة بالطبشورعلى الأرض ويقفزون فوقها، أو يمارسون هوايتهم المفضلة ككرة القدم، وغيرها من الألعاب التي يختلقها الطفل للتسلية.
وحول هذا الموضوع، يقول المصوّر الفلسطيني فادي عناني إنّ "المساحات المخصصة للعب الأطفال تضيق سنة بعد أخرى، نتيجة الاكتظاظ السكاني"، ويتابع أن في العيد نجد المراجيح منتشرة داخل السوق وفي مساحات صغيرة، ورغم قلّة عددها إلا أنها تفي بالغرض الذي وضعت من أجله: نشر الفرح في صفوف الأطفال.
عناني أشار إلى أنّ أوضاع الأطفال الفلسطينيين في لبنان تتناقض مع كل الحقوق الواردة في اتفاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل، خصوصاً فيما يتعلق بحقّه في اللعب، فالطفل بحاجة ماسة إلى الراحة ووقت فراغ لمزاولة الألعاب والأنشطة المتنوّعة.
وأضاف العناني أنّ "البيوت والأزقة الضيقة والبنى التحتية الهشّة، إلى جانب غياب أدنى مقوّمات الحياة كالكهرباء والمياه والبيئة الصحيّة، والكثافة السكانية وضيق مساحات اللعب، كلّها عوامل تؤثّر سلباً على البناء النفسي للأطفال وتُهدّد مستقبلهم".
انتشار الألعاب النارية ومخاطرها
مخاطر كثيرة يمكن أن يتعرض لها الطفل، أثناء لعبه داخل المخيّم، بحسب ما أشار ابن المخيم عدنان ورد، فالمخيم يفتقر لمساحات لعب آمنة ولوسائل الحماية اللازمة مما يؤدي إلى حدوث بعض الإصابات.
وبما يخص ظاهرة انتشار الألعاب النارية، يقول ورد إنّ "الدكاكين مليئة بالألعاب النارية، والتي تُباع بمختلف أحجامها للأولاد، سعياً للربح المادي، دون الإلتفات إلى العواقب الصحية للاستخدام العشوائي لهذه المفرقعات". متابعاً أنّ "أضرار الألعاب ومخاطرها لا تقتصر على مستخدميها بل أيضاً على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها".
بسام السعد: القوة الأمنية حريصة على حفظ الأمن والأمان داخل "عين الحلوة"
من جهته، وصف قائد القوة الأمنية المشتركة في مخيّم عين الحلوة بسام السعد، بـ "الآمن والمطمئن". ففي حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين، قال السعد "استطعنا حفظ الأمن والأمان داخل المخيّم، خلال شهر رمضان وعيد الفطر، ضمن الإمكانيات، حيث انتشرت القوة الأمنية في كافة نطاق عملها، كما تمّ تسيير دوريات لمنع حدوث إشكالات".
وأشار السعد أنّ الحركة التجارية في سوق المخيّم نشطت خلال آخر أسبوع من شهر رمضان، وذلك بفضل تحسن الوضع الأمني، الذي يُعد المحرك الأساسي للحركة التجارية". متابعاً أنّه "في شهر رمضان، شهد سوق الخضار مشاكل فرديةً، لكن القوة الأمنية المنتشرة داخله عملت على حلّها فوراً.
وعن المربعات الأمنية، قال السعد إنّ "اليوم القوة المشتركة تقوم بواجبها داخل المخيم، تنتشر داخل المقرات التي كانت سابقاً خارجة عن القانون، وليس هناك مربعات أمنية تستطيع أن تأسر المخيم". متابعاً "لن نسمح لأي شخص العبث بأمن المخيّم والجوار اللبناني، سنتعامل معه بحرص شديد، حتى لا تتكرر الاشتباكات داخل مخيمنا".
تقرير: زينب زيّون
للعيد رونقه الخاص في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينين جنوبي لبنان، فبالرغم من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي حدّقت بالأهالي، إلا أنّهم استطاعوا التغلب عليها، مستمتعين بفرحة العيد، فعاشوه بكل تفاصيله. عجّ المخيّم بالأطفال، وانتشرت الألعاب والمراجيح على الشارع التحتاني للمخيم، كما الشارع الفوقاني، أمّا سوق الخضار الذي عانى بسبب تردي الأوضاع الأمنية، شللاً في الحركة الاقتصادية، أعاد الأطفال إليه الحياة من جديد.
بهجة العيد لم تُفارق عيون الأطفال
على الرغم من تردي الأوضاع الأمنية، والمعاناة التي أهلكت نفوس الأهالي في المخيّم، إلا أن بهجة عيد الفطر لم تفارق عيون الأطفال، الذين خرجوا من بيوتهم للّعب بالمراجيح، وشراء ما لاذ لهم من أطعمة وحلويات، وللتسكع في الشوارع والزواريب.
جال فريق "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في مخيّم عين الحلوة، راصداً أجواء عيد الفطر فيه، فعلى الشارع التحتاني ساحة صغيرة المساحة استثمرها عدد من أبناء المخيّم، واضعين فيها الألعاب والمراجيح للأطفال.
وعند سؤاله عن المشروع، قال أحد مؤسسيه ويُدعى ربيع خليفة، إنّ "أولاد المخيّم بحاجة إلى مساحات لعب للترفيه عن أنفسهم، خصوصاً بعد الضغوطات التي عايشوها بسبب تردي الأوضاع الأمنية داخل المخيم"، مضيفاً أنّه من هنا بدأت فكرة وضع المراجيح، مقابل ثمن زهيد، حتى يتسنى لجميع الأطفال اللعب فيها".
وتابع خليفة: "صحيح أن مساحة المكان صغيرة، إلا أنّها شهدت زخماً في أول أيام العيد"، مشيراً إلى أنّ بعض الأهالي يُفضلون الخروج من المخيّم بحثاً عن أماكن أكثر أمناً للعب أطفالهم، ولطالما يكون هذا المكان في مدينة صيدا المحاذية للمخيم، ولكن في المقابل يوجد عائلات تعاني أوضاعاً اقتصادية تجبرها على البقاء داخل المخيم، وهذه الفئة تقصد "ملاهي المخيم" لنشر بهجة العيد في قلوب أطفالها، بما تسمح به الظروف.
مخيّمنا جنة وكتير حلو
يستيقظ لؤي صباحاً، يرتدي ثياب العيد ويجول في مخيّم عين الحلوة مع أصدقائه بحثاً عن فرحة العيد التي لا يشعرون بها إلا في "الحرب"، بهذه الكلمات بدأ ابن العشر سنوات حديثه، مشيراً إلى أنّ الحرب هي لعبة تختلف تماماً عن الحروب والاشتباكات التي يشهدها المخيّم بين فترة وأخرى، ففي هذه اللعبة يحرص لؤي على أن لا يصيب أصدقاءه، ليكون تصويب الخرز إمّا على الأرض أو على لوحة يتم تعليقها على أحد جدران المخيّم.
وتابع لؤي وهو يرفع مسدسه الصغير إلى الأعلى: "تعالي اتصور معك، وما تخافي من السلاح"، خاتماً "مخيمنا جنة وحلو كتير".
باحات ضيقة.. هي المساحة الوحيدة للعب الأطفال
"من قلب المعاناة يولد الإبداع"، عبارة تنطبق على أطفال المخيمات الفلسطينية في لبنان، الذين يعانون من ضيق مساحات اللعب في المخيم وتلاصق المنازل ببعضها البعض، لكنهم لا يعجزون أمام هذا العائق، بل يجدون سبل لعبٍ بديلة، يرسمون مربعات صغيرة بالطبشورعلى الأرض ويقفزون فوقها، أو يمارسون هوايتهم المفضلة ككرة القدم، وغيرها من الألعاب التي يختلقها الطفل للتسلية.
وحول هذا الموضوع، يقول المصوّر الفلسطيني فادي عناني إنّ "المساحات المخصصة للعب الأطفال تضيق سنة بعد أخرى، نتيجة الاكتظاظ السكاني"، ويتابع أن في العيد نجد المراجيح منتشرة داخل السوق وفي مساحات صغيرة، ورغم قلّة عددها إلا أنها تفي بالغرض الذي وضعت من أجله: نشر الفرح في صفوف الأطفال.
عناني أشار إلى أنّ أوضاع الأطفال الفلسطينيين في لبنان تتناقض مع كل الحقوق الواردة في اتفاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل، خصوصاً فيما يتعلق بحقّه في اللعب، فالطفل بحاجة ماسة إلى الراحة ووقت فراغ لمزاولة الألعاب والأنشطة المتنوّعة.
وأضاف العناني أنّ "البيوت والأزقة الضيقة والبنى التحتية الهشّة، إلى جانب غياب أدنى مقوّمات الحياة كالكهرباء والمياه والبيئة الصحيّة، والكثافة السكانية وضيق مساحات اللعب، كلّها عوامل تؤثّر سلباً على البناء النفسي للأطفال وتُهدّد مستقبلهم".
انتشار الألعاب النارية ومخاطرها
مخاطر كثيرة يمكن أن يتعرض لها الطفل، أثناء لعبه داخل المخيّم، بحسب ما أشار ابن المخيم عدنان ورد، فالمخيم يفتقر لمساحات لعب آمنة ولوسائل الحماية اللازمة مما يؤدي إلى حدوث بعض الإصابات.
وبما يخص ظاهرة انتشار الألعاب النارية، يقول ورد إنّ "الدكاكين مليئة بالألعاب النارية، والتي تُباع بمختلف أحجامها للأولاد، سعياً للربح المادي، دون الإلتفات إلى العواقب الصحية للاستخدام العشوائي لهذه المفرقعات". متابعاً أنّ "أضرار الألعاب ومخاطرها لا تقتصر على مستخدميها بل أيضاً على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها".
بسام السعد: القوة الأمنية حريصة على حفظ الأمن والأمان داخل "عين الحلوة"
من جهته، وصف قائد القوة الأمنية المشتركة في مخيّم عين الحلوة بسام السعد، بـ "الآمن والمطمئن". ففي حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين، قال السعد "استطعنا حفظ الأمن والأمان داخل المخيّم، خلال شهر رمضان وعيد الفطر، ضمن الإمكانيات، حيث انتشرت القوة الأمنية في كافة نطاق عملها، كما تمّ تسيير دوريات لمنع حدوث إشكالات".
وأشار السعد أنّ الحركة التجارية في سوق المخيّم نشطت خلال آخر أسبوع من شهر رمضان، وذلك بفضل تحسن الوضع الأمني، الذي يُعد المحرك الأساسي للحركة التجارية". متابعاً أنّه "في شهر رمضان، شهد سوق الخضار مشاكل فرديةً، لكن القوة الأمنية المنتشرة داخله عملت على حلّها فوراً.
وعن المربعات الأمنية، قال السعد إنّ "اليوم القوة المشتركة تقوم بواجبها داخل المخيم، تنتشر داخل المقرات التي كانت سابقاً خارجة عن القانون، وليس هناك مربعات أمنية تستطيع أن تأسر المخيم". متابعاً "لن نسمح لأي شخص العبث بأمن المخيّم والجوار اللبناني، سنتعامل معه بحرص شديد، حتى لا تتكرر الاشتباكات داخل مخيمنا".
خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين