ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر اليوم الاثنين 23 مايو/ أيار، مجزرة جديدة طالت مُخيّم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في نابلس بالضفة المحتلة، إذ راح ضحيتها 3 شهداء، وأصيب 6 آخرون بينهم إصابات بجراحٍ خطيرة.
الصور ومقاطع الفيديو التي خرجت من المُخيّم فور انسحاب جنود الاحتلال الذين قدّر عددهم بالمئات، أظهرت دماراً واسعاً في عدّة منازل ومرافق داخل المُخيّم، فيما تكبّد السكّان خسائر كبيرة جرّاء هذا العدوان.
رئيس اللجنة الشعبيّة لخدمات مُخيّم بلاطة أحمد ذوقان يقول لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": عشنا في المُخيّم ليلة مرعبة، اقتحم عدد كبير من جنود الاحتلال المُخيّم بأكثر من 400 جندي قرابة الساعة الواحدة ليلاً من جميع مداخل المُخيّم التي أغلقوها جميعهاً بالدوريات والجنود، كما نصبوا القناصة على أسطح المنازل العالية في محيط المُخيّم، وداهموا عدداً كبيراً من المنازل التي عاثوا فيها خراباً وفساداً واسعاً.
ويُبيّن ذوقان: اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال المقتحمة للمُخيّم نتج عنها استشهاد ثلاثة شبّان، وأصيب عدد آخر من الشباب والنساء جميعهم تم نقلهم إلى المشافي، ومن بين الإصابات هناك حالة صعبة نتمنى أن يتعافوا جميعاً بأسرع وقتٍ ممكن، وهذا إلى جانب تدمير عددٍ من المنازل من بينها منزل تم تدميره بشكلٍ كامل مع تضرّر المنازل المجاورة له، فيما عمد جنود الاحتلال إلى اقتحام عدد كبير من المنازل والتحقيق مع سكّانها بشكلٍ ميداني واعتقال مجموعة من الأهالي الذين أفرجوا عن بعضهم والبعض الآخر ما زال معتقلاً.
11 شهيداً في مخيم بلاطة منذ بداية العام
ويُؤكّد ذوقان لبوابة اللاجئين، أنّ الوضع سيئ للغاية داخل المُخيّم عقب هذه المجزرة، والأهالي يعيشون حالة من الحزن والغضب بعد ارتقاء الشبّان الثلاثة، خاصّة وأنّ هذا الاقتحام يأتي في أعقاب اقتحامٍ مماثل حصل قبل قرابة أسبوع، وارتقى خلاله اثنان من شبّان المُخيّم، ومنذ بداية العام الجاري 2023، ارتقى من مُخيّم بلاطة فقط 11 فلسطينياً، لذلك فإنّ الأجواء صعبة للغاية داخل المُخيّم المكتظ بالسكّان على مساحة جغرافيّة ضيّقة للغاية.
وبارتقاء الشبان الثلاثة في مُخيّم بلاطة، ترتفع حصيلة الشهداء برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين منذ بداية العام الجاري إلى 156 شهيداً، 36 منهم في قطاع غزة، وبينهم 26 طفلاً.
وحول حجم الأضرار في المُخيّم، يُشير ذوقان إلى أنّ هذا الدمار الواسع في شوارع وأزقّة المُخيّم يعكس حقداً واضحاً على مُخيّم بلاطة وسكّانه، وهذا حتى ينعكس من خلال تهديداتهم المستمرة بأنّهم سيقومون باجتياح المُخيّم بشكلٍ كامل للقضاء على المقاومة داخله، وهذا الحقد موجود تجاه المُخيّم منذ ما قبل الانتفاضة الأولى في العام 1987، والانتفاضة الثانية في العام 2000 وما بينهما، لذلك مُخيّم بلاطة لم يكن يوماً في حالة استراحة أو نزهة، بل معرّض دوماً لاقتحامات جيش الاحتلال الذي يتعمّد خلالها تدمير كل محتويات ومكنوّنات المُخيّم.
ويلفت ذوقان، إلى أنّ مرافق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مغلقة داخل المُخيّم؛ بسبب الأزمة القائمة بينها وبين اتحاد العاملين، الأزمة القائمة بينها وبين اتحاد العاملين، وهذا ما يُصعّب من الأوضاع على اللاجئين وظروف حياتهم داخل مُخيّم بلاطة، وخاصّة الجوانب الصحيّة والتعليميّة، مُشيراً إلى أنّ "أونروا" لا تلقي بالاً لكل ما يجري في المُخيّم من معاناةٍ حقيقيّة بفعل كل هذه العوامل المختلفة.
أمّا بشأن مسؤوليّة جبر الضرر، أو ترميم ما دمره الاحتلال في المُخيّم، يرى ذوقان في ختام حديثه مع "بوابة اللاجئين"، أنّ المسؤوليّة مشتركة بين عدّة جهات، ولكن بالأساس هي مسؤوليّة وكالة "أونروا" المضرِبة عن عملها للأسف، وهناك لجنة مشتركة في نابلس مكوّنة من وزارة الأشغال والمحافظة وبعض الوزارات الأخرى تقوم بتقييم الأضرار من وقتٍ إلى آخر، ونحن في اللجنة الشعبيّة للمُخيّم من خلال دائرة شؤون اللاجئين ورئاسة الوزراء نعمل قدر المستطاع من أجل ترميم ما نستطيع ترميمه داخل المُخيّم ووفق الإمكانات المتاحة، لا سيما وأنّها ليست المرّة الأولى التي يتعرّض فيها مُخيّم بلاطة لعمليات الهدم والتفجير.
ويُشار إلى أنّ لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس أعلنت الإضراب الشامل منذ صباح اليوم حداداً على أرواح الشهداء الثلاثة الذين ارتقوا في عدوان الاحتلال فجر اليوم، وهم: فتحي جهاد عبد السلام رزق (30 عاماً) وعبد الله يوسف محمد أبو حمدان (24 عاماً) ومحمد بلال محمد زيتون (32 عاماً).
وفي الثالث عشر من شهر مايو الجاري، استشهد شابان من سكّان المُخيّم بعد قنصهم من جنود الاحتلال التي شنّت عدواناً واسعاً على مُخيّم بلاطة، وذلك بعد أن حاصرت أحد المنازل في المُخيّم، وطالبت من فيه بتسليم أنفسهم، وهددتهم بتفجير المنزل على رأس من فيه، حيث ارتقى شابان من سكّان المُخيّم بعد قنصهم من جنود الاحتلال.
ويُعتبر مُخيّم بلاطة للاجئين الفلسطينيين الذي يقع في المنطقة الشرقيّة من نابلس، من أكبر مُخيّمات الضفة المُحتلّة من حيث عدد السكّان، حيث تجاوز عددهم (23) ألف لاجئ مُسجّل لدى وكالة "أونروا"، يعيشون على مساحة قرابة ربع كيلو متر مربع، وكثافة سكانيّة خانقة، انعكست مع ظروفٍ أخرى على مناحي حياة الأهالي في المُخيّم.