شهدت مدرسة "دير القاسي" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "أونروا" في صيدا جنوبي لبنان حالة غضب واحتجاج عارمة، بعد سحب الوكالة موظفيها من المدرسة التي تؤوي عشرات العائلات الفلسطينية النازحة، وإنزال علم الأمم المتحدة عن مبنى المدرسة وإعلانها عدم تقديم أي خدمات للنازحين، ما أثار مخاوف النازحين الذين اعتقدوا أن خطوة "أونروا" تجردهم من الأمان الذي ينشدون.

وأكد مصدر في وكالة "أونروا" لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن الوكالة سحبت جميع موظفيها من مدرسة "دير القاسي" ولم تعد مسؤولة عن النازحين المقيمين فيها.

ورغم عدم إغلاق المدرسة رسمياً، أوضحت المصادر أن "أونروا" لن تتحمل أي مسؤولية تجاه النازحين الذين رفضوا الخروج، بعد أن عُرض عليهم الانتقال إلى مدرسة أخرى في شمالي لبنان.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن القرار جاء بناءً على طلب محافظ صيدا بعدم فتح أي مدرسة خارج نطاق صيدا الإدارية، وذلك لأسباب تتعلق بصعوبة إيصال المساعدات من المنظمات غير الحكومية إلى تلك المدرسة.

وأضاف المصدر أن "خرق بعض الموظفين في مدرسة دير القاسي لمبدأ الحيادية" كان سببًا إضافيًا لاتخاذ قرار نقل النازحين إلى منطقة أخرى في الشمال.

وفي بيان رسمي، أعلن المفوض العام لوكالة "أونروا" "فيليب لازاريني" إغلاق مركز الإيواء التابع للوكالة في مدرسة دير القاسي بالقرب من مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين في صيدا اليوم.

وقال البيان: إن "الوكالة كانت قد أعلنت أن أي انتهاك لجهودها للالتزام بالمبادئ الإنسانية في مراكز الإيواء لا يمكن التسامح معه، وعلى الرغم من جهودنا للمحافظة على بيئة تحترم المبادئ الإنسانية، إلا أن هذه المبادئ لم يتم الالتزام بها في مركز الايواء في مدرسة دير القاسي، مما أدى إلى اتخاذ هذا القرار".

وأضاف: "نحن نتفهم أن هذا القرار قد يسبب القلق والارباك في أوساط المجتمع المحلي. ومع ذلك، فإن الالتزام بالمبادئ الإنسانية أمر بالغ الأهمية للحفاظ على سلامة النازحين وموظفينا، ويظل هذا على رأس أولوياتنا، لقد عرضنا تقديم النقل إلى مراكز إيواء بديلة للنازحين المتأثرين بهذا القرار وسنستمر في تقديم الدعم للنازحين خلال هذه الأوقات الصعبة".

WhatsApp Image 2024-10-07 at 4.32.28 PM.jpeg

أبو العبد صلاح، مسؤول اللجنة الشعبية في منطقة صيدا، وصف القرار بأنه "جائر وظالم" بحق النازحين الذين يعتمدون على مدرسة "دير القاسي" كمأوى، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي مبرر لنقل 91 عائلة من المدرسة إلى مركز سبلين أو أي مركز آخر.

وقال صلاح لبوابة اللاجئين الفلسطينيي: أن الأسباب الحقيقية وراء إخراج النازحين من المدرسة لم تتضح بعد، ولكنها تثير مخاوف حول أمان النازحين، مضيفاً: "نحن، كلجان شعبية وهيئات فلسطينية، نقول إنه لن يخرج أي نازح من هذه المدرسة، ولن يتمكن أحد من إخراجهم."

وأوضح صلاح أن اللجان الشعبية كانت في المدرسة يوم أمس، حيث أبدى النازحون رفضهم التام لأي عملية نقل إلى مركز آخر، مشيرين إلى أن وجودهم في "دير القاسي" هو الخيار الأفضل والأكثر أماناً بالنسبة لهم.

وأكد أبو العبد أن هناك تحركات واجتماعات يجريها سفير السلطة الفلسطينية في لبنان ومسؤولين فلسطينيين مع وكالة "أونروا" لا سيما مديرة عملياتها في البلاد "دوروثي كلاوس"، بهدف الضغط على الوكالة للتراجع عن هذا القرار الذي يهدد استقرار العائلات النازحة.

يأتي ذلك، في وقت يواجه فيه النازحون الفلسطينيون إلى صيدا، ومعظمهم من العائلات التي هجّرت من جنوبي لبنان جراء الحرب "الإسرائيلية" ، واقعاً صعبًاً مع قلة الخيارات المتاحة أمامهم، في ظل توسع العدوان وانحسار المساحات الآمنة في البلاد، فيما تشكل مدارس الوكالة بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، أماكن توفر الحد الأدنى من الحماية المفترضة، لكونها تتبع للأمم المتحدة.

يأتي هذا الإجراء من قبل الوكالة، بعد سلسلة من التقصير في تنفيذ خطة الطوارئ التي أعلنت عنها، استجابة للأوضاع في لبنان في ظل الحرب "الإسرائيلية" حيث سجلت العديد من الاحتجاجات بسبب النقص الكبير في الاحتياجات الأساسية، وسط دعوات مستمرة لوكالة "أونروا" لتحسين خطط الطوارئ الخاصة بها وتوسيع نطاق الدعم ليشمل اللاجئين الفلسطينيين المتضررين لا سيما في مناطق النزوح الجديدة.

وواجهت الوكالة، انتقادات واسعة من قبل اللاجئين الفلسطينيين والمنظمات الحقوقية لعدم استجابتها الكافية للأزمة الحالية، حسبما رصد بوابة اللاجئين الفلسطينيين في تقرير نشره في وقت سابق.

اقرأ/ي التقرير: انتقادات لخطة وأداء وكالة "أونروا" في الاستجابة لتداعيات الحرب على لبنان

وكانت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، اليوم، قد طالبت، إدارة "أونروا" بالالتزام بخطة الطوارئ التي أعدتها مسبقاً للتعامل مع تداعيات العدوان "الإسرائيلي" على لبنان، وأشارت الهيئة إلى أن توسع العمليات العسكرية "الإسرائيلية" ضد مناطق الجنوب والبقاع والضاحية وبعض أحياء بيروت، شمل استهداف بعض المخيمات الفلسطينية، ما أدى إلى نزوح أكثر من 70% من سكانها، خصوصاً في مخيمات صور.

اقرأ\ي ايضاً: هيئة العمل الفلسطيني في لبنان تطالب "أونروا" بالالتزام بخطة الطوارئ

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد