قال المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، إنّ العالم خلال مؤتمر المانحين في بروكسل أكَّد مجدداً على دور وكالة "أونروا" الذي لا بديل له على الرغم من التحديات الهائلة، مُؤكداً أنّ فريق "أونروا" سيعمل بشكلٍ متواصل للتواصل مع كافة الجهات المانحة ولحشد الموارد المالية لتغطية العجز وتغطية احتياجاتنا للشهر الجاري والقادم.

وفي رسالةٍ وجهها لازاريني إلى كافة الموظفين، قال أنّه شدّد خلال المؤتمر على أنّ "أونروا" تواجه أزمة وجودية تحتاج إلى معالجة حاسمة، ولقد حثثتهم على إيجاد حلول للتحديات المالية المتكررة للوكالة وعلى حماية اللاجئين الفلسطينيين من الهجمات ذات الدوافع السياسية التي تهدف إلى محو حقوقهم.

وتابع لازاريني: لقد سلطت الضوء على الاحتياجات المتزايدة للاجئين الفلسطينيين، وعلى تأثير سنوات من التقشف على الخدمات التي نقدمها وعلى التضحيات العديدة التي قدمتموها للمحافظة على هذه الخدمات الموجهة إلى مجتمعكم، وأكّدت أيضاً أنّ وضع وكالة "أونروا" ليس عادلاً للاجئين والموظفين ولا مستداماً، ولقد حذّرت من أنّ الافتقار إلى وغياب الأفق السياسي وإرهاق المانحين من توفير الأموال ليساً عذراً للابتعاد عن التزامهم بحماية ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين.

ولفت إلى أنّه دعا المجتمع الدولي إلى ضمان أن تبقى "أونروا" شريان الحياة الذي لا يمكن الاستغناء عنه والموثوق به للاجئين الفلسطينيين إلى أن يتم التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم، ولقد قدمت رؤيتنا للمستقبل، وهي رؤية نتبنى فيها التحديث والرقمنة للابتكار وضمان توفير خدمات نوعية عالية، وقدمت إلى المؤتمر بمطلبين رئيسيين: أولاً، ناشدت المانحين لتوفير تمويل إضافي فوري للسماح لنا بمواصلة الخدمات حتى نهاية العام، وثانياً، طلبت منهم توفير استدامة مالية طويلة الأجل من خلال تمويل متعدد السنوات بما يتماشى مع دعمهم السياسي لتفويض "أونروا".

وأشار لازاريني في رسالته إلى أنّه تم تقديم عدد من التعهدات في المؤتمر ساهمت في تحقيق هدفينا الرئيسين، وفيما يتعلق بالهدف الأول الأكثر  الحاحية الآن، فإنه يسعدني أن اعلمكم بحصول "أونروا" على تمويل جديد لعام 2021 اليوم بقيمة 38 مليون دولار، وهذا سيقلل من متطلباتنا الحرجة لتغطية كافة الرواتب والمحافظة على الخدمات دونما انقطاع حتى نهاية العام إلى حوالي 60 مليون دولار، كما تعهد عدد من المانحين أيضاً بتمويل متعدد السنوات، الأمر الذي سيمنحنا قدراً أكبر من القدرة على التنبؤ المالي في السنوات القادمة، ولكن ذلك ليس هو كل ما نأمله ونحتاج إليه كوكالة تقدم الخدمات مباشرة، كما تم الإعلان عن تعهدات إضافية خلال المؤتمر، ولكنها كانت تشير إلى الأموال التي تلقيناها بالفعل وساعدتنا في استمرار الخدمات حتى تشرين الأول، وتم تقديم تعهدات أخرى، والتي تشمل نسبة كبيرة من التعهد الألماني الذي تم الاعلان عنه اليوم والبالغ 72 مليون دولار، كانت مخصصة لمشروعات محددة خارج الميزانية البرامجية.

وشدّد أنّه في الأسبوع المقبل، سيقوم فريق العلاقات الخارجية لدينا التواصل مع الجهات المانحة بهدف توضيح الجدول الزمني لصرف كل تعهد جديد لعام 2021، وذلك كي نحدد متى سيتم تسلم هذه الأموال في حسابنا البنكي، وفريق "أونروا" سيعمل بشكلٍ متواصل ودونما انقطاع للتواصل مع كافة الجهات المانحة ولحشد الموارد المالية لتغطية العجز وتغطية احتياجاتنا للشهر الجاري والقادم.

وبيّن لازاريني أنّه وفي التاسع والعشرين والثلاثين من تشرين الثاني، ستجتمع اللجنة الاستشارية لوكالة "أونروا"، التي تجمع أكبر مانحينا والدول المضيفة، لتناقش نتائج المؤتمر والخطوات التالية المطلوبة، والآن يبقي التزامي الراسخ يتمثل في دفع رواتبكم بالكامل واستمرارية كافة خدماتنا كما فعلنا في العام الماضي، وخلافاً للإشاعات المنتشرة أنه لا توجد نية لتفعيل الإجازة الاستثنائية في الوقت الذي يبقى تركيزنا منصباً على جمع كافة الأموال اللازمة للحفاظ على الخدمات والرواتب.

يوم أمس وفور انتهاء مؤتمر المانحين، أعلنت وكالة "أونروا"، أنّ التعهدات المالية التي حصلت عليها في المؤتمر الدولي لمانحي "أونروا" في بروكسل بلغت نحو 38 مليون دولار من أصل عجز 100 مليون للعام الحالي 2021.

وكشف الناطق الرسمي باسم وكالة "أونروا" عدنان أبو حسنة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ "أونروا" حصلت خلال المؤتمر على تعهدات ماليّة متعددة السنوات ما بين عامين إلى خمسة أعوام بقيمة 614 مليون دولار، وهذا هو الأهم.

ووصف أبو حسنة المؤتمر بأنّه خطوة إلى الأمام وهناك تقدّم بالنسبة للتعهدات متعددة السنوات، لكن العجز في الميزانية للعام الحالي يبلغ 60 مليون دولار، وسيصدر بيان من وكالة "أونروا" للحديث عن هذا العجز.