ناقشت لجنة وزارية مكلّفة من الحكومة " الإسرائيلية" خطّة جديدة تقدم بها وزير متشدد بالحكومة الصهيونية، وتهدف إلى " منع تكاثر" البدو الفلسطينيين في منطقة النقب واتباع عدّة خطوات لعزلهم وتفكيك مجتمعهم القائم منذ آلاف السنين.
الخطة التي قدمها ما يسمى بـ " وزير شؤون الشتات اليهودي" عميحاي شيكلي، يوم 29 من حزيران/ يونيو الفائت، تنص على " خلق مسار سيمنع تكاثر بدو النقب لمنع سيطرتهم ديمغرافياً على النقب في غضون الـ 25 عاماً المقبلة."
وبحسب الوزير الصهيوني، فإنّ الخطّة وضعت" من باب أنّ الفلسطينيين في النقب سيسيطرون في غضون 25 عاماً على النقب بالكامل، وذلك نظرًا لأن النمو السكاني كبير وسرعان ما سيصل في هذه المنطقة ما بين نصف مليون إلى 700 ألف فلسطيني، وهو خسارة إسرائيل للنقب أمام البدو".
وتقضي الخطّة، بوضع مسار يوقف تكاثر البدو، عبر "منع تعدد الزوجات في صفوف البدو وتعزيز وحدات الشرطة في مناطقهم."
كما تتضمن الخطّة، حصر البدو في أربعة تجمعات سكانية أساسية، وهي: (رهط، وحورة، وشمال عراد، وبيرهداج) وإخلاء التجمعات الأخرى وتفكيكها، خاصة منطقة أم حيران، وإنشاء مناطق تطوير، على حساب أراضي وممتلكات الفلسطينيين بميزانية قدرها 18 مليون شيكل.
وستشمل "خطة التطوير" إنشاء إقامة 13 تجمعاً سكنياً يهودياً بعد هدم عشرات القرى الفلسطينية في النقب.
ويستهدف الاحتلال منذ عقود، بدو منطقة النقب عبر الهدم المتكرر لقراهم، وتنفيذ ممارسات ممنهجة لتهجيرهم من منطقة بادية النقب التي تعتبر موطناً للبدو منذ آلاف السنين وأحد أقدم أنماط العيش في المنطقة، موصولةً مع البوادي العربية في سيناء وسوريا حتى الحجاز.
وتعتبر قرية العراقيب في النقب، من أكثر القرى استهدافاً بعمليات الهدم، حيث بلغت عمليات هدمها خلال العام 2022 الفائت 15 مرّة، فيما بلغت محاولات هدمها 218 مرّة منذ العام 2010.
وكانت المنسقة الإداريّة لمنظمة "بدو بلا حدود" هند هاجر سلمان من النقب المحتل قد قالت لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين في وقتٍ سابق: إنّ سياسات الاحتلال ضد أهل النقب ليست بجديدة، بل تأتي في سياق السياسات المرتكبة بحق كل السكّان في فلسطين، لكنّ قرى النقب تتعرّض للهدم بمعدّل يومين في الأسبوع "الإثنين والأربعاء" ويتم هدم البيوت ومصادرة الأراضي وتدمير المحاصيل الزراعيّة للسكّان بشكلٍ دوري.
وأردفت هند: صمودنا في أراضينا وعدم تركها والرحيل عنها هو كلمة السر، فمثلاً قرية العراقيب تهدم دائماً من قِبل سلطات الاحتلال، ولكنّ ماذا يفعل أهالي هذه القريّة بعد كل عملية هدم؟ يعودون لبناء مساكنهم البسيطة من جديد، وفعلاً كما نقول بيننا في النقب: "همّا بيهدموا وإحنا بنرجع نبني".
وكان بوابة اللاجئين الفلسطينيين قد نشر ورقة حقائق تحت عنوان (العراقيب.. نموذج لنضال العودة وإمكانياته) عرضت نضال العودة والصمود الذي يخوضه أهالي العراقيب، كنموذج لكفاح الفلسطينيين من أجل البقاء، العودة، وتقرير المصير، وأيضاً الطبيعة الإجرامية للمشروع الاستعماري التي تجسدها سياساته تجاه أهالي العراقيب وعموم الفلسطينيين.