أكد محامي الناشط الفلسطيني ورئيسِ "مؤتمر فلسطينيي أوروبا" أمين أبو راشد المعتقل لدى السلطات الهولندية منذ نحو شهرين، أنّ اعتقاله جاء "دون مسوغ قانوني واضح، وتم حسب الأهواء والانسياق لادعاءات إسرائيل".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد أمس الخميس 24 آب/ أغسطس، عقد بهدف إطلاق حملة للمطالبة  بالإفراج عن الناشط أبو راشد في مدينة روتردام الهولندية، حضره محامي أبو راشد والناشط الهولندي "أوسكار بيرغامين" وزوجة الناشط أبو راشد.

وعرضت تطورات الوضع القانوني للناشط أبو راشد خلال شهرين من اعتقاله الذي تم في حزيران/ يونيو الفائت، وهو ناشط فلسطيني يرأس مؤتمر فلسطينيي أوروبا الذي عقد في أيار/ مايو الفائت في مدينة مالمو السويدية.

وقال محامي الدفاع خلال المؤتمر الصحفي: بأن جلسة استماع في المحكمة ستعقد في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، مشيراً إلى أنّه حتى ذلك الوقت لا يمكن نشر تفاصيل كثيرة حول القضية.

وأضاف المحامي "نايك بريمن": أعرف أمين شخصيّاً وهو ناشط فلسطيني، الادعاء العام اعتقله بتهمة تمويل جمعيات "إرهابية"، وهنا كانوا قد أعلنوا أن أمين حوّل ما يقارب 5.5 مليون يورو إلى حركة حماس، والآن يوجد تحقيق جار عن طريق الادعاء العام لا نستطيع الحديث عن تفاصيله.

وقال المحامي: ما يفاجئنا نحن بملف أمين على نحو متواصل هو أنه يتم الاعتماد على تقارير تمت كتابتها عن طريق مصادر خارج هولندا، وهذه التقارير جميعها تأتي "ملونة"، مضيفاً: "للأسف أن هولندا هي أحد البلدان القليلة في أوروبا التي لديها اعتقال على ذمة التحقيق، وبينما يأخذ التحقيق مجراه فهو غير معروف لدينا إلى متى سيتم الاعتقال، وما أجده غريباً في هذه الملف أنه لم يتم استدعاؤه من قبل إلى مركز الشرطة، والملف لم يكتمل لدى الادعاء العام إلى يومنا هذا".

نتوقع تضييق اللوبي الصهيوني على المتضامنين مع حملة أبو راشد الذي يعاني من وضع صحي صعب

بدوره، أكد الناشط وصديق أبو راشد "أوسكار بيرغامين، أنّ أبو راشد يعاني من وضع صحي صعب، وطالب بمحاكمته في المنزل، ودعا إلى إيصال صوته والقتال من أجل رفع الظلم عنه.

وقال بيرغامين: نتوقع تضيق اللوبي الصهيوني على المتضامين مع حملة أبو راشد، ودعا إلى الانضمام إلى حملة التضامن من خلال التواصل معه، مشيراً إلى أن لا أدلة قوية موجودة لاتهام أبو راشد، "لأن الادعاء اعتمد على تقارير خارجية، فهم ليس لديهم أرضية ثابتة للوقوف عليها في توجيه الاتهام لأمين أبو راشد."

زوجي معتقل استجابة لرغبة "إسرائيل" دون مبرر قانوني

من جهتها، أكدت زوجة أمين أبو راشد خلال المؤتمر، أنّ زوجها بحاجة إلى رعاية صحية خاصة وقالت: "نحن ملتزمون بالقانون الهولندي دوماً ونعيش فيها منذ 30 سنة."

وعبّرت زوجة أبو راشد، أنّ زوجها محتجز استجابة لرغبة "إسرائيل" دون مبرر قانوني، رغم تقدمه بطلب الحصول على العلاج منذ أسبوعين لم يحصل عليه إلا مؤخرا.

وكانت صحف عبرية، قد تحدثت عن اعتقال أمين أبو راشد في هولندا، بتهمة "تحويل أموال بالملايين إلى حركة حماس" هو وابنته، وسط مزاعم بقيامهما بجمع تبرعات لصالح الحركة وإرسالها إلى فلسطين عبر منظمات خيرية.

اقرأ/ي أيضًا إسبانيا تحاكم ناشطين متضامنين مع فلسطين

وعلمت بوابة اللاجئين الفلسطينيين من مصادر عائلية، أن السلطات الهولندية أطلقت سراح ابنة أبو راشد إسراء التي تم احتجازها معه، يوم 5 آب/أغسطس الجاري، وما تزال تعتقل والدها على ذمة التحقيق.

وكان بوابة اللاجئين الفلسطينيين، قد تواصل خلال الفترة السابقة مع رئيس مؤتمر فلسطيني أوربا السابق ماجد الزير، المعني بالتصريح والمتابعة بقضية أبو راشد للوقوف على المعلومات والمعطيات خلف اعتقال الناشط أبو راشد، وتفنيد الرواية "الإسرائيلية"، ولكن دون تلقي أي إجابة.

ويضع مراقبون ما تعرض له الناشط أمين أبو راشد، في سياق حملات التضييق على النشاط الفلسطيني في أوروبا، ولا سيما ما تعرض له "مؤتمر فلسطينيي أوروبا" ذاته في مالمو، من حملات إعلامية طالت الشخصيات المشاركة في المؤتمر، واتهامات طالت أحد نواب الحزب الاشتراكي السويدي جمال الحاج لمشاركته في مؤتمر " ترعاه حركة إرهابية" حسب مزاعم إعلامية شنها الإعلام المقرب من اللوبي الصهيوني.