أعلنت رئاسة المؤتمر العام لاتحادات العاملين في مناطق عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الخميس 15 يونيو/ حزيران، عن خطواتٍ مساندة وداعمة للحراك النقابي للموظفين في إقليم الضفة الغربيّة.
وجاء ذلك خلال اجتماعٍ عقده المؤتمر العام الممثل لجميع اتحادات العاملين في مناطق عمليات "أونروا" الخمس، حيث جرى الاجتماع بحضور كافة الاتحادات السبعة لمناقشة أزمة الضفة الغربية والآليات التي من شأنها إنهاء الأزمة وتحقيق مطالب العاملين.
وأعلن المؤتمر عن التوقّف عن العمل يوم الاثنين القادم الموافق 19 حزيران الساعة العاشرة صباحاً ولمدة ساعة في كافة الأقاليم.
وقرّر المؤتمر، الدعوة لعقد اجتماع للمؤتمر العام بعد إجازة عيد الأضحى، من أجل مناقشة ومتابعه مطالب الموظفين في إقليم الضفة.
وخلال الاجتماع، أكَّد المجتمعون على ضرورة وحدة الصف والوقوف خلف رئاسة المؤتمر العام في هذا الظرف الصعب لتفويت كافة الفرص على كافة الأطراف التي من شأنها اضعاف المؤتمر العام والعمل النقابي، وحتى لا تضيع حقوق الموظفين واللاجئين الذين يعتمدون بشكلٍ أساسي على خدمات وكالة "أونروا".
وبحسب بيانٍ للمؤتمر، فقد تم اطلاع ممثلي الاتحادات على آخر نسخة من التفاهمات التي حصلت برعاية من الوسطاء في الضفة الغربية، إذ عبّر المجتمعون عن استغرابهم من عدم التوقيع على التفاهمات من جانب إدارة الوكالة، لا سيما أنّ الإدارة أبدت موافقتها على كثير من بنود هذه التفاهمات في الرسالة التي صدرت مؤخراً من قبل الإدارة.
ومن مخرجات الاجتماع، فإنّ رئيس المؤتمر العام سيقوم بالتواصل الفوري مع الإدارة من أجل تذليل كافة النقاط الخلافية للتوصّل لتثبيت الاتفاق من أجل انهاء الأزمة في الضفة، فيما سيبقى المؤتمر العام في حالة انعقاد دائم إلى حين حل هذه الأزمة بما يحفظ كرامة وحقوق الموظفين وممثليهم.
ويوم أمس، أصدرت اللجان الشعبيّة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالضفة المحتلة، بياناً لها عبّرت فيه عن رفضها المطلق للأوضاع الحالية التي وصلت لها المخيمات بسبب توقف كامل خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" جرّاء استمرار أزمة إضراب الموظفين في إقليم الضفة.
وقالت اللجان: إنّ إضراب الموظفين ما زال مستمراً بسبب سياسة الاستهتار من قِبل المفوض العام لوكالة "أونروا" فليب لازاريني، إذ يستمر المفوّض بالاستهتار بكافة مكنونات الشعب الفلسطيني وقياداته السياسية، حيث لم يأخذ كافة التحذيرات من المكتب التنفيذي للاجئين على محمل الجد، مصادراً حقوق أكثر من 50 ألف طفل وطفلة من أطفال اللاجئين في حقهم بالتعليم الأساسي والحياة الكريمة وحق اللاجئين بالعلاج والدواء ضارباً بعرض الحائط كافة المبادرات والجهود المبذولة.
وقبل أيّام، أكَّد المتحدّث باسم اتحاد العاملين في وكالة "أونروا" في إقليم الضفة المحتلة رائد عميرة، أنّ قضية إضراب العاملين في وكالة الغوث بالضفة شهدت خطوات جيدة، والكثير من التفاهمات حصلت من قبل المكتب التنفيذي مع إدارة "أونروا"، بوساطة منظمة التحرير ودائرة شؤون اللاجئين والمكتب التنفيذي للخدمات بالضفة.
وأوضح عميرة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّه تم الخروج من الاجتماع الأخير بورقة تفاهمات ما بين وكالة "أونروا" ومنظمة التحرير، من أجل مناقشتها وترجمتها من قبل إدارة الغوث، وإنهاء الإضراب في الوكالة، وكان المتفق عليه أن يتم تنفيذ هذا الاتفاق اليوم، إلّا أنّنا تفاجئنا بعد الساعة العاشرة مساء الأحد، بأن المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني وزّع تعميماً خطيراً للزملاء ينفي كل ما تم الاتفاق عليه فيما بينهم وبين منظمة التحرير، من حل وإنهاء للإضراب في الوكالة.
وفي سياق الرد على تدهور الأوضاع في المُخيّمات، أغلق أهالي المُخيّمات بالضفة المحتلة الشوارع الرئيسية، احتجاجاً على تقصير وكالة "أونروا" وتراكم النفايات نتيجة إضراب الموظفين في الوكالة، وهذا إلى جانب عشرات الوقفات التي نظمتها اللجان الشعبيّة في المُخيّمات المختلفة بالضفة رفضاً لاستمرار الأزمة بين "أونروا" واتحاد العاملين.
وتنعكس هذه الأزمة المستمرة سلباً وبشكلٍ خطير على مُخيّمات اللاجئين في الضفة المحتلة، إذ توقّفت خدمات "أونروا" وأصبحت شوارع المُخيّمات تعج بالنفايات، وسط تحذيراتٍ من جهاتٍ عدّة من خطر تحوّل المُخيّمات إلى مكاره صحيّة تنتشر فيها الأمراض والأوبئة، حيث نظّم اللاجئون في الأيّام الماضية وخاصّة في مُخيّمي الدهيشة والفوار عدّة وقفات رافضةٍ لانهيار قطاع الخدمات في المُخيّمات جرّاء استمرار هذه الأزمة.
وتفجّرت الأزمة في شهر مارس، حيث أعلن الاتحاد عن استئناف الإضراب الشامل والمفتوح في جميع القطاعات التابعة لوكالة "أونروا"، كاشفاً أنّ هذا التصعيد يأتي بعد فشل المفاوضات مع إدارة الوكالة، وبسبب عدم احترام إدارة الوكالة للمبادرة التي تقدّمت بها السلطة الفلسطينيّة ومنظمة التحرير بكل مكوناتها في التاسع من شباط من العام الحالي.