قامت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أمس الاثنين، وفي خطوة مفاجئة وغير مسبوقة بسحب موظفيها وإزالة علمها من مبنى مدرسة دير القاسي في مدينة صيدا، جنوب لبنان، ما أثار ردود فعل شعبية وحقوقية.

 هذه المدرسة التي كانت مركزاً لإيواء 90 عائلة نازحة من مخيمات جنوب لبنان، جلّهم من الأطفال والنساء وكبار السن، باتت اليوم بلا حماية من وكالة "أونروا" التي كانت تقدم الرعاية والخدمات الأساسية للعائلات الفارّة من العدوان "الإسرائيلي"، بذريعة خرق "مبدأ الحيادية".
صدمة النازحين: اتهامات بالتآمر

أحد النازحين الذين يقيمون في المدرسة عبّر عن صدمته من قرار "أونروا" قائلاً: "تفاجأنا بقرار الأونروا اليوم، حيث سحبوا موظفيهم وتم إنزال العلم.

ووضع اللاجئ هذا التصرف ضمن "المؤامرات الإسرائيلية الأمريكية التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو الضفة وحتى في لبنان الآن".

من جانبها، تحدثت إحدى النازحات الفلسطينيات لموقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، مشيرة إلى أنها لجأت من مخيم برج الشمالي إلى مدرسة دير القاسي بحثاً عن الأمان والحماية من القصف "الإسرائيلي".

 وقالت: "طلبت منا "أونروا" مغادرة المدرسة والتوجه شمالاً "وأضافت: إلى متى يستمر هذا الظلم؟ أين نذهب بكبارنا وصغارنا في ظل هذه الظروف الصعبة بعد أن تخلى عنا الجميع؟"

استنكار حقوقي رافض لقرار إدارة "أونروا"

من أمام مدرسة دير القاسي، استنكر علي هويدي، مدير عام الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، قرار "أونروا" بسحب مسؤوليتها عن المدرسة، قائلاً: "نرفض إنزال علم الأونروا وسحب موظفيها من المدرسة، بحجة عدم توفر التمويل الكافي، ولكننا نخشى أن تكون جزءاً من مشروع سياسي يهدف إلى تهجير جديد للفلسطينيين في لبنان".

وأشار هويدي إلى أن "أونروا" أوقفت خدماتها في مخيمات صور الثلاثة: الرشيدية، البرج الشمالي، والبص، وألغت استقبال نازحين في مدرستين في منطقة صور بحجة الأوضاع الأمنية، على الرغم من أن العدوان الإسرائيلي يستهدف جميع المناطق اللبنانية.

ودعا هويدي الوكالة، إلى التراجع الفوري عن قرارها، والعمل على فتح المدرستين في منطقة صور واستئناف خدماتها في المخيمات الثلاثة، حيث لا يزال أكثر من 25 ألف لاجئ في أمسّ الحاجة للمساعدات الإنسانية.

احتجاجات وتخوف من مجزرة

الناشط الاجتماعي محمود عطايا، من مخيم عين الحلوة، أشار إلى أن قرار "أونروا" أثار حالة من الغضب بين النازحين، الذين احتشدوا أمام المدرسة احتجاجاً على هذا القرار.

 وقال عطايا: "النازحون رفضوا مغادرة المدرسة، حيث يرون أن إبعادهم إلى الشمال قد يفتح المجال أمام ارتكاب مجزرة من قبل العدو "الإسرائيلي"، الذي لم يتوقف عن استهداف المدنيين".

وأضاف أن "الأونروا متخبطة في قراراتها، وما تقوله على الورق يختلف تماماً عما تقوم به على الأرض"، داعياً الوكالة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه النازحين والتراجع عن قرارها فوراً.

هل المطلوب إبعاد اللاجئين عن الجنوب؟!

بدوره، عبّر الناشط الاجتماعي عاصف موسى عن استغرابه من قرار الوكالة سحب مسؤوليتها من المدرسة، قائلاً: "الأونروا لم تكتفِ بسحب موظفيها، بل أزالت علمها أيضاً، ووضعت النازحين أمام الأمر الواقع. اللاجئون لن يغادروا المدرسة مهما حصل، وعلى الأونروا التراجع فوراً عن قرارها".

وتساءل موسى إن كان هناك مشروع لإبعاد اللاجئين عن الجنوب اللبناني قدر الإمكان، معتبراً أن ما حصل هو "رفع الغطاء عن النازحين واستباحة لدمائهم"، وحمّل الأونروا المسؤولية عن أي أذى قد يصيب هؤلاء النازحين.

واختتم موسى حديثه بدعوة المؤسسات الدولية إلى التدخل الفوري لإيقاف هذه "المهزلة" التي تحصل في مدرسة دير القاسي، والضغط على الأونروا لاستمرار تقديم خدماتها في المدرسة، حفاظاً على حياة النازحين الفلسطينيين في لبنان.

شاهد/ي أيضاً 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد