ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرة جديدة فجر اليوم الاثنين 12 آيار/ مايو، بحق النازحين الفلسطينيين أسفرت عن ارتقاء 17 فلسطينياً على الأقل، في إطار استمرار حربه على سكان قطاع غزة وفرض سياسة التجويع ومنع إدخال المساعدات الإنسانية للشهر الثالث على التوالي، وسط تحذيرات من مخاطر الموت الوشيك لنصف مليون فلسطيني.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وصول 33 شهيدًا، بينهم 4 شهداء انتُشلوا من تحت الأنقاض، و94 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية.
وفي تقريرها الإحصائي اليومي أشارت الوزارة إلى أن حصيلة العدوان منذ 18 آذار/ مارس الماضي بلغت 2,749 شهيدًا و7,607 إصابات، ودعت عائلات الشهداء والمفقودين إلى استكمال بياناتهم عبر الرابط المخصص لذلك ضمن سجلات الوزارة.
وبذلك ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 52 ألفًا و862 شهيدًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
مجزرة بحق مدرسة تؤوي مئات النازحين في جباليا
خلال ساعات الفجر الأولى ارتكب الجيش "الإسرائيلي" مجزرة مروعة باستهدافه مدرسة فاطمة بنت أسد في منطقة جباليا البلد شمالي قطاع غزة.
وأسفر القصف عن استشهاد 17 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة آخرين، في غارتين "إسرائيليتين" متتاليتين استهدفتا المدرسة التي كانت تأوي مئات النازحين.
وفي مدينة غزة، استشهد فلسطينيان برصاص طائرة مسيرة "إسرائيلية" (كواد كوبتر) في محيط مدرسة الفرقان بحي الزيتون جنوب شرق المدينة.
كما استشهد فلسطيني وأصيب عدد آخر في قصف الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين في سوق الجمعة بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
ويأتي ذلك وسط عمليات نسف نفذها جيش الاحتلال لعددٍ من المنازل في المناطق الشرقية من حي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
ووسط قطاع غزة، قصف جيش الاحتلال عبر المدفعية "الإسرائيلية" مناطق شرقي مخيم البريج للاجئين
وفي قصف آخر، استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، بعد قصف طيران الاحتلال منزلًا في محيط مسجد حماد الحسنات غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وزارة الصحة تحذر من نقص المعدات الطبية وتفاقم الأزمة الإنسانية
حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف حيوية.
وأشارت إلى أن هذا النقص الحاد في التجهيزات يعمّق الأزمة التي تعانيها المستشفيات ويعيق عمل الطواقم الطبية.
وأوضحت أن المستشفيات في قطاع غزة باتت تفتقر إلى أجهزة الأشعة المتنقلة وأجهزة التخدير، كما لا تتوفر مستلزمات جراحية لإجراء عمليات تخصصية مثل: العظام، والأوعية الدموية، والعيون.
كما ذكرت نفاد غازات طبية أساسية مثل ثاني أكسيد الكربون، والأقمشة الطبية، والأسرّة، ومستلزمات مكافحة العدوى، في ظل انعدام الإمدادات الغذائية للطواقم العاملة على مدار الساعة، نتيجة الحصار المطبق الذي يفرضه الاحتلال على القطاع.
وأكدت أن "النقص الحاد في الأجهزة الطبية واللوازم العامة يزيد مضاعفة الأزمة المركبة التي تعانيها المستشفيات وتعيق عمل الفرق الطبية".
سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة
وبموازاة تلك التحذيرات، قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع: "إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد، وإن نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا، ووصف هذا بأنه تدهور كبير منذ أحدث تقرير أصدره في تشرين الأول/أكتوبر الماضي".
وحلل أحدث تقييم صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الفترة من أول نيسان/أبريل إلى العاشر من أيار/مايو من هذا العام، وأعطى توقعات للوضع حتى نهاية أيلول/سبتمبر المقبل.
من جهتها، اعتبرت منظمة "أوكسفام" أن المجاعة في غزة "متعمّدة ومخطّط لها"، مشيرة إلى أن ما جرى خلق أكبر كتلة سكانية في العالم تواجه المجاعة في الوقت الراهن.
وأفادت المنظمة بأن موظفيها "يشاهدون في غزة أسرًا تعاني الجوع وأطفالا يعانون سوء التغذية وضعفاء لدرجة أنهم لا يستطيعون البكاء".
وشددت على أن "استخدام إسرائيل المساعدات سلاحا انتهاك صارخ للقانون الدولي يهدد بدفع أزمة كارثية إلى الانهيار التام".