أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" اليوم الأحد 6 تموز/ يوليو أن نحو 40 ألف شخص ما زالوا مشردين بعد خمسة أشهر من إطلاق جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ما يسمى بعملية "الجدار الحديدي" شمالي الضفة، والتي تركزت بشكل خاص على مخيمي طولكرم ونور شمس.
وحذرت المنظمة من أن استمرار هذا النزوح القسري يفاقم من الوضع الإنساني والصحي المتدهور في المنطقة، مع انعدام الخدمات الأساسية وغياب الأمان، خاصة في ظل تصاعد عمليات القصف والاقتحامات التي تطال المدنيين والبنية التحتية، ما جعل السكان في حالة تهجير دائم، وترك آلاف العائلات تعاني من التشرد وانعدام الاستقرار.
وكان محافظ طولكرم عبد الله كميل قد أكد أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يواصل عدوانه على المدينة ومخيماتها رغم صدور قرار رسمي من "المحكمة العليا الإسرائيلية" يقضي بتجميد أوامر الهدم التي تستهدف (104) مبانٍ في مخيم طولكرم.
وأضاف أن الاحتلال ضرب بهذا القرار عرض الحائط، في تحدٍ سافرٍ للقانون الدولي ولأبسط المبادئ القانونية التي تزعم "دولة الاحتلال" أنها تلتزم بها.
وقال كميل في بيان صحفي، مساء السبت: إن هذا السلوك "الإسرائيلي" يعكس زيف منظومة العدالة المزعومة في "إسرائيل"، ويؤكد أن ما يجري ضد سكان المخيمات هو جزء من سياسة ممنهجة لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، لا تحكمها قوانين أو معايير، بل تحركها عقلية عدوانية عنصرية قائمة على منطق القوة والتطهير العرقي.
وشدد محافظ طولكرم على أن ما يجري في مخيمي طولكرم ونور شمس ليس مجرد "حدث أمني عابر"، بل جريمة متواصلة تضاف إلى سجل الاحتلال الدموي، وتدلل على إصرار حكومة الاحتلال على مواصلة حربها المفتوحة على الوجود الفلسطيني، واستهدافها المتواصل لكل أشكال الحياة والكرامة والصمود التي يتمسك بها الشعب الفلسطيني.
وتابع كميل: "مخيم طولكرم لن يُكسر. وشعبنا لا يخضع لبلطجة المحتل ولا يعترف بشرعية من يهدم البيوت ويجبر الناس على النزوح القسري. ما يجري ليس فقط انتهاكًا لحقوق الإنسان، بل هو عدوان ممنهج يستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي الفلسطيني".
وجدد المحافظ دعوته إلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل الفوري والعاجل لوقف هذا العدوان المتواصل، والعمل على ضمان عودة جميع النازحين إلى منازلهم بكرامة وأمان، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين العزل الذين يتعرضون يوميًا لمخاطر الاقتحامات والقصف والتنكيل.
واختتم المحافظ كميل بيانه بالتأكيد أن: "الهدم لن يرهبنا، والعدوان لن يُسكت صوتنا، ومخيم طولكرم ومخيم نور شمس سيبقيان صامدين رغم أنف الاحتلال. شعبنا أكبر من القمع، وأقوى من التهجير، ولن تثنيه هذه الجرائم عن مواصلة نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال".
ويُذكر أن عدوان "السور الحديدي" التي شنه الاحتلال "الإسرائيلي" في 21 كانون الثاني/ يناير استهدف مخيمات اللاجئين في طولكرم وجنين ونور شمس، عبر تنفيذ اقتحامات يومية، وعمليات تدمير للمنازل والبنية التحتية، أدى إلى تهجير جماعي واسع للسكان متسبباً بأطول نزوح ضمن عمليات التهجير القسري التي شهدتها الضفة الغربية.