فيينا
أعلن المفوّض العام لوكالة " الأونروا" بيار كرينبول، عن تدابير فوريّة لمواجهة العجز المالي المقدّر بملغ 217 مليون دولار، للاستمرار بتقديم الخدمات خلال النصف الثاني من العام 2018 الجاري، وتتضمن بعض الاجراءات الداخليّة التي تعتزم الوكالة اتخاذها، تتعلق بتقليص فرص العمل لصالح المساعدات التي تتعلق بالحماية الغذائية والطوارئ.
وقال كرينبول في رسالة وجهها لموظفي الوكالة اليوم السبت 7 تموز/يوليو: "نحتاج لأن نكون واضحين تماماً حيال ضرورة اتخاذ بعض من الإجراءات الداخلية للحد من التهديدات التي قد تمس خدماتنا الأساسية المقدمة للاجئي فلسطين.
ومن ضمن تلك الإجراءات وفق كرينبول، تعليق التدخلات الطارئة "المال مقابل العمل" لما تبقى من 2018، والحد من عمل الوكالة في مجال الحماية "والذي سيؤثر على برنامج مكتب دعم العمليات (OSO). وسيطبق هذا الإجراء أيضا على العمل في مجال الحماية في باقي مناطق عمليات الوكالة.
ووفق كرينبول، فإنّه "سيتم الحفاظ على المساعدات الغذائية (البطاقات الاليكترونية) في الضفة الغربية لهذا العام، وهذا سيكون ممكنا من خلال دمجها ضمن ميزانية البرامج العامة".
مضيفاً "سنجري مراجعة لهذه المساعدة خلال الفترة المتبقية من العام الحالي باذلين كل الجهود الممكنة لتأمين احتياجات اللاجئين الأشد حاجة لها ومع استمرار الجهود للحصول على الدعم المطلوب من الدول المانحة. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا ننظر في بعض التدخلات الأخرى في برنامج الطوارئ للضفة الغربية".
أما في قطاع غزة، قال كرينبول إنّ الوكالة ستواصل دعمها لبرنامج المساعدات والحماية الغذائيّة، عبر توفير التمويل له عبر ميزانية البرامج، موضحاً أنّ هذا الأمر يتطلب إجراء تعديلات ببعض البرامج الأخرى، ومن ضمنها اجراء تدخلات تتعلق ببرنامج الصحّة النفسيّة المجتمعية للوكالة.
وأشار كرينبول، إلى أنّه من ضمن الإجراءات في قطاع غزّة، الحد من تدخل "المال مقابل العمل – خلق فرص العمل" وذلك "لأن التمويل لم يعد متوفراً للاستمرار به على نفس المستوى الحالي"
وبالنسبة للمساعدات المالية الانتقالية للمساكن (بدل سكن)، أوضح كرينبول أنّه يتم مراجعتها أيضاً، مؤكدّاً على أنّه تمت الموافقة على الدفعة المجدولة بنهاية تموز 2018، أما الدفعات الإضافية فانها ستتطلب موارد مخصصة وإضافية.
وأشار إلى أنّ الوكالة قد وجدت موارد، للسماح بتقديم دفعة نهائية واحدة للاجئين الفلسطينيين من سوريا المتواجدين في غزة لتغطية الربعين الأول والثاني من هذا العام.
وحول الإجراءات في سوريا، اكّد رينبول أنّ الوكالة ستبقي على خدماتها الطارئة بفضل التمويل المتبقي من العام 2017، مشيراً إلى تدابير اتخدتها الوكالة ستمكّن من الابقاء على نفس مستوى المساعدات الطارئة في سوريا حتى نهاية العام 2018 الجاري، معتبراً ذلك انجازاً نظراً للازمة المالية غير المسبوقة.
وأكّد كرينبول أنّ "الوكالة تسعى إلى حماية قدرتها على الاستمرار بخدماتها الأساسية وألتقليل قدر الإمكان من الآثار السلبية على الخدمات وعلى موظفي برنامج الطوارئ"، معتبراُ أنّ هذه التعديلات في حتميّة وهناك حاجة لها بسبب عدم توفّر الأموال.
وتوجه المفوّض العام في رسالته إلى الموظفين قائلاً: "أدرك بأننا نتفق جميعا أن أثر هذه الاجراءات عليكم كموظفين هو مصدر قلق عميق ولكنني أدرك أيضا بأننا نتفق أن ما يأتي في المقام الأول هو قدرتنا على حماية الخدمات الأساسية بما في ذلك التعليم للاجئي فلسطين"
وأشار إلى مطالب الموظفين التي تلقاها هلال زيارته إلى سوريا، التي انصبّت حول اعطاء الأولوية في تقديم الخدمات للاجئين في جميع قرارات الوكالة.
مؤكّداً على الاستمرار "وبكل طاقتنا بالسعي لتحقيق تمويل إضافي لبرنامج الطوارئ من الجهات الدولية المانحة وعبر حملة الكرامة لا تقدر بثمن. إذا توفرت الأموال الإضافية"، منوّهاً إلى عزم الوكالة مراجعة تلك التدابير بهدف رفع مستوى التدخلات ضمن الاستجابة الطارئة في حال توّفر التمويل.
وحول فتح المدارس واستمرار التعليم في الموسم القادم، قال كرينبول : "لقد ابلغت اللجنة الاستشارية والأمين العام للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر حزيران بأن جُلّ طاقاتنا تصب في التغلب على العجز التمويلي في ميزانية برامجنا".
مؤكّداً على عزمه وتصميمه في تحقيق هدف فتح المدارس خلال النصف الأوّل من شهر آب من العام الجاري، وأنّ قراراً سيتخذ بهذا الشأن.
وصارح كرينبول في رسالته، بأنّه لا يستطيع إخفاء المخاطر الهائلة التي ستواجهها الوكالة في خدماتها إذا لم تتلقى تمويلاً إضافياً وعلى وجه السرعة.
وقال مؤكّداً: "نتواصل بكثافة مع الجهات المانحة ولكننا نحتاج لأن نكون واضحين تماماً حيال ضرورة اتخاذ بعض من الإجراءات الداخلية للحد من التهديدات التي قد تمس خدماتنا الأساسية المقدمة للاجئي فلسطين.
وختم كرينبول رسالته، بطمأنة موظفي الوكالة حيال الاشاعات حول مستقبلها في الاستمرار، قائلاً " "استطيع القول لكم وبكل وضوح بأن الوكالة ستحقق أهدافها وتنتصر".