انطلق اليوم الثلاثاء 16 نوفمبر/ تشرين ثاني، المؤتمر الدولي لمانحي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في العاصمة البلجيكية بروكسل وبرئاسة مشتركة من الأردن والسويد، وبمُشاركة 60 دولة ومنظمة دولية من بينها الولايات المتحدة.
وقبيل انطلاق المؤتمر، أجرى نائب رئيس الوزراء الأردني أيمن الصفدي ونظيره السويدية آن ليندي والمفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، اجتماعاً ثلاثياً، حيث يترأس المؤتمر الأردن والسويد في بروكسل، لحشد الدعم السياسي والمالي المستدام لوكالة "أونروا".
وخلال الاجتماع، أعلن الصفدي مشاركة نحو 60 دولة ومنظمة دولية في المؤتمر، مُبيناً أنّ المؤتمر رسالة بأنّ المجتمع الدولي يدرك مركزية دور وكالة "أونروا"، وضرورة استمرارها في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين، وهي تقوم بدور لا غنى عنه.
بدورها، قالت مديرة الاتصالات الاستراتيجية في "أونروا" والناطقة الرسمية تمارا الرفاعي، في تصريحٍ لموقع "المملكة"، إنّ المؤتمر الذي يعقد على مدار يوم واحد يسعى لتحقيق هدفين؛ الأول هو حشد موارد لسد الفجوة المالية لعام 2021 في ظل الحاجة إلى 100 مليون دولار للشهرين الأخيرين من العام الحالي، والهدف الثاني هو حشد مبالغ مرصودة لأكثر من عام، أي تعهدات متعددة السنوات تمكّن وكالة "أونروا" من التخطيط لمدة 3 سنوات على سبيل المثال من دون الاقتراب من الانهيار كل عام.
كما أكَّدت الرفاعي مشاركة الولايات المتحدة، من بين 45 دولة، وسيُمثل أكثر من نصف الدول على مستوى وزاري.
يوم أمس، أكَّد المتحدّث الرسمي باسم وكالة "أونروا" سامي مشعشع، أنّ الآمال معلّقة بشكلٍ كبير على مؤتمر المانحين، لا سيما وأنّ وكالة "أونروا" تعاني من أزمة مزدوجة خانقة.
وبيّن مشعشع خلال حديثٍ لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، أنّ هذا المؤتمر يجري الاعداد له منذ وقتٍ طويل في محاولة لإيجاد دول صديقة ومتبرعة وشركاء لوكالة "أونروا" ليساعدوا في الارتقاء في مستوى التبرعات، والهدف الأساسي من المؤتمر كان رسم آليات تمويلية مستدامة طويلة الأمد والدخول مع الدول المتبرعة باتفاقيات متعددة السنوات لكي تُخرِج "أونروا" من دوامة العجز المالي المتكرّر.
ولفت مشعشع إلى أنّه بدون هذه الآليات لن تستطيع وكالة "أونروا" تطوير عملها وخدماتها والارتقاء بها، وهذه الخدمات تراجعت كماً وكيفاً بسبب شح الموارد المالية، مُؤكداً أنّ الأزمة الوجودية التي تواجه وكالة "أونروا" هي أزمة مزدوجة، أزمة مالية متجذرة بعجز مالي يصل إلى 100 مليون دولار مع غياب تدفق مالي سلس ما أثّر على دفع الرواتب في مواعدها خصوصاً هذا الشهر والشهر القادم، حيث لا يوجد هناك أموال كافية حتى اللحظة، بالإضافة إلى أنّ هذا الوضع يتوافق مع هجمة سياسية مركّزة لا تكل ولا تمل منذ أشهر طويلة لا بل منذ عدة سنوات تحاول التشكيك بكل شيء تقوم به وكالة "أونروا" في محاولةٍ ومدخلٍ لإضعاف ملف اللاجئين عبر بوابة وكالة "أونروا" وإن جاز التعبير التشكيك بالحيادية والمناهج وغيرها.
وفي وقتٍ سابق، قال المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، إنّ التخفيضات في ميزانية وكالة "أونروا" بما في ذلك خفض بريطانيا لمساعداتها إلى النصف تعني أنّ "أونروا" على وشك الانهيار.
وأوضح لازاريني في تصريحٍ لصحيفة "الغارديان" البريطانيّة، أنّ بريطانيا خفضت منحتها الأساسية المقدمة لوكالة "أونروا" بأكثر من 50٪ من 42.5 مليون جنيه إسترليني في عام 2020 إلى 20.8 مليون جنيه إسترليني في عام 2021، لافتاً إلى أنّ الوكالة تواجه أزمة وجودية بسبب نقص 100 مليون دولار (74 مليون جنيه إسترليني) هذا العام، وبسبب طريقة التمويل التي ثبت أنها غير مستدامة.