شارك حشد كبير من أهالي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، عصر اليوم الاثنين في تشييع جثمان الشهيد الشاب الياس حوراني والذي أعلن أمس عن استشهاده خلال مشاركته في معارك ضد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على الحدود اللبنانية – الفلسطينية ضمن معركة طوفان الأقصى.
وكانت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قد نعت في بيان أمس المقاتل في صفوفها الياس رائف الحوراني "أبو الجود" (19 عاماً) وقالت: إنه من أبطال كتيبة الشهيد محمود المجذوب – ساحة لبنان، وارتقى على حدود فلسطين المحتلة أثناء مشاركته بالتصدي للعدوان على لبنان.
وبعد وصول جثمان الشهيد حوراني إلى المخيم ووداعه من قبل ذويه، انطلق انطلق موكب التشييع من أمام مسجد الشهداء في حي الصفصاف محمولاً على الأكتاف وسط هتافات تُمجّد الكفاح المسلح وتطالب بالرد على العدوان "الإسرائيلي" المستمر على الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان.
واستقبلت عائلة الشهيد "التبريكات والتهاني" بارتقاء نجلها في معركة ضد الاحتلال "الإسرائيلي" من جموع المشيعين الذين واكبوا التشييع وجابوا حارات المخيم من منزل العائلة إلى المسجد فمقبرة درب السيم حيث ووري الثرى.
وعبر والد الشهيد رائف حوراني عن "فخره" باستشهاد نجله مدافعاً عن أرض فلسطين ولبنان، قائلاً لموقعنا: إن الياس استشهد وهو يدتافع عن أسمى قضية في التاريخ الحديث.
تربى منذ الصغر على الإيمان بعدالة قضيته الفلسطينية
وأضاف: إن الياس تربى منذ نعومة أظافره على حب فلسطين والإيمان بعدالة قضيتها وحق الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم وبذل التضحيات من أجل تحقيق الانتصار والعودة.
يرى والد الشهيد أن اللاجئين الفلسطينيين مطالبين اليوم أكثر من أي وقت مضى بخوض المعارك في سبيل صد العدوان "الإسرائيلي" ويقول: "الشباب والنساء والشيوخ، اليوم ندفن عريس عين الحلوة وشهيدها المحبوب المرضي العاشق لفلسطين والمسجد الأقصى، ما زال الطريق طويلاً نحو التحرير ومخمينا لا يبخل في تقديم أرواح شبابه فداء لهذا الوطن".
يوضح والد الشهيد أن ابنه أصر على المشاركة في المعركة ضد الاحتلال، ويقول: "في كل مرة كان يغيب فيها للمشاركة في المعارك جنوبي لبنان كنت أدعو الله أن يحميه ويعود سالماً، ليجيبني الياس بأنه يتمنى نيل الشهادة، وفعلاً اصطفاه الله شهيداً".
بدوره، يؤكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي هيثم أبو الغزلان أن مخيم عين الحلوة كما كان سابقاً هو "مخيم الشهداء" الذي لا يبخل بأبنائه في سبيل القضية الفلسطينية.
ومنذ بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 استشهد أربعة لاجئين فلسطينيين من المخيم خلال مشاركتهم في المعركة ضد الجيش "الإسرائيلي" جنوبي لبنان.
وأضاف أبو الغزلان: إن "ارتقاء شهداء من المخيمات الفلسطينية في لبنان رسالة هامة لأهلنا في قطاع غزة لنقول لهم: إن معركتنا واحدة وأن دماءنا في الشتات ليست أغلى من دمائكم".
ويأتي ارتقاء الشاب حوراني، فيما يصعد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من عدوانه على لبنان وقصفه مناطق متفرقه منه تطال محيط المخيمات الفلسطينية وكذلك بعض المخيمات، كما حدث في غارات متفرقة استهدفت مخيمات البداوي والرشيدية وعين الحلوة.
ومنذ تصعيد العدوان على لبنان في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي ارتقى ما لا يقل عن 46 شهيداً فلسطينياً من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان جراء الغارات "الإسرائيلية"، بينما ارتقى عشرات آخرون من اللاجئين الفلسطينيين وكوادر وقيادات المقاومة سواء في عمليات اغتيال مباشرة أو من خلال الاستشهاد خلال معارك ضد الاحتلال جنوبي لبنان.