يشكّل سوق الأسماك في مُخيّم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزّة مصدر ازعاج وقلق كبيرٍ لسكّان المُخيّم؛ لا سيما مع انتشار الروائح الكريهة الناتجة من وراء عملية تنظيف الأسماك والمياه الجارية في شوارع المُخيّم.
عملية التنظيف والمياه الناتجة عنها تتسبّب بروائح كريهة، وأيضاً تهدّد بانتشار الأمراض المختلة، وخاصة مع زيادة الطلب على الأسماك في شهر رمضان، وسط اتهاماتٍ لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" المسؤولة عن تنظيف المُخيّم بالتقصير في هذا الأمر.
يقول المهندس نصر أحمد، رئيس اللجنة الشعبيّة في مُخيّم الشاطئ لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ سكّان المُخيّم في منطقة السوق يُعانون بشكلٍ كبير من الروائح الكريهة المنبعثة من سوق السمك الواقع ضمن نفوذ بلدية غزة وإشرافها، فهي تقوم بجمع القمامة من منطقة السوق بشكلٍ يومي، ولكن المياه الجارية من وراء عملية تنظيف الأسماك على الطريق ينتج عنها روائح كريهة للغاية و"نتنة".
ويُشير المهندس أحمد أنّه جرى التوجّه إلى وكالة "أونروا" عدّة مرّات بصفتها المسؤولة عن المُخيّم بكافة أركانه كي تضع حلاً لهذه المشكلة بالتعاون مع بلدية غزة؛ وذلك من خلال إقامة سوق حضاري للسمك ضمن مواصفات صحيّة تتيح التخلّص من مياه الصرف الناتجة عن غسل الأسماك وتنظيفها والتخلّص من مخلفاتها بطريقةٍ تحد من انبعاث الروائح والمكاره الصحيّة.
ويُتابع رئيس اللجنة الشعبيّة في المُخيّم: طالبنا بأن تجد هذه المشكلة آذاناً صاغية لدى وكالة "أونروا" وبلدية غزة حفاظاً على صحة اللاجئين الفلسطينيين، خاصّة وأنّنا على أبواب فصل الصيف الذي ينتشر فيه "الباعوض" والذباب والحشرات المختلفة بكثرة مما يتسبّب بأمراض كثيرة للاجئين الفلسطينيين ومكاره صحيّة، لكن دون جدوى.
ويوضّح المهندس أحمد في ختام حديثه لموقعنا، أنّ استمرار هذه المشكلة وما ينتج عنها من روائح وأمراض مختلفة قد يتسبّب في ارهاق موازنة الصحة لدى وزارة الصحة ووكالة "أونروا"، بينما يمكن الاستفادة من هذه الأموال في مشاريع أخرى تخدم اللاجئين في مُخيّم الشاطئ لو جرى علاج المشكلة الأساسيّة.
ويُشار إلى أنّ سكّان منطقة السوق قدّموا العديد من الشكاوى لبلدية غزة في أوقاتٍ سابقة، وقامت بإلزام الباعة من خلال البيع من داخل المحلات فقط، إلّا أنّها لا تتابع هذه الظاهرة باستمرار فيخرج الباعة للبيع في شوارع المُخيّم وأمام محلاتهم ويتسبّبون بهذه المشكلة المستمرة.
ويعتبر مُخيّم الشاطئ ثالث مُخيّمات اللاجئين في قطاع غزّة، وواحداً من أكثرها اكتظاظاً بالسكان، حسب "أونروا"، ويُعرف بهذا الاسم بسبب موقعه قبالة شاطئ البحر، ويُعد مسكناً لأكثر من 80 ألف لاجئ يسكنون جميعهم في بقعة لا تزيد مساحتها عن 0.52 كيلو متر مربع فقط.