يواجه آلاف اللاجئين الفلسطينيين في مخيم سبينة بريف العاصمة السورية دمشق أزمة إنسانية تتفاقم في ظل انقطاع المياه بشكل شبه كامل، وسط غياب أي حلول جذرية تلوح في الأفق.
وفي نداء عاجل وجهه أهالي المخيم إلى محافظة القنيطرة، وسفارة السلطة الفلسطينية بدمشق، والمنظمات الإنسانية والحقوقية، عبّر السكان عن معاناتهم اليومية مع العطش وتدهور الظروف المعيشية.
وقال الأهالي في مناشدتهم والتي تم نشرها عبر مجموعات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمخيم: "نحن اللاجئون الفلسطينيون في مخيم سبينة نعيش اليوم أزمة إنسانية حقيقية، فأزمة المياه وصلت إلى حد لا يُطاق، انقطاع مستمر، ضخ ضعيف، ولا أي بوادر لحلول جذرية".
وأضاف النداء، أن الوصول إلى أبسط مقومات الحياة، مثل المياه، بات "حلماً يومياً" لكبار السن والأطفال والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
ويعدّ مخيم سبينة، وهو أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في ريف دمشق، من المخيمات التي تضررت خلال السنوات الماضية بسبب الحرب وتراجع خدمات الإغاثة، وهو ما جعل أزمة المياه الحالية أكثر قسوة على قاطنيه.
وتابع البيان: "الشوارع نصفها مظلم، والنصف الآخر يئنّ من الإهمال… الكهرباء والماء في غياب، والإغاثة من الأونروا متوقفة، والهلال الأحمر غائب، ومنظمة اليونيسف لا أثر لها".
وتوجه البيان الى الجهات المعنية قائلاً: "هناك مرضى سكري، وضغط، وأمراض مزمنة، وذوو احتياجات خاصة… ولا أحد يسأل"، وناشد البيان سفارة السلطة الفلسطينية، وقنصليتها، ومحافظة القنيطرة، والمؤسسات الإنسانية المعنية إلى "رؤية الحقيقة كما هي، وإنصاف الناس، ومساعدتهم على العيش بكرامة".
واختتم البيان برسالة مؤثرة إلى كل من يملك سلطة القرار أو التأثير: "نحن ضيوف في هذا البلد، ونتمنى من كل مؤسسة مسؤولة عن خدمة المخيم أن تؤدي واجبها بما يرضي الله، وأن توصل صوتنا بوضوح لكل من يعنيه أمرنا، حسبنا الله ونعم الوكيل"
يُذكر أن مخيم سبينة كان قد شهد في سنوات سابقة موجات نزوح ودمار، قبل أن يعود إليه قسم كبير من سكانه بعد إعادة تأهيل جزئي، إلا أن الأزمات الخدمية، وفي مقدمتها أزمة المياه، ما تزال تعرقل حياة الآلاف فيه.