قال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات القمع "الإسرائيلية" أطلقت الرصاص المطاطي على الأسير المحامي عزمي نادر أبو هليل (31 عاماً) من مدينة دورا بالخليل، والمعتقل في سجن "عوفر" منذ كانون الأول/ديسمبر 2024، إثر مطالبته بالعلاج من مرض "السكابيوس" (الجرب) الذي أنهك جسده منذ عدة أشهر.
وأوضح النادي أن الأسير أبو هليل يعاني أوضاع صحية بالغة الصعوبة نتيجة إصابته بالمرض منذ نيسان/أبريل الماضي، دون أن يتلقى العلاج اللازم حتى اليوم، رغم مرور أكثر من ستة أشهر على إصابته.
وأعرب نادي الأسير في بيان له اليوم الاثنين 20 تشرين الأول/أكتوبر، عن قلقه البالغ إزاء تدهور الحالة الصحية للأسير أبو هليل، مشيراً إلى أن وضعه الصحي تفاقم بشكل خطير خلال الأسابيع الماضية نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد وسوء الظروف المعيشية داخل السجن.
وأضاف البيان أن الأسير يعاني انتشار الدمامل والتقرحات والتشققات الجلدية المؤلمة في مختلف أنحاء جسده، حيث ظهرت عليه بوضوح علامات مرض "السكابيوس" خلال الزيارة الأخيرة التي أجراها محامي النادي.
وأشار النادي إلى أن أبو هليل تعرّض لعملية قمع عنيفة على يد وحدات السجون خلال أيلول/سبتمبر الماضي، بعد مطالبته المتكررة بالحصول على علاج، موضحاً أن قوات القمع أطلقت عليه الرصاص المطاطي ما أدى إلى تفاقم إصاباته ووضعه الصحي.
وأوضح أن الأسير يعاني حكة شديدة وتقرحات مؤلمة تمنعه من النوم، ويحرم من تلقي أي علاج طبي مناسب، كما يعاني انخفاض حاد في وزنه إلى 49 كيلوغراماً؛ بسبب سياسة التجويع الممنهجة التي تتبعها إدارة السجون بحقه.
وأكد نادي الأسير أن أبو هليل واحد من بين آلاف الأسرى المصابين بمرض "السكابيوس" داخل السجون الإسرائيلية، مشيراً إلى أن المرض تحول إلى أداة للتعذيب بفعل تعمّد إدارة السجون الإبقاء على أسباب انتشاره، مثل نقص مواد التنظيف والمطهّرات، وحرمان الأسرى من الاستحمام المنتظم، وانعدام الملابس النظيفة، حيث يمتلك معظم الأسرى غياراً واحداً فقط.
وأضاف أن الأسرى يجبرون على غسل ملابسهم يدوياً داخل غرفهم المزدحمة، ويمنعون من تجفيفها في الهواء، ما يجعلها تبقى رطبة، وتساهم في انتشار الأمراض الجلدية.
وأشار النادي إلى أن إدارة السجون تتجاهل بشكل ممنهج مطالب الأسرى بتوفير العلاج أو نقل المرضى إلى العيادات، ما أدى إلى تحول الأوبئة والأمراض الجلدية إلى أحد أبرز مظاهر الجريمة الممنهجة التي تفاقمت بعد حرب الإبادة على غزة، وأسفرت عن استشهاد عدد من الأسرى داخل المعتقلات.
وذكر أن المساعي القانونية التي قامت بها مؤسسات حقوقية عبر التوجّه إلى المحكمة العليا للاحتلال لإجبار إدارة السجون على توفير العلاج وإنهاء أسباب انتشار المرض، قوبلت باستجابة شكلية ومحدودة، إذ عاد المرض ليتفشّى مجدداً في سجون مركزية مثل "النقب" و"عوفر".
وأكد النادي أن استمرار هذه السياسة يعكس نية واضحة لدى منظومة السجون "الإسرائيلية" بقتل الأسرى ببطء، واستخدام الحرمان من العلاج كأداة للتعذيب، ضمن ما وصفه بـ"الجرائم الطبية الممنهجة".
وأشار إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال يواجهون كارثة صحية متصاعدة إلى جانب القمع اليومي، في إطار سياسة تهدف إلى تعذيبهم وقتلهم تدريجياً، موضحاً أن السلطات الإسرائيلية لا تخفي نواياها الإجرامية، حيث عبّر عن ذلك الوزير المتطرف إيتمار بن غفير بدعوته العلنية إلى تشريع قانون إعدام الأسرى و"قنصهم في رؤوسهم بدل اعتقالهم".
وختم نادي الأسير بيانه بالتأكيد على أن "التحولات الخطيرة التي شهدها واقع الأسرى بعد حرب الإبادة تشكّل امتداداً مباشراً للعدوان المستمر، وجعلت من معاناتهم داخل السجون أحد أبرز أوجه الإبادة المستمرة حتى اليوم"، داعياً المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية إلى التحرك العاجل لإنقاذ حياة الأسرى المرضى ووقف هذه الجرائم المنظمة بحقهم.