يواجه اللاجئون الفلسطينيون الذين بقوا في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوبي لبنان أزمة تراكم النفايات بشكل خطير، بعدما انسحبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وتوقفت عن أداء مهامها تزامناً مع تصعيد القصف "الإسرائيلي" جنوبي لبنان.
وتزامناً مع تصعيد العدوان "الإسرائيلي"، نزح آلاف الفلسطينيين من مخيمات وتجمعات جنوبي لبنان، وبلغت نسبة النزوح من المخيمات والتجمعات الفلسطينية في مدينة صور نحو 75% ، بمن فيهم اللاجئون من مخيمات الرشيدية، البص، برج الشمالي، إضافة إلى تجمعات الشبريحا، جل البحر، والقاسمية، فيما يعاني آلاف من الفلسطينيين الذين بقوا داخل المخيمات من تبعات غياب وكالة "أونروا".
وأغلقت وكالة "أونروا" كافة المرافق والعيادات الصحية في منطقة صور أمام اللاجئين المتبقين، وتوقفت عن تشغيل محطات مياه الآبار في المخيمات، وصولاً إلى عدم نقل النفايات، ما تسبب في تراكمها بصورة تهدد الصحة العامة.
ونقل مراسلنا في المخيم، أنّ النفايات تتراكم في شوارع وأزقة مخيم الرشيدية دون أن تتحرك الوكالة لإزالتها، مبررة ذلك بأن المكان المخصص لرمي النفايات يعد منطقة خطرة، ولا يمكن تعريض موظفيها للمخاطر.
إلا أن هذا الموقف أثار استياء الأهالي، إذ يرون أن تراكم النفايات يساهم في انتشار الأمراض والأوبئة، ما يعرض حياتهم للخطر بشكل يومي.
في تعليق على الوضع، قال محمد الشولي، أمين سر اللجان الأهلية في لبنان لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن الأزمة التي نعيشها في مخيم الرشيدية تتطلب من الوكالة معالجة القضايا المتعلقة بخدماتها الصحية، و"قد قدمت مبادرة للوكالة لفتح العيادات الصحية أمام المرضى، إلا أن الإدارة رفضت بشكل تام."
وأضاف الشولي: "حياة الأهالي في مخيم الرشيدية معرضة للخطر الشديد نتيجة تراكم النفايات، وعدم قيام الوكالة بإزالتها، ما يتسبب في تهديد كبير على صحة السكان"، مشيراً إلى أن الوضع يتطلب حلاً سريعاً من وكالة "اونروا"، ومشدداً على ضرورة عودة الخدمات في كافة مخيمات منطقة صور لضمان حياة اللاجئين الفلسطينيين بكرامة وحمايتهم من المخاطر الصحية.
ويعبر اللاجئون في مخيم الرشيدية عن استيائهم من تردي الأوضاع المعيشية، مطالبين الوكالة بتحمل مسؤولياتها وإيجاد حلول عاجلة لمعالجة أزمة النفايات وعودة الخدمات الأساسية التي تضمن حياة كريمة لهم في المخيمات والتجمعات.
ومع استمرار العدوان "الإسرائيلي" على لبنان ولا سيما مناطق الجنوب، وتزايد أعداد النازحين، صارت المخيمات الفلسطينية تواجه تحديات مضاعفة، ما يدفع اللاجئين الفلسطينيين لمطالبة الوكالة الدولية المسؤولة عن إغاثتهم، بتكثيف جهودها واجتراح حلول للازمات، وفق خطة طوارئ تأخذ كل الظروف بعين الاعتبار.