مرَّ عام 2020 ثقيلاً على اللاجئين الفلسطينيين في مُخيّمات الضفة المحتلة، إذ واصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب انتهاكات عدة داخل أروقة المُخيّمات وأزقّتها، من اعتقالاتٍ واقتحاماتٍ وإصاباتٍ في صفوف اللاجئين الفلسطينيين، وكل ذلك في ظل تفشي فيروس "كورونا" داخل مدن وقرى ومُخيّمات الضفة.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" رصد انتهاكات الاحتلال داخل المُخيّمات الفلسطينيّة بالضفة بما فيها القدس منذ بداية شهر يناير/ كانون الثاني وحتى شهر ديسمبر/ كانون الأوّل 2020، إذ تبيّن من خلال عملية الرصد أنّ جيش الاحتلال قتل الطفل زيد فضل قيسية (15 عاماً)، واستشهد قيسية خلال مواجهات مع جنود الاحتلال فجر الثالث عشر من شهر أيار /مايو الماضي.
وأصاب جيش الاحتلال (164) فلسطينياً بالرصاص الحي والمطاطي داخل مختلف مُخيّمات الضفة، بينهم أطفال ونساء، فيما كانت الإصابات
إمّا خلال اقتحام جنود الاحتلال للمُخيّمات بشكلٍ يومي، أو من خلال المواجهات التي تندلع على إثر تلك الاقتحامات.
وتبيّن أنّ جنود الاحتلال اقتحموا المُخيّمات الفلسطينيّة (325) مرّة خلال العام، وفي كل مرّة كان سكّان المُخيّمات يتصدّون لهذه الاقتحامات التي تتسبّب في إرهاب أطفال المُخيّم وكبار السن، حيث يمطر الاحتلال المُخيّمات بالقنابل الصوتيّة وقنابل الغاز المُسيل للدموع خلال الاقتحامات وعمليات الانسحاب.
كما أظهر الرصد اعتقال (611) فلسطينياً من أبناء المُخيّمات على يد قوات الاحتلال، وعادةً ما تكون الاعتقالات خلال اقتحام المُخيّمات أو على الحاجز العسكريّة الثابتة أو الطيّارة التي ينصبها الاحتلال بشكلٍ مفاجئ على مداخل القرى والمُخيّمات كمصيدةٍ لاعتقال الفلسطينيين، فيما تم رصد (305) عمليات إطلاق نار واندلاع مواجهات بين قوات الاحتلال وسكّان المُخيّمات الفلسطينيّة.
انتهاكات الاحتلال الصهيوني في المُخيّمات الفلسطينيّة بالضفة خلال العام 2020 | |||||
شهداء | إصابات | اقتحامات | اعتقالات | اندلاع مواجهات وإطلاق نار | |
يناير | - | 20 | 30 | 65 | 22 |
فبراير | - | 16 | 26 | 66 | 48 |
مارس | - | 12 | 22 | 33 | 22 |
أبريل | - | 5 | 18 | 9 | 17 |
مايو | 1 | 17 | 19 | 24 | 26 |
يونيو | - | 6 | 27 | 58 | 16 |
يوليو | - | 9 | 32 | 71 | 31 |
أغسطس | - | 8 | 34 | 57 | 19 |
سبتمبر | - | 7 | 25 | 50 | 20 |
أكتوبر | - | 31 | 32 | 52 | 38 |
نوفمبر | - | 16 | 37 | 76 | 29 |
ديسمبر | - | 17 | 23 | 50 | 17 |
الإجمالي | 1 | 305 | |||
1406 |
من جهته، أكَّد رئيس الهيئة الدوليّة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، الباحث الحقوقي صلاح عبد العاطي، أنّ الاحتلال خلال العام 2020 استمر في الانتهاك المنظّم بحق اللاجئين الفلسطينيين من خلال الاقتحامات المستمرة للمُخيّمات واعتقال السكّان، بالتزامن مع الامتناع عن القيام بالحد الأدنى المطلوب من التزامات القانون الدولي خاصة في ظل جائحة "كورونا".
انتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم حرب
وشدّد عبد العاطي ، على أنّ هذه الانتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم حرب وضد الانسانيّة، والمطلوب أن يكون هناك دور للمجتمع الدولي في الضغط على الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات وضمان توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، مُؤكداً أنّ تقصير السلطة بحق المُخيّمات الفلسطينيّة والتقليصات التي تنفّذها وكالة الغوث بحق اللاجئين هو جزء من الانتهاكات التي يتعرّض لها أبناء المُخيّمات.
وطالب عبد العاطي السلطة الفلسطينيّة ووكالة "أونروا" بضرورة توفير الدعم المطلوب لضمان الحقوق الصحيّة والإغاثيّة للاجئين الذي يُعانون من ظروفٍ غاية في التعقيد، وعلى السلطة وقف سياسة التمييز بين أبناء الشعب الواحد على أساس جغرافي، وعليها أيضاً التحرّك جدياً مع المجتمع الدولي لضمان توفير كل الدعم الصحي الإنساني للاجئين الفلسطينيين.
مُخيّم شعفاط وحيداً
ولربما كان لـ مُخيّم شعفاط النصيب الأكبر من حيث انتهاكات الاحتلال التي لم تتوقّف ولو ليومٍ واحد في ظل أن ساكنيه يشعرون وأنّهم تركوا لوحدهم في مواجهة الاحتلال وعنجهيته، إذ استمر الاحتلال في اقتحام المُخيّم واعتقال أبنائه، كما شهد العام 2020 هدم أكثر من سبعة منازل متعدّدة الطوابق داخل المُخيّم بحجة "البناء دون ترخيص"، مما تسبّب بتشريد عائلات فلسطينيّة عديدة.
وفي هذا السياق، قال رئيس اللجنة الشعبيّة لمُخيّم شعفاط محمود الشيخ: إنّ جائحة "كورونا" ضاعفت المعاناة لدى سكّان المُخيّم، إذ ارتفع عدد العاطلين على العمل بفعل الاغلاقات، وغالبية العمّال أوقفوا عن العمل بسبب الجائحة وأصبح أهالي المُخيّم يبحثون عن بصيص أمل هنا أو هناك.
وأضاف الشيخ: إنّ عمل السلطة الفلسطينيّة تجاه مُخيّم شعفاط ومعها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بطيء جداً جداً وقليل وشحيح باتجاه مساعدة الأهالي، وكانت المساعدات تأتي بشكلٍ قليل جداً في ظل أنّنا نتحدّث عن قرابة 80 ألف فلسطيني يسكنون في المُخيّم، واليوم غالبيّة الناس يجلسون في بيوتهم بسبب الفيروس في ظل التقصير الكبير الذي تُمارسه وكالة "أونروا"، مُؤكداً أنّ اللجنة الشعبيّة وأهل الخير كان لهم دور كبير في سد احتياجات السكّان.
"أونروا" توفّر 20% فقط من احتياجات المُخيّم
ويضيف الشيخ: إنّ انتهاكات الاحتلال تواصلت خلال هذا عام 2020 كما العادة، إذ استمرت مخالفة السكّان من أصحاب السيارات، وتم إغلاق مسجد المُخيّم، وإغلاق العديد من المؤسسات، واعتقالات واقتحامات مستمرة، مُطالباً بضرورة عودة اللاجئين إلى ديارهم، "لنعيش كرامتنا، نحن اليوم مهما طالبنا وكالة الغوث لا يأتينا سوى 20% مما نطلبه، وعلى الحكومة الفلسطينيّة أن تهتم أكثر في مُخيّم شعفاط وأن تأخذ في عين الاعتبار أنّ هذا المُخيّم هو البوابة الشرقيّة لمدينة القدس المحتلة، وهذا المُخيّم منكوب وحالته سيئة من ناحية البناء والبنية التحتيّة والاكتظاظ السكّاني."
الاحتلال يستغل الظروف الإنسانيّة
وتعقيباً على ذلك، أكَّد مدير عام مؤسسة الحق لحقوق الانسان شعوان جبارين لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ من يعتقد في أي مرحلة أو محطّة بأنّ الاحتلال يقيم وزناً للظروف الانسانيّة فهو مخطئ، بل على العكس تماماً يستغل هذا الاحتلال كل الظروف الانسانيّة القاهرة والصعبة التي يمر فيها الشعب الفلسطيني كجائحة "كورونا" وخاصة في المُخيّمات المكتظّة بالسكّان، بهدف كسر إرادة وعزيمة الناس.
ولفت جبّارين إلى أنّ الاحتلال يتعامل بفاشيّة عالية جداً أكثر من أيّ وقتٍ مضى، والدليل على ذلك التصريحات المستفزة حول إدخال التطعيمات بشأن فيروس "كورونا" وربطها بإعادة الجنود المأسورين في غزّة، مُشيراً إلى أنّ الاحتلال تعامل مع أزمة "كورونا" بشكلٍ وحشي جداً، ولا ننسى كيف ألقى الاحتلال بالعمّال الفلسطينيين على قارعة الطريق بشكلٍ لا إنساني.
وبيّن جبّارين خلال حديثه لموقعنا، أنّ الاحتلال مسؤول قانونياً عن صحة وسلامة وحماية الناس وتوفير المتطلبات الأساسيّة لهم، لكنّه لا يُقيم أي وزن للقوانين ولا للأعراف الدوليّة.