اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين أجهزة أمن السلطة ومقاومين، فجر اليوم الأربعاء 2 أغسطس/ آب، في مدينة جنين ومخيم اللاجئين فيها شمال الضفة المحتلة، وذلك على خلفية استمرار اعتقال السلطة لخالد عرعراوي عم الشهيد مجدي عرعراوي ووالد الجريح كمال عرعراوي.
وبحسب مصادر محلية، فإنّ الاشتباكات العنيفة اندلعت بين الأجهزة الأمنية ومقاتلين في المدينة والمخيم بسبب رفض أمن السلطة الإفراج عن خالد عرعراوي، حيث اقتحم عناصر السلطة مستشفى جنين الحكومي وتحصّنوا فيها وأطلقوا النار صوب منازل في مخيم جنين.
الشارع في حالة احتقانٍ كبير
ورداً على ذلك، أطلق مسلحون النار بكثافة نحو مقر المقاطعة التابع للسلطة في جنين، وسط أجواءٍ متوترّة بين سكّان المخيم والمدينة.
وتعقيباً على ذلك، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين جمال محاميد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ ما جرى مرفوض، وخاصّة حملة الاعتقالات السياسيّة المستمرة، ولكن الشارع في حالة احتقانٍ كبير، لا سيما وأنّ هذه الاعتقالات تأتي تحت عنوان "اعتقال المخالفين وأصحاب الجرائم الجنائية".
هناك عدّة طرق لحل الإشكاليات وليس بالاشتباك وإطلاق النار وترويع السكّان
ويضيف محاميد: الأهالي ينفون ذلك كلياً، فلا يوجد شيء مخفي بين الناس، ومن عليه جرائم جنائية نحن مع القانون ويجب محاسبته، ولكن لا يجب التعامل مع جنين بهذه الطريقة، خاصّة وأنّنا منذ فترةٍ بسيطة خرجنا من عدوانٍ مدمّر شنّه الاحتلال على مخيم جنين.
ويؤكد محاميد وجود حالة استياء كبيرة بين الأهالي، خاصّة وأنّ هناك عدّة طرق لحل الإشكاليات -في حال وجودها- وليس بالاشتباك وإطلاق النار وترويع السكّان بحجة إلقاء القبض على "مخالفين للقانون"، لكنّ الأهالي يؤكّدون أنّها اعتقالات سياسيّة وطاولت 4 فصائل فلسطينيّة هي: فتح، حماس، الجهاد الإسلامي، الجبهة الديمقراطيّة.
الفصائل مقصّرة
وحول دور الفصائل الفلسطينيّة للتدخّل ووضع حدٍ لهذه الحملة الأمنية، يؤكّد محاميد: الفصائل مقصّرة إلى حدٍ ما، وإن كانت هناك جهود لوقف حملة الاعتقالات فهي متواضعة، مُشدداً على أنّ المطلوب من الفصائل الاجتماع مع قيادة الأجهزة الأمنية ومحافظ جنين على سبيل المثال ووضع النقاط على الحروف، وإذا كان هناك شخص فعلاً مخطئ فليتم مصارحة الجمهور بذلك والابتعاد عن اعتقال أي أحد دون كشف تفاصيل وأسباب اعتقاله والاكتفاء بالقول "لا نرغب بالتصريح في هذا الوقت" كما تقول دائماً الأجهزة الأمنيّة.
ويضيف محاميد: أنّ ما زاد من حدّة التوتر داخل مخيم جنين والمدينة، هو أنّ هذه حملة الاعتقالات جاءت بعد عدوانٍ شرس شنّه الاحتلال، والأوضاع في المخيم بالأساس صعبة ولا تطاق.
خطوات احتجاجيّة قادمة
ومن جهتها، دعت مساجد مخيم جنين من خلال بيانٍ تلته عبر مكبرات الصوت، أجهزة السلطة للإفراج عن خالد عرعراوي الذي اعتقل دون أية تهمةٍ قانونية.
وقال البيان: إنّ هذه الاعتقالات تأتي في طل الظروف التي نمر بها والصمود الأسطوري الذي تسجله مقاومتنا الباسلة، تقوم السلطة الفلسطينية بتمرير مخطط العقبة وشرم الشيخ بالتضييق على المقاومين وكل من ينصرهم، لذلك على السلطة أن تتركنا وشأننا، لا نطلب منهم أن يدافعوا عنّا ولا أن يقاتلوا بالنيابة عنّا، فقط كل ما نطلبه منهم وقف الاعتقالات السياسيّة وترك المقاومة وشأنها".
وجاء في البيان: "من الآن فصاعداً سيكون هناك خطوات تصعيدية، ولن نترك العم خالد وحده، ونقول لكل قيادات السلطة لا نريد أن نراكم داخل مخيمنا لأنه لا يجوز تطبيق دور المهرج، ففي مكاتبكم ترسمون الخطط ضدنا، وأمامنا تطبقون دور الأب الحنون".
ويُشار إلى أنّ أجهزة أمن السلطة اعتقلت خالد عرعراوي في 16/7/2023 على خلفية صراخه محتجاً على ترك مخيم جنين يواجه الاحتلال وحده، وهو والد الجريح كمال وعم الشهيد مجدي عرعراوي، حيث يطالب أهالي مخيم جنين بالإفراج عنه احتراماً لتاريخه النضالي وتضحيات عائلته.