يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" شن سلسلة غارات عنيفة على قطاع غزة في تصعيد غير مسبوق حيث طال القصف عشرات المنازل وخيام إيواء النازحين ما أسفر عن وقوع المئات من الشهداء والجرحى ممن جرى انتشالهم فيما لا تزال أعداد أخرى تحت الأنقاض وفي عداد المفقودين، ويأتي ذلك على وقع إعلان الاحتلال بدء عملية "عربات جدعون" في واحدة من أوسع الهجمات وأكثرها فتكًا بالفلسطينيين.

وكانت أعداد الشهداء قد ارتفعت إلى 120 شهيداً فلسطينيا، فضلاً عن إصابة أكثر من 200 في القصف "الإسرائيلي" على القطاع منذ فجر أمس الجمعة، بينما ارتفعت هذه الحصيلة مع تصاعد غارات الاحتلال اليوم السبت 17 آيار/ مايو، مع توسيع جيش الاحتلال غاراته وهجماته على أنحاء متفرقة من قطاع غزة.

وفي التفاصيل، ارتقى 3 فلسطينيين في قصف "إسرائيلي" على منزل بمنطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة، بينما أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف على محيط برج الأندلس شمال غربي مدينة غزة.

وبمخيم جباليا شن الاحتلال "الإسرائيلي" عددًا من الغارات على منزل أدت إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بجروح، وفقدان آخرين تحت الأنقاض، حيث تواجه الطواقم المختصة صعوبة في الوصول إليهم.

وفي تلك الأثناء، قامت قوات الاحتلال بتفجير روبوتات مفخخة في مناطق شرق جباليا وغرب بيت لاهيا شمالي القطاع.

وشهدت مناطق شمالي قطاع غزة، موجات واسعة من النزوح بعد الغارات الجوية "الإسرائيلية" العنيفة التي استهدفت منازل المدنيين، في مشهد يعيد فصول النكبة ويجسد معاناة التهجير القسري.

جنوبي قطاع غزة، ارتقى أيضاً 3 فلسطينيين بينهم سيدة وطفلة في قصف "إسرائيلي" استهدف مبنىً سكنيًا في منطقة الشيخ حمد بمدينة خان يونس.

وفي قصف آخر، استشهد اثنان من الفلسطينيين، وأصيب 4 آخرين في قصف طائرات الاحتلال المسيرة، على محيط الجامعة الإسلامية بمنطقة معن شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

كذلك أصيب 5 فلسطينيين بجروح بينهم طفلة وفتاة وامرأة حامل، إثر قصف الاحتلال خيمة إيواء للنازحين تعود لعائلة سلامة قرب أبراج طيبة غربي مدينة خان يونس.

 وسط قطاع غزة، استشهد فلسطيني وجُرح آخرون في غارات شنها الاحتلال على خيمة تؤوي نازحين في محيط مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع.

جيش الاحتلال يشن عملية "عربات جدعون" وخطة أميركية لتهجير الفلسطينيين

وأعلن جيش الاحتلال مساء الجمعة عن إطلاق المرحلة الأولى من عملية عسكرية واسعة تحت اسم "عربات جدعون". وتشمل ضربات جوية مكثفة وتوغلات برية للسيطرة على مواقع استراتيجية داخل القطاع، في محاولة لتحقيق ما سمّاه الاحتلال "أهداف الحرب" وإطلاق سراح المحتجزين "الإسرائيليين" وهزيمة حركة حماس.

في غضون ذلك، أفادت شبكة "إن بي سي نيوز" عن خمسة أشخاص مطّلعين قولهم بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعمل على خطة لنقل ما يصل إلى مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى ليبيا بشكل دائم، مقابل الإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال التي جمدتها واشنطن قبل أكثر من عشر سنوات.

ومن جهته، وصف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ما يرتكبه جيش الاحتلال من تصعيد لإبادته الجماعية في غزة بأنها واحدة من أوسع الهجمات وأكثرها فتكًا منذ بدء العدوان، من خلال ارتكاب المجازر واعتماد سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل لما تبقّى من الأحياء والبنية التحتية.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي في بيان له أن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" صعّدت في الأيام الأخيرة من عدوانها على مختلف أنحاء قطاع غزة عبر تدمير منهجي لما تبقى من المنازل والمرافق المدنية، وارتكاب مجازر جماعية بحق السكان.

وقال في بيانه: "إن ذلك يأتي في إطار سياسة تهدف إلى القضاء على مقومات الحياة وإفناء السكان ومنع استمرار وجودهم، تمهيدًا لفرض واقع استعماري بالقوة يقوم على محو السكان الأصليين، وتهيئة الأرض لضمها الفعلي إلى إسرائيل، في خرق خطير لأحكام القانون الدولي، بما في ذلك حظر ضم الأراضي بالقوة".

الأمم المتحدة: لدينا خطة لتوزيع المساعدات في غزة

من جهة أخرى، دعا مسؤول الأممي إلى عدم إضاعة الوقت في مناقشة مقترح بديل تدعمه الولايات المتحدة لدخول المساعدات إلى غزة.

وأكد توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الأمم المتحدة لديها خطة جديرة بالثقة و160 ألف منصة متحركة جاهزة لدخول القطاع الفلسطيني الآن.

وقال في بيان له: "إلى من يقترحون وسيلة بديلة لتوزيع المساعدات، دعونا لا نضيع الوقت فلدينا بالفعل خطة في هذا الصدد".

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد