أحيت المخيمات الفلسطينية في لبنان الذكرى الـ 77 لنكبة فلسطين عبر وقفات وفعاليات جماهيرية شارك فيها لاجئون فلسطينيون من مختلف المخيمات، عبروا فيها عن ارتباطهم بالأرض وأن تقادم السنين لن ينسيهم فلسطين وقراهم ومدنهم المحتلة فيها، وتمسكهم بحق العودة، وحزنهم وألمهم جراء مجازر الإبادة "الإسرائيلية" وحرب التجويع التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة.
ويحيي الفلسطينيون في مخيمات الشتات وحول العالم في الـ 15 من آذار/ مارس ذكرى نكبة فلسطين، التي أُجبر إبانها ثلاثة أرباع مليون فلسطيني على الرحيل عن أرض وطنهم، بعد طرد غالبيتهم الساحقة من المدن والبلدات والقرى بقوة الترهيب والسلاح لإقامة كيان "إسرائيل" على أرضهم.
سوق خيري لدعم غزة
وهذا العام، تمر الذكرى للسنة الثانية على التوالي مع استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، وأحيا اللاجئون الفلسطينيون في مخيم برج البراجنة جنوب االعاصمة اللبنانية بيروت، عبر إقامة سوق خيري للمصنوعات اليديوية يعود ريعه كاملاً لدعم قطاع غزة.
وتحت عنوان (السوق الفلسطيني ) حول بعض الناشطين روضة القسام في المخيم الى قطعة من التراث الفلسطيني الأصيل، وبنوا ديكورات من أغصان الزيتون والمطرزات الفلسطينية، وجلست عدد من النساء المسنات اللواتي عايشن أحداث النكبة وسطها يطحنون الزعتر والسماق ويقلون الفلافل ويدقون المباهج، في مشاهد تحاكي الحياة اليومية في القرى الفلسطينية المهجرة، بهدف "تكريس التراث والتقاليد الفلسطينية في ذاكرة الأجيال الجديدة التي ولدت من رحم اللجوء".
ويرى المشارك أبو حسام الخطيب أن عرضه بعض المقتنيات التراثية الفلسطينية هدفه تكريس الثقافة الفلسطينية والإرث المتنوع للفلسطينيين في ذاكرة الجيل الجديد.
شاهد/ي أيضاً
ايمان جمعة إحدى المشاركات والمنظمات لهذا السوق، قالت لموقعنا: إنها تشارك في السوق الفلسطيني للوقوف إلى جانب أهالي قطاع غزة، مشيرة إلى أن جراحهم هناك تنزف ألماً ودموعاً في مخيمات اللجوء.
تؤكد جمعة أن اللاجئين الفلسطينيين هم أصحاب القضية الفلسطينية، شأنهم شأن أهالي قطاع غزة الذين يتعرضون للإبادة، وهذا الأمر الذي أثر منذ 18 شهراً في نفوس اللاجئين الذين "يشعرون بالعجز والحزن ويحاولون كيف ما أمكنهم مسانده أهلهم في غزة".
وبحسب الناشطة فاديا اللوباني المشاركة في السوقف، فإن "المقاومة هي رغيف الخبز للاجئ الفلسطيني" موضحة أن التمسك بالثوب الفلسطيني والكعك الفلسطيني واللهجة الفلسطينية شكل من أشكال مقاومة الإلغاء والوجود.
وأضافت: هي رسالة نكررها ليس كل عام مرة، بل في أي وقت أن فلسطين للفلسطينيين من نهر الأردن إلى البحر المتوسط، وأن الفلسطينيون لن يتنازلوا عن شبر منها.
الرسامة عليت قفاص والتي شاركت في السوق، عبر لوحات ورسومات قالت: "إن الفلسطينيين يعيشون نكبتين، فيما هم يستذكرون ألم النكبة الأولى عام 1948، يعيشون بالفعل نكبة مركبة جراء مجازر الإبادة في قطاع غزة ومخططات التهجير بحق الفلسطينيين في القطاع والضفة الغربية"، مضيفة: "نشعر بجوعهم ووجعهم وحرمانهم وآلامهم".
وقال مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم برج البراجنة عيسى الغضبان: "هم يظنون ان الجيل الجديد سينسى فلسطين ونقول لهم ان أطفالنا وأولادنا متجذرون بهذه الأرض، وقد زرعنا في عقولهم وقلوبهم بذرة اسمها حب القضية يسقونها مقاومة وحباً وحنانا وانتمائاً، وهم على يقين أنهم عائدون لها في يوم من الأيام مهما مر الزمان وتعاقبت الايام".
يوم مفتوح في مخيم الرشيدية
وفي ذات السياق، أحيت رياض الأطفال في مخيم برج البراجنة ذكرى النكبة بكرنفال وطني شارك فيه الأطفال حيث ارتدوا الزي التراثي الفلسطيني ورفعوا أسماء المدن والقرى الفلسطينية المحتلة وشعارات تؤكد على العودة.
اقرأ/ي أيضاً: لاجئون في مخيم الجليل ببعلبك يضيئون الشموع ويجددون العهد لفلسطين
جنوباً وفي مخيم الرشيدية، أحيا اللاجئون الفلسطينيون ذكرى النكبة بيوم مفتوح تحت عنوان "النكبة ليست ذكرى بل قصة حية" وذلك في مركز مؤسسة بيت اطفال الصمود.
وقال أحد المنسقين: "نؤكد أنها ليست حدثاً عابراً بل ما زالت حيث يعيش أهلنا في قطاع غزة نكبة مستمرة إبادة جماعية ومحرقة امام عيون العالم أجمع".
وأوضح ان عنوان اليوم تم اختيارة ليشكل حواراً بين الاجيال، بين الاطفال وكبار السن الذين عايشوا النكبة وشهدوها، كي تتوارث الأجيال القضية.
تعبر مشاركة أخرى لموقعنا أن ذكرى النكبة أليمة جداً وحزينة، وهذا العام يحييها اللاجئون الفلسطينيون بألم أكبر، حيث أعينهم على قطاع غزة الذي يعيش أبشع النكبات وأقساها من قتل وإبادة وتجويع ومحاولات تهجير وإلغاء للوجود.
كما أحيت باقي المخيمات ( البص وبرج الشمالي وعين الحلوة وشاتيلا ونهر البارد والبداوي ومار الياس والجليل ) ذكرى النكبة ضمن فعاليات مشابهة ومسيرات غاضبة تنديداً بحرب الإبادة على غزة والعدوان "الإسرائيلي" على الضفة الغربية خاصة المخيمات.