لبنان
زينب زيّون
يُحوّل الفلسطيني اسماعيل شريدي (24 عاماً)، ابن مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي لبنان، ألوانه لرسالة واضحة، يبغي من خلالها تجسيد واقع الفلسطينيين في ظلّ المعاناة التي يعيشونها داخل مخيّمات لبنان، منذ ولادتهم وحتى مماتهم، وهي معاناة التصقت بهم وذنبهم الوحيد أنّهم "ولدوا لاجئين، بعيداً عن أرض الوطن، فلسطين"، بحسب ما وصف شريدي.
الفن هو الأسلوب، والأسلوب هو الإنسان، والإنسان هو القضية
تتميّز لوحات شريدي بواقعيتها، فهي أقرب إلى الحقيقة منها إلى خيال فنّانٍ يُريد أن يرسم لمجرّد "إبراز هوايةٍ".
الفنّ، بنظر ابن بلدة الصفصاف في فلسطين، هو الأسلوب، والأسلوب هو الإنسان، والإنسان هو القضية، ومن هذه النظرية انطلق شريدي ليُخبرنا أن الفن سلاح في يد الإنسان، يستخدمه الفنانون الفلسطينيون للدفاع عن قضية اللاجئين، وفي صراعهم للحفاظ على حق العودة إلى فلسطين.
الصورة أصدق تعبيراً من الكلام
تعلّق شريدي بالريشة والألوان منذ نعومة أظافره، اكتشف موهبته عندما كان في الصف الثالث من المرحلة التعليمية الإبتدائية، فحفّزته على المتابعة معلّمة مادة الرسم مهى الصباغ، حيث استطاع تطوير هواية الرسم هذه. يقول اسماعيل في حديثه لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "ها أنا أعمل لأحقق ما أريد".
يطمح اسماعيل، الذي أكمل دراسته الجامعية وحاز على دبلوم في الهندسة المدنية إلى إيصال الصورة الحقيقية لما يجري داخل المخيّم حيث يعيش، إلى العالم أجمع، فالصورة، برأيه، أصدق تعبيراً من الكلام.
وتابع شريدي: "يعاني أبناء مخيّمي عدداً لا يُحصى من المشاكل، فمن الوضع المعيشي والاقتصادي الصعب، إلى البطالة المنتشرة في صفوف الشباب، وتقليصات "الأونروا" وتراجع الخدمات التعليمية والصحية داخل المخيّم، إلى انتشار الآفات من مخدرات وتفلّت السلاح، وسواها من الأمور المستعصية التي تتطلّب معاينة ومتابعة من قبل المعنيين، حتى لا تتفاشى ولا تنتشر".
اللاجئ يُقاوم بالكلمة والعلم والفن
تُحاكي اللوحات التي رسمها الرسام الفلسطيني، جمال الطبيعة وحقوق المرأة ومواضيع عدّةٍ، إلا أنّ فلسطين كان لها الحيّز الأكبر من أعمال شريدي.
ففي ظلّ الأحداث الحزينة التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني في الداخل، بحسب ما قال شريدي، خصوصاً أهلنا في غزّة الذين يواجهون غطرسة الاحتلال الغاصب، وفي ظلّ المسيرات النضالية التي يخوضها الأبطال بهدف القضاء على الكيان الصهيوني واسترجاع الأرض، يُقاوم فلسطينيو الشتات كذلك داخل مخيّماتهم، سواءً في لبنان أو في كافة أماكن وجودهم ، فالكلمة والعلم سلاح اللاجئ، وبالحفاظ على الفن وعلى تراث أجدادنا نُحارب الاحتلال الذي يسرق ثقافتنا وبنسبها إليه.
وقال شريدي إنّه يرسم فلسطين بسهولها وبحارها، وجبالها وسمائها، وهذا ما يؤكّد على حق الفلسطينيين التاريخي بالعودة إلى ربوع الوطن، مهما طال الزمن، ومهما تآمر الأعداء.
الموهبة الفلسطينية الكامنة في المخيم بحاجة لدعم
أشار شريدي إلى أنّه، وفي البداية، كان يرسم اللوحات والجداريات، إلا أنّه استطاع، وبدعم من جمعية نوايا، شراء مواد خاصة للرسم على الملبوسات، حيث بدأ بالرسم على الكنزات. وعن سبب لجوئه لتمويل من الجمعية، قال شريدي إنّ "مشروع الرسم والطباعة على الملبوسات مكلف جداً، ولا أستطيع تحمّل هذه التكلفة، لذا لجأت، كالعديد من الشباب، إلى جمعية تستطيع تمويل مشروعي".
شارك شريدي بالعديد من المعارض التي نُظمت في لبنان، معرض "مبدعون تحت سماء صيدا" على سبيل المثال، كما كان له مشاركة في معرض "انطلاقة" الذي أقيم بمصر.
"المخيمات الفلسطينية مليئة بالمواهب، إلا أنّ هذه المواهب بحاجة لدعم مادي وكذلك معنوي، بحاجة إلى اكتشاف"، ففي نظر شريدي غياب الداعمين على المستويين المادي والمعنوي، يؤثر على مدى ظهور هذه المواهب.
وبرسالة قصيرة، توجّه شريدي إلى كافة المواهب الفلسطينية، طالباً منهم العمل جاهدين على إظهار موهبتهم وتنميتها، كما دعاهم إلى نشر كل ما يتعلّق بتراث فلسطين، إن من ناحية التطريز والرسم، الفخار والزخارف، الموسيقى والدبكة، ففلسطين، بنظره، تستحق منّا أكثر من هذا.
زينب زيّون
يُحوّل الفلسطيني اسماعيل شريدي (24 عاماً)، ابن مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي لبنان، ألوانه لرسالة واضحة، يبغي من خلالها تجسيد واقع الفلسطينيين في ظلّ المعاناة التي يعيشونها داخل مخيّمات لبنان، منذ ولادتهم وحتى مماتهم، وهي معاناة التصقت بهم وذنبهم الوحيد أنّهم "ولدوا لاجئين، بعيداً عن أرض الوطن، فلسطين"، بحسب ما وصف شريدي.
الفن هو الأسلوب، والأسلوب هو الإنسان، والإنسان هو القضية
تتميّز لوحات شريدي بواقعيتها، فهي أقرب إلى الحقيقة منها إلى خيال فنّانٍ يُريد أن يرسم لمجرّد "إبراز هوايةٍ".
الفنّ، بنظر ابن بلدة الصفصاف في فلسطين، هو الأسلوب، والأسلوب هو الإنسان، والإنسان هو القضية، ومن هذه النظرية انطلق شريدي ليُخبرنا أن الفن سلاح في يد الإنسان، يستخدمه الفنانون الفلسطينيون للدفاع عن قضية اللاجئين، وفي صراعهم للحفاظ على حق العودة إلى فلسطين.
الصورة أصدق تعبيراً من الكلام
تعلّق شريدي بالريشة والألوان منذ نعومة أظافره، اكتشف موهبته عندما كان في الصف الثالث من المرحلة التعليمية الإبتدائية، فحفّزته على المتابعة معلّمة مادة الرسم مهى الصباغ، حيث استطاع تطوير هواية الرسم هذه. يقول اسماعيل في حديثه لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "ها أنا أعمل لأحقق ما أريد".
يطمح اسماعيل، الذي أكمل دراسته الجامعية وحاز على دبلوم في الهندسة المدنية إلى إيصال الصورة الحقيقية لما يجري داخل المخيّم حيث يعيش، إلى العالم أجمع، فالصورة، برأيه، أصدق تعبيراً من الكلام.
وتابع شريدي: "يعاني أبناء مخيّمي عدداً لا يُحصى من المشاكل، فمن الوضع المعيشي والاقتصادي الصعب، إلى البطالة المنتشرة في صفوف الشباب، وتقليصات "الأونروا" وتراجع الخدمات التعليمية والصحية داخل المخيّم، إلى انتشار الآفات من مخدرات وتفلّت السلاح، وسواها من الأمور المستعصية التي تتطلّب معاينة ومتابعة من قبل المعنيين، حتى لا تتفاشى ولا تنتشر".
اللاجئ يُقاوم بالكلمة والعلم والفن
تُحاكي اللوحات التي رسمها الرسام الفلسطيني، جمال الطبيعة وحقوق المرأة ومواضيع عدّةٍ، إلا أنّ فلسطين كان لها الحيّز الأكبر من أعمال شريدي.
ففي ظلّ الأحداث الحزينة التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني في الداخل، بحسب ما قال شريدي، خصوصاً أهلنا في غزّة الذين يواجهون غطرسة الاحتلال الغاصب، وفي ظلّ المسيرات النضالية التي يخوضها الأبطال بهدف القضاء على الكيان الصهيوني واسترجاع الأرض، يُقاوم فلسطينيو الشتات كذلك داخل مخيّماتهم، سواءً في لبنان أو في كافة أماكن وجودهم ، فالكلمة والعلم سلاح اللاجئ، وبالحفاظ على الفن وعلى تراث أجدادنا نُحارب الاحتلال الذي يسرق ثقافتنا وبنسبها إليه.
وقال شريدي إنّه يرسم فلسطين بسهولها وبحارها، وجبالها وسمائها، وهذا ما يؤكّد على حق الفلسطينيين التاريخي بالعودة إلى ربوع الوطن، مهما طال الزمن، ومهما تآمر الأعداء.
الموهبة الفلسطينية الكامنة في المخيم بحاجة لدعم
أشار شريدي إلى أنّه، وفي البداية، كان يرسم اللوحات والجداريات، إلا أنّه استطاع، وبدعم من جمعية نوايا، شراء مواد خاصة للرسم على الملبوسات، حيث بدأ بالرسم على الكنزات. وعن سبب لجوئه لتمويل من الجمعية، قال شريدي إنّ "مشروع الرسم والطباعة على الملبوسات مكلف جداً، ولا أستطيع تحمّل هذه التكلفة، لذا لجأت، كالعديد من الشباب، إلى جمعية تستطيع تمويل مشروعي".
شارك شريدي بالعديد من المعارض التي نُظمت في لبنان، معرض "مبدعون تحت سماء صيدا" على سبيل المثال، كما كان له مشاركة في معرض "انطلاقة" الذي أقيم بمصر.
"المخيمات الفلسطينية مليئة بالمواهب، إلا أنّ هذه المواهب بحاجة لدعم مادي وكذلك معنوي، بحاجة إلى اكتشاف"، ففي نظر شريدي غياب الداعمين على المستويين المادي والمعنوي، يؤثر على مدى ظهور هذه المواهب.
وبرسالة قصيرة، توجّه شريدي إلى كافة المواهب الفلسطينية، طالباً منهم العمل جاهدين على إظهار موهبتهم وتنميتها، كما دعاهم إلى نشر كل ما يتعلّق بتراث فلسطين، إن من ناحية التطريز والرسم، الفخار والزخارف، الموسيقى والدبكة، ففلسطين، بنظره، تستحق منّا أكثر من هذا.
خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين