فلسطين المحتلّة
طالبت عائلة الشهيد عمر النايف في بيان لها اليوم الجمعة 21 أيلول/ سبتمبر، بإقالة سفير السلطة الفلسطينية في العاصمة البلغارية صوفيا أحمد المذبوح، وتحويله للمحاكمة باعتباره "رأس الهرم والمسؤول الأول والمباشر عن الكم الأكبر من اللغط الذي سبق وتبع استشهاد عمر بناء على مجموعة من الأدلة والبراهين التي وردت في التحقيق الاستقصائي الذي أجراه المدون أحمد البيقاوي".
وأعاد التحقيق الاستقصائي الذي نشر ليل الثلاثاء، بعنوان "سفارة_الموت من يتستر على قاتل النايف" الذي أجراه الصحفي أحمد البيقاوي، تسليط الضوء مجدداً على القضيّة كاشفاً معلومات لأول مرة عن اغتيال الكادر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمر النايف بمبنى سفارة السلطة في بلغاريا بشباط/ فبراير عام 2016.
التحقيق الذي استمر لمدة عام ونصف وفق الصحفي البيقاوي، شمل مقابلات مع عائلة النايف وأصدقائه ووسطاء إضافة إلى أشخاص على علاقة بالسفير المذبوح، كما تضمّن العديد من المقابلات والأدلة التي تنفي ما تردد حول انتحار عمر النايف، وتكشف عدّة حقائق حول الترويج لشائعة الانتحار عبر ورقة ادعى السفير المذبوح أنّها وصيّة كتبها النايف قبل انتحاره، ليعود وينفيها أمام لجنة التحقيق، كما لفت التحقيق إلى ما أسماه " العبث في مسرح الجريمة" ووجود اشخاص عملوا على تغيير الكثير من المعطيات، كمسح آثار لدماء وقيء قبل التأكد من ماهيتها وتحريك جثّة الشهيد وسواها.
وأوردت العائلة في بيانها "نؤكد أنّ الكثير مما توصل له المدوّن أحمد البيقاوي ينسجم مع المعطيات والشهادات التي تعاملت معها العائلة ولجان التحقيق السابقة" ومنها : المضايقات والضغوطات التي مورست بحق الشهيد طيلة فترة مكوثه في السفارة بهدف دفعه للخروج منها بدلاً من العمل على حمايته داخلها.
مشيرةً إلى "إعطاء الأوامر لتحريك ونقل الشهيد وهو على قيد الحياة رغم إصاباته البليغة التي لا تسمح بذلك، دون إعطاء الأولوية والاهتمام لمعالجته أو إنقاذ حياته، بالإضافة إلى العبث المتعمد بمسرح الجريمة من لحظة تحريك الشهيد وما بعدها، وإبقاء مسرح الجريمة مفتوحًا لساعات قبل بدء عمل المحققين الجنائيين، الأمر الذي أدى لمحو وطمس الأدلة والآثار وصعّب عمل لجان التحقيق"
كما أكّد البيان على تضليل مجريات التحقيق والتأثير على الشهود من خلال الترويج لرواية الانتحار منذ اللحظات الأولى لاغتيال عمر النايف.
وتابع البيان " لقد آن الأوان وبعد انجلاء هذه الحقائق المفزعة للبدء بتنفيذ إجراءات جادة تساهم في الوصول إلى القتلة الحقيقيين ومحاكمتهم ومحاسبة كل من قصّر في الكشف عن اغتيال ابننا الشهيد داخل حرم السفارة."
خاتماً "إننا في عائلة الشهيد عمر النايف، وقد تجرعنا الكثير من الألم بسبب ما تعرض له من مضايقات وضغوطات منذ وطأت قدماه مبنى السفارة وحتى يوم استشهاده، نهيب بالجهات المسؤولة والمختصة الاستجابة لندائنا آملين مساندة كل الشرفاء والقوى الوطنية والإسلامية".
يذكر أنّ عمر النايف، هو أحد كوادر "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وأسير سابق لدى الاحتلال بعد تنفيذه عمليّة طعن أحد المستوطنين في نهاية ثمانينيات القرن الفائت، وتمكّن عام 1990 من الهرب من الأسر، وخوض رحلة طويلة من المطاردة والتنقّل، أوصلته إلى بلغاريا حيث استقرّ فيها نحو 20 عاماً، قبل صدور مذكرة اعتقال دوليّة بحقه عام 2016، طالبته السلطات البلغاريّة على إثرها بتسليم نفسه لتقوم بتسليمه إلى سلطات الاحتلال، فلجأ النايف إلى سفارة السلطة الفلسطينية في صوفيا ليقيم فيها حوالي شهرين ونصف قبل أن بجدوه مقتولاً فيها في فبراير من ذات العام.