أعلن الأسير أمل نخلة من مُخيّم الجلزون للاجئين الفلسطينيين عن مقاطعته لمحكمة الاحتلال المختصة بالإداري، وامتنع عن حضور جلسة تثبيت اعتقاله إدارياً وذلك تزامناً مع بلوغه سن الرشد، بعد تمديده للمرة الرابعة على التوالي منذ اعتقاله مطلع العام الماضي (21/1/2021).
وأفادت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الانسان، بأنّ الحاكم العسكري الصهيوني أصدر أمراً بتجديد اعتقال أمل نخلة إدارياً قبيل يوم ميلاده الـ18، ليتجاوز سن الطفولة ويبلغ الرشد داخل سجون الاحتلال في ظل معاناته من مرض مزمن وخطير (الوهن العضلي الشديد).
ولفتت الضمير إلى أنّ نخلة أبلغ محاميه _الذي لم يحضر الجلسة أيضاً_ عبر رسالة، بمقاطعته محاكم الاحتلال، كونها "غير قانونية، ولا يؤمن بها"، منسجماً بذلك مع الخطوة الجماعية التي أعلنها المعتقلون الإداريون في سجون الاحتلال بمقاطعة المحاكم العسكرية، احتجاجاً على احتجازهم دون تهم أو محاكمة استناداً إلى ملف سريّ، وتمديد اعتقالهم باستمرار، دون تحديد موعد للإفراج عنهم ما يضاعف معاناتهم النفسية في سجون الاحتلال، حيث يبقى مصيرهم مجهولاً.
وأوضح محمود حسان من الضمير، وهو محامي أمل نخلة، أنّ المحاكمة سارية رغم عدم وجود محامي دفاع عن أمل، ما يتناقض مع أسس المحاكمة العادلة، ويتنافى مع أبسط المبادئ الإنسانية في التعامل مع طفل مريض، يحتاج إلى رعاية طبية حثيثة ومتابعة مستمرة، باعتقاله إدارياً واحتجازه في ظروف لا تراعي حالته الصحية.
من جهته، دعا مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية لحماية الأطفال وحقوقهم، ووقف استخدام الاعتقال الإداري دون توجيه تهم رسمية.
وقال في بيانٍ تعقيبي له على تمديد اعتقال الطفل أمل نخلة من مُخيّم الجلزون: لقد تم تمديد اعتقاله حتى 18 أيار/ مايو 2022، حيث تم اعتقاله إدارياً من قبل السلطات "الإسرائيلية" منذ 21 كانون ثاني/ يناير 2021 حيث قضى ما يقرب من عام في السجن دون إبلاغه بالتهم الموجهة إليه".
وتابع مكتب الاتحاد الأوروبي: "أمل يعاني من مرض مناعي ذاتي شديد ويشكل السجن خطراً كبيراً على صحته، وبموجب القانون الدولي يجب حماية الأطفال وحقوقهم، ووقف استخدام الاعتقال الإداري دون توجيه تهم رسمية".
يُذكر أنّ الاحتلال مدد اعتقال أمل للمرة الرابعة على التوالي في الثالث عشر من الشهر الجاري، فيما اعتقل في تاريخ 21 كانون الثاني/ يناير 2021، بعد 40 يوماً من الإفراج عنه من الاعتقال الأول.
وفي وقتٍ سابق، أعد "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تقريراً تحدّث عن تعرّض الطفل أمل نخلة خلال فترة اعتقاله لتعذيبٍ قاسٍ حيث جرى نقله إلى عدّة سجون، علماً أنّه يُعاني من مرضٍ نادر يُسمى Myasthenia Gravis أي (الوهن العضلي الوبيل) هو اضطراب عصبي عضلي مناعي ذاتي يؤدي إلى تذبذب وضعف العضلات والوهن ويحتاج إلى العلاج والرعاية الطبيّة كل أربع ساعات.
ويُشار إلى أنّ المعتقلين إدارياً في سجون الاحتلال (حوالي 500 معتقل) أعلنوا مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال المختصة بالأوامر الإدارية بداية العام الحالي 1/1/2022، وذلك سعياً لوقف سياسة الاعتقال الإداري، وبحلول الـ20 من الشهر الجاري ينتظم جميع المعتقلين في مقاطعتهم للمحاكم، بما في ذلك من لديهم جلسات استئناف على أوامر الاعتقال الإداري.