قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، اليوم الأربعاء، إنّ جيش الاحتلال قرر تعزيز قواته بمئة 100 جندي إضافي، كما فعّل أمر الاستدعاء 9 الذي بموجبه يتم التجنيد فوراً في وظائف مثل سائقي سيارات الإسعاف العسكريين والمسعفين والقناصة والعاملين في المجال الطبي، وذلك على خلفية التوتر المستمر مع قطاع غزّة.

كما نقل موقع "واللا" العبري عن مصدر عسكري كبير قوله: إنّ المخاوف الجدية ما زالت قائمة من نية سرايا القدس بتنفيذ عملية انتقاماً للقيادي بسام السعدي الذي اعتقل من مخيم جنين قبل يومين.

وحول أوضاع المستوطنين في مستوطنات "غلاف غزة"، قالت الإذاعة العبرية العامة، إنّهم يسلكون طرقاً التفافية وبعضها ترابية، لتجنب الطرق الرئيسية التي أغلقها الجيش، وكل ذلك خوفاً من نيران القناصة التابعة للمقاومة في قطاع غزّة.

وإلى جانب ذلك، تواصل سلطات الاحتلال إغلاق معبري كرم أبو سالم التجاري، وبيت حانون "إيريز" المخصص للأفراد في قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي.

وأفادت مصادر محلية، نقلاً عن الهيئة العامة للشؤون المدنية في غزة، بأن سلطات الاحتلال أبلغت الهيئة استمرار إغلاق معبر بيت حانون "إيرز" شمال القطاع ومنع حركة التنقل للأفراد من وإلى غزة، ومنع تنقل العمال والتجار والحالات الإنسانية والمرضى في الاتجاهين.

ويعود سبب التوتر الحالي إلى قبل يومين، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين واعتقلت القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي، فيما ارتقى فتى خلال اشتباكات مع جيش الاحتلال.

ونشر موقع واي نت العبري، التابع لصحيفة يديعوت أحرنوت، اليوم الأربعاء، تفاصيل جديدة حول عملية اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي، من مخيم جنين مساء يوم الإثنين الماضي، حيث وصف الموقع، العملية بأنها كانت معقدة في قلب أكبر المخيمات الفلسطينية، ونيران المقاومين فتحت تجاه القوة الخاصة المتسللة حتى قبل أن يخرج أول جندي من المركبة السرية التي تسللوا عبرها، وأن العملية فعلياً كادت أن تنتهي بالفشل، بعد أشهر من الملاحقة ومحاولة اعتقال السعدي دون جدوى.

ولفت الموقع: بدأت العملية في ساعة مبكرة نسبياً عند نحو الساعة العاشرة ليلًا، عندما كان مخيم جنين للاجئين مستيقظاً وصاخباً، أعطى قائد لواء منشيه، الإشارة، ودخلت قوة من الضباط السريين "المستعربين"، إلى المخيم المزدحم بطريقة مموهة وهادئة، عبر مركبات مدنية، وذلك لخداع المسلحين الفلسطينيين الذين كانوا يجوبون أزقة وشوارع المخيم باستمرار، وكان الهدف السعدي قائد الجهاد الإسلامي بالضفة ومساعده الأيمن وصهره أشرف الجادة، حيث تم تعزيز قوة المستعربين، بقوة عسكرية من ناحال ستكون بمثابة غطاء للقوة العسكرية، لعزل بؤرة مكان العملية والتعامل مع المسلحين، وراشقي العبوات والزجاجات الحارقة الذين سيحاولون تعطيل عملية الاعتقال، وحين غادر الجنود باتجاه المنزل الذي كان بداخله السعدي، وفقاً لمعلومات استخباراتية دقيقة للشاباك، ومع سماع دوي أولى الطلقات، كانت دورية تشق طريقها سريعًا نحو المكان، قادمةً من قاعدة الجلمة.

كما أوضح الموقع: السعدي عندما سمع طلقات الرصاص والتي كانت بمثابة إنذار له، حاول "الهرب من منزله"، وفي تلك اللحظة كان الجنود يقتربون من منزله الكبير نسبياً، وحاول السعدي الاختباء في الجزء السفلي والخارجي من المنزل، لكن القوة السرية اقتحمت المنزل واستطاعت تضييق الخناق عليه من خلال سد جميع المخارج لمنعه من "الهرب"، وقبل لحظة من تمكنه من ذلك بمساعدة رشقات نارية مكثفة تصاعدت من كل اتجاه، رصده أحد الجنود وأرسل تجاهه كلب بوليسي، وحينها تم أسره في اللحظة الأخيرة، وعض الكلب "السعدي" الذي قاوم الاعتقال، بالقرب من أذنه ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة.

ويتابع الموقع: بعد اعتقال السعدي وتقييد يديه، وسط اشتباكات عنيفة، اتخذ قائد الوحدة السرية في الميدان، قراراً بالعودة إلى دخول منزل السعدي نفسه، للاحتماء ولتفتيش المبنى العالي نسبياً، ولمواجهة المسلحين من داخله، وحينها عثر على أسلحة وذخائر وأموال كان السعدي يخفيها في المنزل، فيما وصلت قوة ناحال إلى المكان، وبتنسيق مع القوة السرية، وفي ظل ظهور عشرات المسلحين، فاجأت القوة العسكرية "ناحال" تلك الخلايا من الخلاف وبادرت بإطلاق النار تجاههم، ما أدى لمقتل أحدهم (الشهيد ضرار الكفريني)، وجرح 3 آخرين، على حد رواية الموقع.

وبحسب الموقع، فإنّ تلك الليلة لم تنته عند هذا الحد، فقد أدرك الجيش مقدماً أن اعتقال السعدي سيؤثر على قيادة الحركة في قطاع غزة، ولذلك أخذ قرار بالتأهب في غلاف غزة، وأغلق الطرق وغيرها خوفاً من نيران مضادة للدبابات أو قناصة، أو إطلاق صواريخ، ولتأكيد سلامته، سارعت المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" لنشر صور السعدي لتظهر أنه بصحة جيدة، وأنّ ما نشر عن حالته حينها لم يكن صحيحاً.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد