تقرير زينب زيّون 

مسؤولية كبيرة تقع على عاتق "اللجنة الشعبية"، بصفتها المسؤول الأوّل عن حل المشاكل الخدماتية التي تطرأ داخل المخيّم، من بنى تحتية وكهرباء ومياه، بالإضافة إلى جلب مشاريع للمخيم (مثل ترميم المنازل الآيلة للسقوط) والتنسيق مع وكالة "الأونروا" بغية تأمين حياة كريمة للأهالي، وفق ما أكّد مسؤول اللجان الشعبية في منطقة صيدا الدكتور عبد أبو صلاح، في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، لكن على ما يبدو فإن اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة كنظيراتها في المخيمات الأخرى تواجه انتقادات اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يرون أن هذه اللجان قادرة على النهوض بخدمات المخيم بالشكل المطلوب، يعزون ذلك لعدة أسباب على رأسها "الفساد" المستشري داخل هذه اللجان ..

وخلال تقارير عدة أعدها موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، نقل اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات لبنان شكواهم من إهمال اللجان الشعبية، وعدم أداء واجباتها بالشكل المطلوب

الفساد وغياب الكفاءة أبرز معوقات عمل اللجنة الشعبية

 "حسام ميعاري"  أحد سكان مخيّم عين الحلوة  يقول:  "إنّ مشاكل كثيرة تتربص بأهالي المخيّم، وكأنّ الوضع الاقتصادي والمعيشي لا يكفينا، ليسوء أيضاً الوضع الخدماتي في المخيّم".

ووصف ميعاري عملية تواصل اللجان الشعبية مع المؤسسات والجمعيات التي تؤمّن الدعم للشعب الفلسطيني بـ "الفشل الكبير"، موضحاً أنّه على اللجنة الشعبية أن تضع خطّة واضحة وتتواصل مع تلك المؤسسات بغية تحسين خدماتها "المقدمة لشعبنا وأهلنا في المخيّم"، مشيراً إلى أنّ ميزانية اللجنة لا تكفي لتغطية متطلبات الأهالي.
اللاجئ الفلسطيني حسام ميعاري

و أوضح ميعاري أنّ اللجان الشعبية يجب أن تنبثق من الشعب وأن تمثّل كافة
شرائحه، مشيراً إلى أنّ أبرز الأمور التي تعيق عمل اللجنة الشعبية في مخيم
عين الحلوة، هو غياب الكفاءة لدى غالبية الأعضاء فيها.

ولفت ميعاري إلى أهمية أن تُعطى لشباب المخيّم فرصة بأن يكونوا من أعضاء اللجنة الشعبية، فيشاركون في صنع القرار ويبتكرون أفكاراً جديدة لتحسين وضع المخيّم وتقديم خطط عمل تخدم أهاليهم في المخيّم، مشدداً على أهمية تفعيل دور المرأة في العمل الاجتماعي، قائلاً إن "للمرأة دوراً هاماً في بناء المجتمع".

 

أزمتا الكهرباء والمياه: معاناة مستمرة والأهالي يطالبون بحلّها

يُعاني أهالي مخيّم عين الحلوة، كسواهم من الأهالي القاطنين في مخيّمات اللجوء بلبنان، من أزمتين مزمنتين: انقطاع المياه صيفاً المرفق بانقطاع شبكة الكهرباء.

 وحول هذه القضية،  أشار أبو محمد، أحد سكان المخيّم، إلى أنّ "المياه والكهرباء هما من أهم الحاجات التي يجب توفّرها ليحيا الإنسان، لكنّها أمور غير متوفرة دائماً داخل المخيّم، إسوة بالمناطق اللبنانية المجاورة".

ولفت أبو محمد إلى أنّ "تشابك أسلاك الكهرباء ومواسير المياه أزمة لطالما طالب الأهالي المعنيين، وفي مقدّمتهم اللجنة الشعبية، بإيجاد حل لها، خصوصاً أنّها تتسبب في قتل أبناء المخيّم صعقاً بالكهرباء، إلا أنّه حتى الآن لم يتحرّك أحد".

للجنة الشعبية رأيٌ مخالف

اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة، لا تنكر البطئ في إتمام تقديم الخدمات، مبدية إصراراً واضحاً في الحديث عما تقدمه للمخيم

مسؤول اللجان الشعبية في منطقة صيدا الدكتور عبد أبو صلاح  يقول إن  "أبواب اللجنة الشعبية في مخيّم عين الحلوة مفتوحة أمام الجميع، فاللجنة حريصة على بناء علاقات وطيدة مع كافة الفصائل الفلسطينية ولجان القواطع والأحياء، والمؤسسات والجمعيات، ووكالة "الأونروا" التي تبدي دائماً استعدادها للتعاون وتحمّل المسؤولية، وإن وفق المتاح".

وأشار أبو صلاح إلى أنّ "اللجنة الشعبية تنسّق مع المجلس النرويجي للاجئين، الذي يتابع ملف إعادة إعمار المنازل الآيلة للسقوط، بغية تأهيل وترميم البيوت المحتاجة للترميم، وفقاً لمعايير أجندة جهات الدعم"، منوّها إلى دور الصليب الأحمر الدولي، الذي قام بمشروع لتحسين الكهرباء داخل مخيّم عين الحلوة، للحد من معاناة الأهالي.

يضيف أبو صلاح إنّ "اللجنة عملت مؤخراَ، على تأهيل البنى التحتية، صيانة الشبكة الكهربائية في المخيم، تأمين مياه الشرب، إصلاح الأعطال التي تلحق بالترانسات الكهربائية وتأمين ترانسات كهربائية جديدة للمناطق الأشد حاجة لها".

وبالنسبة لأزمة المياه قال أبو صلاح: " يوجد حوالي 11 بئراً إرتوازياً، وهذه الآبار كافية لكن برزت مشكلة شح المياه وغيابها عن العديد من المنازل لسببين، أوّلهما التقنين الشديد الذي يطال التيار الكهربائي صيفاً، وهذا ما يستدعي تشغيل مولدات الآبار بالاعتماد على مادة المازوت الذي تقدمها "الأونروا"، وهي كميات غير كافية بحسب ما يشير القيّمون على إدارة الآبار، ومن جهة ثانية، سوء الإدارة وسوء التنسيق اللذان يتسببان بخلق مشكلة توزيع المياه على المنازل بطريقة غير متساوية وغير عادلة، مضيفاً أنّه يقع على عاتق أهالي المخيّم مسؤولية كبيرة حيال هذا الموضوع، فعدد كبير منهم يُسرف في استخدام المياه دون المبالاة لعواقب ذلك.   

وبما يخصّ الأضرار التي تطرأ على شبكة الكهرباء، أشار مسؤول اللجنة الشعبية إلى أنّه عُقب الأحداث الأخيرة التي شهدها مخيم عين الحلوة، استطاعت اللجنة العمل سريعاً على إصلاح الأعطال التي طالت التيار الكهربائي، موضحاً أنّه يوجد أضرار طارئة قد تلحق بالترانسات الكهربائية، تتولى اللجنة تكاليف إصلاحها، بالتعاون مع لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية، وتساهم "الأونروا" بتحمّل جزء من تكاليف التصليح.

وما بين انتقادات اللاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة لعمل اللجنة  الشعبية وإصرار الأخيرة على أنها تقوم بكافة مهامها، يغيب الوضوح حول
مصير عدد من الأزمات التي تحدق بالمخيم، إلا أن المؤكد فيها هو معاناة
مئات العائلات الفلسطينية في المخيم من أوضاع صعبة لا تبدأ بإمكانية انهيار  منازلهم على رؤوسهم فيما العمل بملفات ترميم البيوت لا يجري بالشكل   المطلوب  وفقاً لخطورة الأزمة، و لا تنتهي عند ازمة توفير المياه و الكهرباء،  وإلى أن تحل كافة هذه المشاكل يمكن القول فعلاً إن اللجنة الشعبية في المخيم   تؤدي الدور المطلوب منها على أكمل وجه.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد