نشر جيش الاحتلال الصهيوني، عصر اليوم الاثنين 5 أيلول/ سبتمبر، نتائج تحقيقه حول استشهاد الصحافية الفلسطينيّة شيرين أبو عاقلة في مُخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين في شهر أيار/ مايو الماضي، حيث زعم أنّه لا يمكن تحديد بصورةِ جازمة من كان وراء قتلها، مؤكداً وجود احتمال كبير في أن تكون قد قُتلت بنيران خاطئة لجنوده.
وزعم جيش الاحتلال: إنّ "فريقاً مهنياً متخصصاً" أجرى التحقيقات من المنظومة التكنولوجية للعمليات الخاصة برئاسة ضابط برتبة عقيد، مدعياً أنّ جنوده أطلقوا النار على أشخاص تم تشخيصهم كمسلحين فلسطينيين خلال معركة "تعرضت فيها قواته إلى وابل من الرصاص الكثيف والعشوائي بشكل عرض حياة الجنود للخطر" وفق قوله.
وتابع الجيش: الجنود صوبوا الرصاص نحو "المسلحين"، وربما تكون شيرين أبو عاقلة قد قُتلت نتيجة ذلك، ولا يزال احتمالٌ آخر قائماً بأن تكون أبو عاقلة قد قتلت بنيران المسلحين الفلسطينيين، على حد زعمه.
كما ذكر أنّه وفي إطار التحقيقات تم استجواب قوة الجيش التي كانت حاضرة في "الحادث"، وإجراء تحليل دقيق لمسار الأحداث، مع تحليل وفحص الصوت من مكان الحادث مباشرة، إضافة إلى فحوصات للطب الشرعي وباليستية من مكان الحادث، وفي أعقاب مطالبات متكررة، تم نقل الرصاصة لفحص باليستي بتاريخ 2 تموز/ يوليو في مختبر الطب الشرعي من قبل "هيئات مهنية إسرائيلية" حضرها ممثلون أمريكيون مختصون من قبل منسق الأمن الأمريكي (جنرال رفيع المستوى) بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية"، والفحص أظهر أنه بسبب وضع الرصاصة ونوعية العلامات التي كانت عليها "فهناك صعوبة حقيقية بعملية التشخيص حيث لم يستطع الجزم فيما اذا أطلقت أو لم تطلق الرصاصة من الجيش" على حد زعمه.
وقرّر جيش الاحتلال عدم فتح تحقيق جنائي في قضية اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، على الرغم من أن تحقيق الجيش وصل إلى إمكانية أنها قتلت برصاص جندي "عن طريق الخطأ في التشخيص".
وكانت عدّة تقارير أكّدت مسؤولية الاحتلال على قتل الصحفية الفلسطينية وزميلها، وآخرها ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إنّ جندياً تابعاً للجيش "الإسرائيلي" هو من أطلق النار وقتل أبو عاقلة، الأمر الذي ينفي ادعاء الاحتلال بأن مقتلها كان حادثاً غير مقصود، فيما فنَّدت الصحفية بناء على تحقيق موسّع أجرته ونشرت نتائجه، على موقعها الإلكتروني، الرواية "الإسرائيلية"، وراجعت فيه أكثر من 50 مقطع فيديو للواقعة والعديد من المنشورات والصور التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لم يكن هناك أي اشتباك ولم يكن هناك إطلاق نار من أي طرف فلسطيني ولا أي مقاومة ليرد جيش الاحتلال بإطلاق النار في تلك المنطقة وفي تلك اللحظة.
واستشهدت الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة الأربعاء 11 أيّار/ مايو عند مدخل مُخيّم جنين، إثر اصابتها برصاصة حيّة في رأسها، حيث كانت الزميلة أبو عاقلة تقوم بتغطية الأحداث في المُخيّم برفقة مراسل صحيفة "القدس" علي سمودي الذي أصيب هو الآخر بجروح متوسطة بعد إصابته بطلق ناري في الظهر، ووصفت حالته بالمستقرة.