حملت عائلات مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة المحتلة، محافظ جنين أكرم الرجوب وقادة الأجهزة الأمنية مسؤولية الأحداث الأخيرة والاشتباكات التي شهدها مخيم جنين.

ودعت عائلات مخيم جنين في بيانٍ مشتركٍ لها، أجهزة أمن السلطة للتوقّف عن اقتحام المخيم وملاحقة المقاومين والسكّان.

وجاء في بيان سكّان المخيم: في الوقت الذي لا زلنا نلملم جراحنا، بعد اجتياح مخيم جنين، وعدوان الاحتلال، تفاجأنا الليلة الماضية بشن أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالات ضد عدد من الشبان من مخيم ومدينة جنين.

وشدّدت العائلات، أنّ غالبية من تم اعتقالهم شارك في الدفاع عن المخيم، والتصدي لعدوان الاحتلال قبل أيام، مُشيرةً إلى أنّ العائلات بذلت جهوداً كبيرة عبر التواصل مع قادة الأجهزة الأمنية، لمنع حملة الاعتقالات، وحاول بعضهم التعاون، لكن أصر غالبية قادة الأجهزة على تنفيذ قرار اللجنة الأمنية المشتركة بتنفيذ حملة الاعتقالات، وهو ما دفع بوقوع الاشتباكات المسلحة.

وتابعت العائلات: ضغطنا على الشبان بشكل كبير بمنع الاشتباك مع الأجهزة الأمنية، لكن إصرار الأجهزة الأمنية على الاقتحام، بدعوى وجود قرار من أعلى مستوى بتنفيذ الحملة، هو ما فاقم من الوضع الأمني الذي لا زال متوتراً، وقابلاً للانفجار، خاصة بعد تهديدات وصلت للشبان عبر الأجهزة الأمنية بأنهم ماضون في حملة الاعتقال، حتى لو وقع ضحايا لذلك.

وطالبت العائلات بوقف فوري لحملة الاعتقالات في مدينة جنين، وإطلاق سراح الشبان الذين تم اعتقالهم، وعدم اقتحام المخيم من قبل الأجهزة الأمنية، وتجنيبه نتائج ذلك، مُؤكدةً أنّ شباب المدينة يدافعون عن المدينة في وجه الاحتلال، وأن سلاحهم سيوجه للاحتلال فقط.

يوم أمس، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين جمال محاميد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ ما جرى مرفوض، وخاصّة حملة الاعتقالات السياسيّة المستمرة، ولكن الشارع في حالة احتقانٍ كبير، لا سيما وأنّ هذه الاعتقالات تأتي تحت عنوان "اعتقال المخالفين وأصحاب الجرائم الجنائية".

ويضيف محاميد: الأهالي ينفون ذلك كلياً، فلا يوجد شيء مخفي بين الناس، ومن عليه جرائم جنائية نحن مع القانون ويجب محاسبته، ولكن لا يجب التعامل مع جنين بهذه الطريقة، خاصّة وأنّنا منذ فترةٍ بسيطة خرجنا من عدوانٍ مدمّر شنّه الاحتلال على مخيم جنين.

الفصائل مقصّرة

وحول دور الفصائل الفلسطينيّة للتدخّل ووضع حدٍ لهذه الحملة الأمنية، يؤكّد محاميد: الفصائل مقصّرة إلى حدٍ ما، وإن كانت هناك جهود لوقف حملة الاعتقالات فهي متواضعة، مُشدداً على أنّ المطلوب من الفصائل الاجتماع مع قيادة الأجهزة الأمنية ومحافظ جنين على سبيل المثال ووضع النقاط على الحروف، وإذا كان هناك شخص فعلاً مخطئ فليتم مصارحة الجمهور بذلك والابتعاد عن اعتقال أي أحد دون كشف تفاصيل وأسباب اعتقاله والاكتفاء بالقول "لا نرغب بالتصريح في هذا الوقت" كما تقول دائماً الأجهزة الأمنيّة.

ويضيف محاميد: أنّ ما زاد من حدّة التوتر داخل مخيم جنين والمدينة، هو أنّ هذه حملة الاعتقالات جاءت بعد عدوانٍ شرس شنّه الاحتلال، والأوضاع في المخيم بالأساس صعبة ولا تطاق.

واندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة فجر أمس الأربعاء بين مقاومي مخيم جنين وأجهزة أمن السلطة، عقب تصدي أمن السلطة لمسيرة خرجت في المخيم للمطالبة بالإفراج عن المقاومين وذويهم.

وفي الآونة الأخيرة كثّفت أجهزة أمن السلطة بالضفة من اعتقال المقاومين والناشطين السياسيين في ظل تصاعد المقاومة ضد الاحتلال وخاصّة من أبناء مخيمات اللاجئين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد