دير بلّوط _ الشمال السوري
سجّلت النقطة الطبيّة في مخيّم دير بلّوط للمهجّرين في الشمال السوري، أكثر من خمسين حالة مرضيّة، تنوّعت بين حساسيّة خفيفة وصدمات تحسسيّة حادّة، بسبب لدغات البعوض المنتشر بكثافة في المخيّم.
أحد كوادر النقطة الطبيّة قال لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ الحالات الناتجة عن لدغات البعوض، تُبيّن أنّ النوع المنتشر من هذه الحشرة الطائرة، مختلف عن النوع المألوف الذي لا تسبب لدغته سوى احمرار طفيف في المنطقة الملدوغة، مشيراً إلى أنّ بعض المُصابين بدت عليهم أعراضاً حادّة غير مألوفة وتحتاج إلى عناية.
وأضاف، أنّ من بين الأعراض التي سجّلوها، حدوث وذمات في المنطقة الملدوغة، يرافقها ألم حاد وضيق في التنفّس، ما استدعى التعامل مع الحالات الشديدة إسعافيّاً على أنّها صدمات تحسسية، عبر حقن المُصاب بمضادات التحسس والأدرينالين، وتحويل بعض الحالات إلى المستشفى.
وناشد سكّان مخيّم دير بلّوط، كافة المعنيين وخصوصاً المجلس المحلّي في ناحية جندريس، من أجل رش المبيدات، والعمل على تنظيف مجرى نهر عفرين، الذي تحّول مع قدوم الصيف إلى مكان تجّمع كثيف للبعوض وأنواع أخرى من الحشرات الطائرة.
وحول الحالات، وثّقت " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" معانات سكّان المخيّم عبر تقرير مصوّر، ظهر فيه أحد مهجّري مخيّم اليرموك، وقد أصيب بلدغة امتدّ أثرها ليشمل الجانب الأيسر من وجهه، حتّى حال الورم دون أن يبصر في عينه اليسرى، وتسائل حول نوع هذه الحشرات التي لم يعهدها من قبل وفق قوله.
فيما قالت إحدى المهجّرات، بعد تأكيدها على الأوضاع الصعبة التي يعاني منها مهجّرو اليرموك في دير بلّوط، إنّ هذه الحشرات الغريبة زادت من معاناتهم، خصوصاً الأطفال الذين يتعرّضون للدغات في أرجلهم وأماكن مختلفة، مطالبةً بذات الوقت بإيجاد حلّ سريع للحد من انتشار الحشرات.
وأوضحت الناشطة نوّار السقّال من المهجّرات في دير بلّوط، أنّ الحفر الفنيّة التي حفرها الأهالي لغرض تصريف المياه الآسنة، صارت مبعثاً للروائح الكريهة وأنواع غريبة من الحشرات، لم يعهدوها من قبل، مشيرةً إلى أنّ تلك الحفر ومجاري التصريف تحيط بالخيام.
الجدير ذكره، أنّ انتشار الأمراض المنقولة عبر الحشرات في دير بلّوط، بات مشكلة مزمنة تكرر مع كل موسف صيف، حيث سُجّل الصيف الفائت، انتشار مرض "اللشمانيا" والذي يعرف باسم "حبة حلب" بين اللاجئين في المُخيّم، وذلك في ظل غياب الرعاية الصحيّة والتلوث البيئي وعدم وجود شبكة صرف صحي في المُخيّم.
ويُعاني سكان مُخيّم دير بلوط من ظروف حياتيّة قاسية، عقب تهجيرهم قسراً من مُخيّم اليرموك ومناطق جنوبي دمشق، في أيّار/مايو 2018، وسط واقع إيوائي ومعيشي قاسي وتهميش كامل من قِبل وكالة "الأونروا"، ويبلغ عدد اللاجئين المُهجّرين إلى دير بلوط نحو (282) عائلة.