تقرير الوليد يحيى
 

علت أصوات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، لمطالبة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بضرورة توزيع السلل الإغاثيّة، ورفدهم بمواد التعقيم المنزلي والمنظفات، بعد ارتفاع أسعارها بشكل كبير في البلاد، إثر الإجراءات التي أعلنتها الحكومة في دمشق لمواجهة تفشّي فايروس " كورونا" والتي توقّفت على إثرها معظم الأعمال.

ويتأثّر اللاجئون الفلسطينيون في سوريا معيشيّاً، بشكل ملحوظ بالإجراءات الوقائيّة، التي تفرض على السكّان البقاء في المنازل وخصوصاً من يزاولون أعمالهم في أماكن تشهد تجمّعات كبيرة، كالورش الصناعيّة والمطاعم والمرافق الخدميّة، كما أوقفت الحكومة العمل في المراكز الاستهلاكيّة التي توزّع بعض السلع الغذائيّة المدعّمة بموجب البطاقة الذكيّة، الأمر الذي انعكس سلباً على الوضع المعيشي للاجئين في المخيّمات.

وقال اللاجئ " أبو عيسى" وهو أحد سكّان تجمّع ركن الدين للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة دمشق، ويعمل في أحد المطاعم بالعاصمة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين":  إنّ عمله قد توقّف بسبب الإجراءات التي طالت مكان عمله، ما أفقده دخله الأساسي الذي يعيل به عائلته، وهو يتلقّى أجره على رأس كلّ أسبوع فيما لا تتوفّر لديه مصادر أخرى.

وأضاف، أنّ هذه الإجراءات قد تتسبب له بعجز عن توفير لقمة العيش لعائلته في حال استمرّت طويلاً، في حين أنّ معونة وكالة "أونروا" الماليّة التي توزّع كل 3 أشهر لا تكفي لسد احتياجات أسرة مكوّنة من 4 أفراد، في ظل ارتفاع الأسعار الكبير الذي شهدته البلاد وخصوصاً بعد إعلان الحكومة عن إجراءاتها حسبما أكّد.

وبحسب وكالة "أونروا"  فإنّ 91% من أسر اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، يكابدون الفقر المطلق ( أقل من دولارين في اليوم)، في حين تم تحديد 126 ألف لاجئ كضعفاء للغاية، وذلك في تقرير النداء الطارئ الصادر عنها مطلع العام 2020 الجاري، ما يجعلهم وفق ما تشير إليه الأرقام، الشريحة الأكثر هشاشة معيشيّاً، وبالتالي الأكثر تأثرّاً بما تشهده البلاد من أزمات متصاعدة.

وفي إطار مسؤولية الوكالة الدولّيّة، بدأ ناشطون عبر صفحات التواصل الاجتماعي المعنيّة بنقل أخبار المخيّمات، بحملة تُطالب "أونروا" بضرورة توزيع المواد الغذائيّة ومواد التعقيم، لتعزيز وضع اللاجئين في ظل الإجراءات الوقائيّة من فايروس "كورونا" ومواجهة ارتفاع الأسعار.

وتداول ناشطون نداءً موجّهاً للوكالة، ولرئيس "الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" علي مصطفى، تحثّه على متابعة مطالب اللاجئين بتوزيع سلّة منظفات وغذاء لجميع الناس، لعدم قدرة الأغلبيّة على  شراء مواد التعقيم والتنظيف بسبب ارتفاع الأسعار، وسط تفاعل كبير من قبل المعلّقين الذين أجمعوا على ضرورة تلبية مطلبهم بشكل عاجل.
 

 

 

ويعاني اللاجئون الفلسطينيون في سوريا سواء من هم داخل المخيّمات أم خارجها، أوضاعاً معيشيّة شبه معدمّة، جرّاء انتشار البطالة وضعف الموارد الماليّة، حيث بلغت نسب البطالة عتبة 75% في مخيّم درعا، وفق تقديرات محليّة حصل عليها " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فيما تتجاوز عتبة الـ60% في معظم المخيّمات، فيما يكابد المهجّرون عن مخيّماتهم وتبلغ نسبتهم 40% وفق أرقام وكالة " أونروا" مصاعب حياتيّة إضافيّة لدفعهم إيجارات المنازل.

كما تجدر الإشارة، إلى أنّ حملة المطالبة بإعادة توزيع السلل الإغاثيّة، متواصلة منذ السادس من كانون الثاني/ يناير المنصرم، وسط اتهامات للوكالة باتباعها سياسات إغاثيّة يصفها اللاجئون بغير عادلة منذ منتصف شباط/ فبراير 2019 الفائت، من حيث معاييرها التي حرمت غالبيّتهم من الإغاثة العينيّة، وقصرت دورها الإغاثي على مساعدات ماليّة تقدّم كل  3 أو 4 أشهر، وقدرها 28 ألف ليرة للحالات العاديّة، وهو مبلغ أقلّ من رمزي وفق المعايير المعيشيّة السوريّة المستجدّة و لا يكفي أجرة منزل لشهر واحد.

وتكتفي وكالة "أونروا" حتى اللحظة بتعقيم مدارسها الموجودة داخل المخيمات، في ظل خلوها من الطلاب بعد اتخاذها قراراً بإغلاق المدارس تماشياً مع قرار وزارة التربية السورية بتعطيل المدارس والجامعات والمعاهد الخاصة منذ 15 آذار/ مارس الجاري لمدة أسبوعين، لمنع انتشار فايروس "كورونا".

 وكانت الوكالة قد أطلقت نداءً عاجلاً مساء أمس الثلاثاء، طالبت فيه الدول المانحة بتوفير 14 مليون دولار من أجل الاستعداد والاستجابة لتفشي وباء "كوفيد-"19 ولفترة ابتدائية مدتها ثلاثة شهور، كي تتمكن من تلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في أقاليم عملها الخمس تجاه الوقاية من الفايروس أو الشفاء منه.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد