مخيم عين الحلوة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
إنتصار الدّنّان
الأونروا هي المسؤول الأول عن تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، وتحديدًا في المخيمات الفلسطينية، ولكن في ظل تقليص خدماتها على كافة الصعد، أصبح الفلسطيني رهينة للتجاذبات السياسية بينها وبين الفصائل الفلسطينية. وخاصة في ما يختص بقضايا البناء والإعمار، فمن جهة تمنع الدولة اللبنانية إدخال مواد البناء إلى المخيمات إلا بإذن مسبق من قبل مخابرات الجيش اللبناني، وبعد أن تطلع على حيثيات الطلب بأكمله حتى تدخل المواد المطلوبة، ومن جهة أخرى تقصير الأونروا في تقديم هذه الخدمات، وإن تم ذلك يهيمن عليها أصحاب النفوذ والقوة في المخيم، ومن هو بحاجة تذهب آماله في مهب الريح.
بيوت غير صالحة للسكن في مخيم عين الحلوة عرضة للخطر في أية لحظة ممكنة
وفي ظل هذه الأوضاع، لاتزال حياة معظم الفلسطينيين الذين يعيشون في بيوت غير صالحة للسكن في مخيم عين الحلوة عرضة للخطر في أية لحظة ممكنة، كانهيار أجزاء منها على رؤوس قاطنيها، أو تعيش القوارض فيها بشكل دائم، ودخولها ممكن في أية لحظة نتيجة سوء أوضاع تصريف المياه ومشاكلها داخل وخارج المنازل.
الشتاء على الأبواب، والفلسطيني عاجز عن تأمين لقمة عيشه وعائلته، فكيف هو الحال بترميم منزل يسكنه ويجب أن يكون ملاذه. كل ذلك يحصل أمام أعين وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين" الأونروا"، والفصائل الفلسطينية التي تقف عاجزة أمام تحقيق متطلبات شعبها.
كما أن الفلسطيني الذي ليس مدعومًا من فئة أو طرف معين لا يستطيع الحصول على مساعدة في ترميم بيته فيصير عرضة للخطر، علماً أن هناك بيوتا رُمِمَت وكان أصحابها مدعومين من قبل فصيل معين، هذا كما قال أحد الأشخاص الذين قابلتهم وتقدم بطلب ترميم لمنزله مرات عدة، لكنه لم يلقَ آذانًا صاغية، على الرغم من أن منزله يحتاج للترميم وقد تسقط أجزاء منه في أية لحظة.
الحاج "إبراهيم علي الصياح"
الحاج "إبراهيم علي الصياح"، من بلدة السميرية بفلسطين، والمقيم في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، داخل حي المنشية بالتحديد، تعرض منزله ليل الثلاثاء في 18/10/2017 لانهيار جزء من سقف منزله.
وفي التفاصيل يروي الحاج إبراهيم قصته للبوابة: "في الثامن عشر من الشهر الجاري كنت وعائلتي ومعنا في الغرفة ثلاثة أطفال، فانهار جزء من سقف المنزل علينا فجأة، فجُرح طفلان والطفل الآخر كان جالسًا في زاوية الغرفة فلم يصب"، أما "الطفلان اللذان جُرحا كانت إصابتهما خفيفة".
يضيف الحاج: "نحن لا نسكن في المنزل كله، فعندنا ثلاث غرف ولا نستطيع السكن فيها وهي فارغة تمامًا لأنها بحاجة إلى ترميم واستكمال بنائها" بيد أنه وكما عبر "يأمل أن ينظر إلينا المعنيون بعين الرأفة ويقوموا بترميم منزلنا واستكمال بناء القسم الفارغ".
يشير إلى أنه وبعد أن هبط جزء من سقف الغرفة الوسطى لم يقم بزيارتهم أي طرف من الأطراف المعنية، فقمنا نحن بتفحص الغرفتين المتممتين للمنزل واللتين هما أيضا عرضة للانهيار، والبيت لا يصلح للسكن إلا بعد أن يتم ترميمه.
جزء من سقف الغرفة الهابط في منزل الحاج ابراهيم علي الصياح
"لم تزرنا الأونروا سابقا لتفحص بيتنا" ولكن لتدرجه ضمن البيوت التي يحق لها الترميم، حضر مهندسون من الأونروا في نهار الأربعاء في التاسع عشر من الشهر الجاري للكشف عن المنزل، "كتبوا تقريرًا وقالوا إنهم سيرسلونه إلى الأونروا في بيروت ليأخذوا الإجراء اللازم" وأضافوا "لا نعلم إن كانوا سيوافقون على ترميم المنزل أم لا!".
الحاج "إبراهيم" وجه عبر بوابة اللاجئين رسالته بأنهم لن يستطيعوا البقاء في المنزل وهو على هذه الحال، لأنه في أي وقت قد تتعرض أجزاء منه للانهيار.
هذا المنزل كان قد بناه الحاج إبراهيم في العام 1982، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، فقد كان سقف المنزل في السابق من "الزينكو"، وهو مؤلف من ثلاثة طوابق، بنى أولاده بيوتهم فوق بيته لأنه لا إمكانية لشراء بيت خارج المخيم.
"عبد الكريم" لاجئ فلسطيني وأحد أبناء مخيم عين الحلوة المتضررين، شرح مشلكة الترميم قائلًا: "إن مشكلة ترميم المنازل قديمة جدا وهي تتفاقم يوما بعد يوم، وفي كل مرة تكون التسجيلات والتقديمات غير عادلة، يتم اختيار من له نفوذ في المخيم، وتبقى حصة الفقير مهدورة". مضيفًا "فهناك العديد من المنازل لا يجب أن ترمم لأنها نوعا ما أفضل من البيوت التي قد تسقط على رؤوس قاطنيها، ولها الأولوية في الترميم".
وعن آلية الترميم: "بعد أن يتم التسجيل تأتي الأسماء بغير المتوقع، وهنا تأتي الأزمة، الأزمة الفصائلية التي تهيمن على كل شيء، ونتيجة ذلك تبقى البيوت التي هي بحاجة للترميم فاقدة لذلك".
وهذا ما يحصل النهاية مع مرور الوقت ومع تآكل البناء والمواد المستخدمة فيه تنهار بعض أجزاء منها، ويتأذى بنتيجتها قاطنوها، مما يشكل خطرا على حياتهم، لذلك يجب على الأونروا والفصائل الفلسطينية أيا كانت أن تأخذ دورها وتراعي موضوع الأحقية في عملية الترميم وليس منله قوة نفوذ أكبر.