سلّمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إلى جانب الاتحاد الدولي للصحفيين، وأنطوان أبو عاقلة شقيق الصحفيّة الفلسطينيّة شيرين أبو عاقلة، اليوم الثلاثاء 20 أيلول/ سبتمبر، ملف الشكوى القانونية الرسمية بقضية اغتيالها، لمكتب النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية في مدينة "لاهاي" الهولندية.
وفي نيسان/ أبريل 2022، تم تقديم بلاغ سابق إلى الجنائية الدولية، لفتح تحقيق في الاستهداف الممنهج للصحفيين الفلسطينيين (بمن فيهم أحمد أبو حسين، ياسر مرتجى، ومعاذ عمارنة، ونضال اشتية)، والبنية الإعلامية من قبل قوات الجيش، حيث كان جميع الصحفيين الممثلين في كلا الشكوتين يرتدون سترات صحفية عليها علامات واضحة، في الوقت الذي تم استهدافهم فيه.
ويمثل هذا للمرة الأولى فرصة حقيقية لمساءلة سلطات الاحتلال المتهمة بسياستها باستهداف الصحفيين، ويمكن أن يؤدي إلى تحقيق رسمي من قبل مكتب المدعي العام، وملاحقات قضائية محتملة.
ويُشار إلى أنّه سيتم تنظيم مؤتمر صحفي في لاهاي، للإعلان عن فحوى الشكوى وحيثياتها حول استشهاد أبو عاقلة، وإصابة الصحفي علي سمودي، واستهداف الصحفية شذى حنايشة، أثناء تغطيتهم لاقتحام قوات جيش الاحتلال لمُخيم جنين، في الحادي عشر من أيّار الماضي.
وكانت عدّة تقارير أكّدت مسؤولية الاحتلال على قتل الصحفية الفلسطينية وزميلها، وآخرها ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إنّ جندياً تابعاً للجيش "الإسرائيلي" هو من أطلق النار وقتل أبو عاقلة، الأمر الذي ينفي ادعاء الاحتلال بأن مقتلها كان حادثاً غير مقصود، فيما فنَّدت الصحفية بناء على تحقيق موسّع أجرته ونشرت نتائجه، على موقعها الإلكتروني، الرواية "الإسرائيلية"، وراجعت فيه أكثر من 50 مقطع فيديو للواقعة والعديد من المنشورات والصور التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لم يكن هناك أي اشتباك ولم يكن هناك إطلاق نار من أي طرف فلسطيني ولا أي مقاومة ليرد جيش الاحتلال بإطلاق النار في تلك المنطقة وفي تلك اللحظة.
واستشهدت الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة الأربعاء 11 أيّار/ مايو عند مدخل مُخيّم جنين، إثر اصابتها برصاصة حيّة في رأسها، حيث كانت الزميلة أبو عاقلة تقوم بتغطية الأحداث في المُخيّم برفقة مراسل صحيفة "القدس" علي سمودي الذي أصيب هو الآخر بجروح متوسطة بعد إصابته بطلق ناري في الظهر، ووصفت حالته بالمستقرة.