دعت الأمم المتحدة إلى رفع الحصار "الإسرائيلي" عن قطاع غزة فوراً، ورفع كافة القيود التي تقوض الاقتصاد الفلسطيني في القطاع وإعادة فتح وبناء المصانع التي دمرت خلال الحروب التي شنها جيش الاحتلال على قطاع غزة المحاصر منذ 15 عاماً.
وأوضح تقرير لفريق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة "أوتشا"، أنّ الوضع في قطاع غزة يمكن وصفه بالكارثي بعد 15 عاماً على حصار الاحتلال للقطاع براً وبحراً وجواً، مما رفع نسبة الفقر والبطالة ليكون الأعلى في العالم ودمر الاقتصاد وسحق شريحة واسعة من الفلسطينيين وحولهم إلى الاعتماد على المساعدات الدولية بنسبة تزيد عن 50%، يثير الحصار القلق إزاء العقوبات الجماعية وانتهاكات الاحتلال لتعهداته بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وينبغي رفع الحصار عن غزة بالكامل وفقاً لقرار مجلس الأمن 1860.
وبيّنت الأمم المتحدة أنه في يونيو 2007 فرضت سلطات الاحتلال قيوداً مشددة على تنقل الغزيين وعزلت وحاصرت القطاع براً وبحراً وجواً، مما أدى إلى عزل القطاع عزلاً تاماً تقريباً عن بقية الأرض الفلسطينية المحتلة والعالم، والحصار البري والبحري والجوي يزيد من حدة القيود السابقة بدرجة كبيرة تحد من عدد الفئات المحددة من الأشخاص والبضائع التي يُسمح بدخولها عبر المعابر التي تسيطر عليها "إسرائيل"، وقبل اندلاع الانتفاضة الثانية في العام 2000، سُجل خروج نحو نصف مليون شخص، لا سيما العمال، من غزة إلى "إسرائيل"، في شهر واحد، وخلال الأشهر السبعة الأولى من فرض الحصار، انخفض هذا العدد إلى ما يزيد عن 4,000 بقليل في المتوسط، ثم ارتفع إلى 10,400 شهريًا على مدى السنوات الثمانية التالية.
وتابع التقرير: تسبب الحصار في موت المئات من الغزيين وحتى الآن من العام 2022، لم تصادق السلطات "الإسرائيلية" إلا على 64 بالمائة من الطلبات التي قدمها المرضى لمغادرة غزة من أجل الحصول على العلاج التخصصي أساساً في الضفة الغربية، بما فيها القدس، في المواعيد المقررة لعلاجهم، وخلال السنوات السابقة، توفي مرضى وهم ينتظرون الرد على طلباتهم، كما أنّ السلطات المصرية أغلقت معبر رفح مع غزة لفترات طويلة بعد العام 2014، في أعقاب الاضطرابات السياسية التي شهدتها مصر، ولا يزال المعبر مفتوحاً في معظم الأوقات منذ منتصف العام 2018، وفُتح لمدة 95 يوماً من أصل 151 يوماً خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2022.
وأشار إلى أنّه وبسبب الحصار "الإسرائيلي" الكارثي والمدمر وغير الإنساني، انخفض عدد الشاحنات التي تغادر غزة محملةً بالبضائع إلى شاحنتين فقط في المتوسط شهرياً في العام 2009، وبعد العدوان على غزة في العام 2014، استؤنفت عمليات النقل التجاري من غزة إلى الضفة الغربية، كما استؤنفت الصادرات إلى "إسرائيل" بدءًا من آذار 2015، وفي أغسطس 2021، استُهل التصدير إلى مصر للمرة الأولى، مما رفع المتوسط الشهري للصادرات إلى 787 شاحنة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2022، وكان المتوسط الشهري يصل إلى 961 شاحنة قبل فرض الحصار، وكان عدد الشاحنات التي دخلت غزة محملة بالبضائع خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2022، وهو نحو 8000 شاحنة في الشهر، أقل بما نسبته 30%من المتوسط الشهري خلال النصف الأول من العام 2007 قبل فرض الحصار.
وحول عدد السكّان، بيّن التقرير أنّه ومنذ فرض الحصار قبل 15 عاماً، ازداد عدد السكّان في قطاع غزة بما يربو على 50%، وما يزيد الحصار ضراوة وتأثير سلبي مدمر فرض سلطات الاحتلال قيوداً جمة على الوصول إلى المناطق الواقعة على مسافة 300 متر على جانب غزة من السياج الحدودي مع الأراضي المحتلة، ولا تنعم المناطق التي تبعد عدة مئات من الأمتار عن هذا السياج بالأمان، مما يحرم آلاف المزارعين الفلسطينيين من الاستفادة من أراضيهم ومزاولة الأعمال الزراعية فيها حيث يتعرضون للقنص والاعتداء والاعتقال من قبل جيش الاحتلال.
وعن البحر ومعاناة الصيادين، قالت الأمم المتحدة إنّ بحرية الاحتلال تستهدف الصيادين في بحر غزة وتدمر وتحتجز سفنهم وتقيد الوصول قبالة ساحل غزة، ولا تسمح حالياً للصيادين إلا بالوصول إلى 50% من مناطق الصيد المخصصة لهذه الغاية بموجب اتفاقيات "أوسلو"، هذا إلى جانب الارتفاع المخيف في معدلات الفقر والبطالة في قطاع غزة جراء الحصار، حيث تعد مستويات البطالة في غزة من بين الأعلى في العالم، حيث وصل معدل العاطلين عن العمل خلال الربع الأول من العام 2022، إلى 46.6% بالمقارنة مع المتوسط الذي كان يبلغ 34.8% في العام 2006.
ووصل معدل البطالة بين الشباب وصل (الفئة العمرية 15 - 29 عاماً) إلى 62.5% خلال الفترة نفسها، ويواجه نحو 31% من الأسر في غزة صعوبات في الوفاء باحتياجات التعليم الأساسية، كالرسوم المدرسية والكتب، بسبب شح الموارد المالية، ويحتاج 1.3 مليون من أصل 2.1 مليون فلسطيني في غزة (62%) إلى المساعدات الغذائية، بحسب التقرير.
يُشار إلى أنّ مساحة قطاع غزة تبلغ 356 كيلومتراً مربعاً، ويخضع للحصار الصهيوني المُشدد براً وجواً وبحراً منذ العام 2007، والذي بموجبه تُسيطر سلطات الاحتلال بشكلٍ كامل على جميع جوانب الحياة في القطاع، إلى جانب أنّ سلطات الاحتلال تُمارس أكثر أشكال الفصل العنصري بحق أهالي القطاع من خلال حصار ما يزيد عن مليوني انسان غالبيتهم من اللاجئين الفلسطينيين لأكثر من 15 عامًا على التوالي.