يمْثُل يوم غد الجمعة 24 حزيران/ يوليو الناشط الفلسطيني إبراهيم إبراهيم، أمام القضاء الألماني في العاصمة برلين، حيث ستجري محاكمته بتهمة " إهانة رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتياهو".
وتأتي المحاكمة، إثر دعوة رفعتها جهات تابعة للّوبي الصهيوني في ألمانيا بحق الناشط ابراهيم، على خلفيّة تنظيم الأخير لوقفة احتجاجيّة مرخّصة من قبل الشرطة الالمانية، ضد زيارة قام بها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي التقى خلالها المستشارة انجيلا ميركل بتاريخ 4 حزيران/ يوليو من العام 2018.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تواصل مع الناشط ابراهيم، الذي أوضح حيثيات الدعوة المقامة ضدّه، مشيراً إلى أنّها جاءت على خلفيّة التظاهرة الاحتجاجيّة، والهتاف ضد زيارة رئيس وزراء الكيان ووصفه بالفاشي والعنصري وقاتل الأطفال، والمطالبة بعدم استقباله من قبل المسشارة الالمانيّة.
وأوضح إبراهيم الذي ينشط في " لجان فلسطين الديمقراطيّة" ويقيم في ألمانيا منذ 40 عاماً، أنّ ما سيجري يوم غد، هو إعادة لمحاكمة جرت بحقّه بتاريخ 15 آب/ أغسطس 2019، وصدر الحكم حينها بتغريمه بمبلغ 1200 يورو، أو سجنه لمدّة أربعين يوماً، إلّا أنّه قد قام باستئناف الحكم، وأصدرت المحكمة حينها حكماً بتبرأته من التهم المنسوبة إليه في موضوع الدعوة.
وأشار إلى أنّ ما سيحصل يوم غد من إعادة للمحاكمة، جاء بناء على تدخلات من جهات أمنيّة وجهات أخرى، حسبما أخبره المُحامي، الذي لم يسمّ تلك الجهات، "إلّا أنّ كافة المعطيات تُشير إلى جهات صهيونية نشطة في ألمانيا، مارست ضغوطات لإعادة تحريك الدعوة بعد أن كسبنا الاستئناف" وفق الناشط ابراهيم.
ووضع ابراهيم الدعوة، في سياق الأنشطة التي يمارسها اللوبي الصهيوني في ألمانيا، والتي تصاعدت منذ سنوات، وترمي إلى استهداف الأنشطة الفلسطينية، ووقف كافة الأعمال المُطالبة بالحق الفلسطيني سواء التي تقوم بها حركة المُقاطعة " BDS" وسواها من الحركات المتضامنة مع القضيّة الفلسطينية.
ولفت إلى أنّ المناخ العام في ألمانيا، يتجّه نحو الاشتباه بأيّ شعارأو حالة فلسطينية يراها، مُدللاً على ذلك بحادثة تعرّض لها العام الفائت في برلين، حيث أوقفته الشرطة الألمانيّة بسبب ارتدائه لقميص عليه شعار فلسطيني وشعار الجبهة الشعبية لتحريرفلسطين.
بدورها، دعت لجان فلسطين الديمقراطيّة بالتنسيق مع الحزب الألماني الماركسي اللينيني، لوقفة تضامنيّة مع الناشط ابراهيم، بالتزامن مع جلسة محاكمته المُعاد إجراؤها بتهمة " الإساءة إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو".
وحول المواقف التضاميّة، أشار ابراهيم إلى أنّ الحزب الماركسي اللينيني، وبعض المجموعات اليساريّة، تتضامن بشكل كبير مع الحق الفلسطيني، وتدعو لمحاكمة رئيس وزراء الاحتلال، وجميعها يجري اتهامها بمعادات الساميّة من قبل اللوبي الصهيوني.
يذكر، أنّ الناشط ابراهيم ابراهيم، من مواليد 1956 في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويقيم في ألمانيا منذ نحو 40 عاماً، وينشط في إطار "لجان فلسطين الديمقراطية" وأنصار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ألمانيا.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ هذه ليست المرّة الأولى، التي يتعرّض فيها ناشط فلسطيني للمحاكمة في ألمانيا، حيث أصدرت السلطات الألمانية في شباط/ فبراير الفائت، قراراً يمنع الكاتب الفلسطيني، خالد بركات، من دخول أراضيها مدة أربع سنوات وذلك بناء على نشاطه في فضح وتعريّة الكيان الصهيوني العنصري وممارساته بحق الشعب الفلسطيني.